المحتوى الرئيسى

الـ"كونترا موندوم".. أثناسيوس الرسولي

05/15 23:59

تحتفل الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه اليوم بذكري رحيل بطريركها الـ20 البابا اثناسيوس الذي لقبته بـ"الرسولي"، ويحمل اثناسيوس نصيبا كبيرا من اسمه الذي يعني "الخالد"، حيث يحظي باحترام كافه الطوائف المسيحيه حول العالم الذين لقبوه باثناسيوس "الكبير" او "العظيم"، ليس فقط لتحمله النفي والمطاردات ولكن لفصاحته وقدرته علي كتابه العديد من المؤلفات والرسائل التي مازالت تستخدم الي اليوم كاهم مراجع للاهوت المسيحي في العالم.

ولد اثناسيوس في حوالي عام 296 م، ويذكر المؤرخ الشهير سوزومين انه قد تربي في البطريركيه بعدما شاهده البابا الكسندروس (البابا القبطي الـ19) وهو طفل حيث كان يلعب مع الاطفال ويمثل لهم طقس المعموديه، ولاحظ البابا دقه اثناسيوس في تقليده للطقس وهو في ذلك السن، فاهتم به وجعله شماسه الخاص فيما بعد.

ظهرت مواهب اثناسيوس عندما استطاع وهو لم يجتاز الـ20 عاما ان يؤلف كتاب "ضد الوثنيين" وكتاب "تجسد الكلمه" الذي مازال يعتبر حتي الان المرجع الاول لجميع للاهوتيين في الحديث عن التجسد.

وكان الشاب اثناسيوس محبا للقفراء ودائم الخدمه لهم ويتفقد المسجونين، كما كان يحاول تشجيع المسيحيين قبل ان ينتهي عصر الاستشهاد وصدور مرسوم ميلانو للتسامح الديني، فتمتع بشعبيه كبيره وسط الاقباط.

كان البابا الكسندروس قد عقد مجمعا في الاسكندريه وقام اساقفه الكنيسه القبطيه بحرمان اريوس وذلك بعد ان نادي بان المسيح "اله مخلوق" و"ليس من نفس جوهر الاب"، وكان القس اريوس خطيبا مفوها وشاعر موهوب، فاستطاع من خلال ترانيمه وشخصيته الكاريزميه ان يجذب عدد من الشعب.

تظلم اريوس ضد قرار حرمانه في الاسكندريه، فعُقد مجمعا مسكونيا (دوليا) بمدينه نيقيه (حاليا بتركيا)، حضره 318 اسقف حول العالم، وكان المجمع برئاسه بابا الإسكندرية الكسندروس الذي اصطحب الشماس اثناسيوس الذي لم يبلغ 25 عاما بعد، الا انه استطاع ان يواجه اريوس ويقنع الجميع بمعتقده، فقرر المجمع حرمان اريوس مع ثلاثه اساقفه من مؤيديه، واصدروا ما يعرف الان بقانون الايمان النيقاوي.

يقول المؤرخ الكنسي الشهير سقراط "ان فصاحه اثناسيوس في مجمع نيقيه، قد جلبت عليه كل البلايا التي صادفته في حياته"، حيث توالت وشايات بعض الاساقفه الاريوسيين وكان علي راسهم الاسقف يوسابيوس النيقوميدي، الذي استطاع ان يصبح "اب اعتراف" زوجه الامبراطور.

طورد اثناسيوس من العديد من الاباطره حوالي 5 مرات، حتي ان فتره بطريركيته التي امتدت لـ45 عاما، قضي منهم 20 عاما منفيا ومطاردا ومهددا بالقتل، وفي المره الخامسه رضخ الامبراطور لمطالب الشعب والاساقفه فعفي عن اثناسيوس في عام 366 م، وعاش فتره سلام وهدوء حتي توفي في عام 373م عن عمر يناهز الـ77 عاما.

سمات شخصيه اثناسيوس ومواقف من حياته

كان اثناسيوس يتميز بشجاعه في مواجهه الجميع حتي انه عندما وقفت الامبراطوريه في صف اريوس قيل له "العالم ضدك يا اثناسيوس" فرد بقوله الاشهر "وانا ضد العالم"، وهو سر تسميته باثناسيوس "كونترا موندوم" (ضد العالم)، كما يذكر له المؤرخون واقعته شهيره عن جُراته، حينما تسلل اثناسيوس متنكرا امام الامبراطور ليبوخه، وعندما وصل اليه وهو راكب علي جواده، فجذب سرج الفرس وكشف وجهه قائلا "لي كلمه معك يا قسطنطين!"، فترجل قسطنطين من علي جواده ليتسمع له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل