بالصور الفضائية والخرائط .. "ممر التنمية" نهر صناعي صغير بطول 2400 كيلو

* فاروق الباز: 27 مليار دولار تكلفه "محاور التنميه" .. ويحقق لمصر دخلاً سنويًا يتخطي 10 مليار دولار

* والمشروع يوفر 20 مليون فرصه عمل ويستصلح 2.1 مليون فدان

* 12 فائده اقتصاديه لمشروع الممر اهمها اعاده احياء "توشكي" و200 مدينة جديدة

جاء اجماع الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعالم المصري، الدكتور فاروق الباز ضمن سلسله اللقاءات الاخيره بالعلماء المصريين ليعيد احياء فكره محاور التنميه التي تقدم بها الباز منذ اكثر من 30 عاما من جديد، ليخرج الي النور في ظل ثوره المشاريع القوميه التي تشهدها مصر عقب ثوره 30 يونيو.

وقدم الدكتور فاروق الباز ملف كامل عن المشروع للرئيس السيسي موضحا فيه كل التفاصيل بالصور الفضائيه والخرائط والتكاليف ومصادر التمويل، والجدوي الاقتصاديه لممر التنميه والتي تلخصت في استصلاح ما يقرب من 2.1 مليون فدان، بالاضافه الي انشاء 200 مدينه سكنيه وصناعيه كبري.

يتضمن مقترح ممر التعمير انشاء 5 مكونات رئيسيه، اولها طريق رئيسي للسير السريع بالمواصفات العالميه يبدا من غرب الاسكندريه بمدينه العلمين ويستمر حتي حدود مصر الجنوبيه بطول‏1200‏ كيلو متر تقريبا، وثانيها انشاء اثنا عشر فرعا من الطرق العرضيه التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني علي طول مساره بطول كلي نحو‏800‏ كيلو متر‏، وثالثهما شريط سكه حديد للنقل السريع بموازاه الطريق الرئيسي، وانبوب ماء من بحيره ناصر جنوبا وحتي نهايه الطريق علي ساحل البحر المتوسط‏، واخيرا خط كهرباء يؤمن توفير الطاقه في مراحل المشروع الاوليه.

التقرير الذي اعده الدكتور فاروق الباز اكد ان المشروع الذي تقدم به منذ اكثر من 30 عاما كانت تكلفته لا تتخطي 6 مليارات جنيه، وانه اليوم في ظل غلاء الاسعار والطاقه لن تقل التكلفه عن 27 مليار دولار، اي 189 مليار جنية مصري، مبينا ان المشروع يمكن طرحه للتنفيذ للمستثمرين المصريين والعرب والاجانب، من خلال شراكه وطنيه بين مؤسسات الدوله الحكوميه والقطاع الخاص.

واوضح العالم المصري، انه يمكن الاعتماد علي انشاء مشروع ممر التنميه بالاعتماد علي الاستثمارات العربيه والاجنبيه، بالاضافه الي الاكتتاب الشعبي في المشروع، مطالبا باستثمار النجاح الذي حققته شهادات الاستثمار في تطبيقها علي محاور التنميه.

واشار التقرير، الي ان المشروع سيتم تقسيمه الي مراحل وفقا لجدول زمني مرتبط بشكل اساسي بمخطط التمويل ثم التشغيل، "لذلك فاذا افترضنا ان المشروع يمكن اكماله في عشر سنوات، فالتقرير اوضح ان الخمس السنوات الاولي لانهاء المحاور العرضيه والبنيه التحتيه للمشروعات المخطط لها علي كل محور، ما يؤهل الزحف التدريجي في اتجاه الغرب، اما الخمس سنوات التاليه فسيتم تخصيصها للمحور الطولي الذي يعتبر العمود الفقري لربط المحاور بعضها ببعض وبالخارج شمالاً وجنوبا.

يعتمد ممر التنميه علي 12 محور للتنميه باطوال تصل الي 1212 كيلو متر بالاضافه الي ممر طولي يمثل العمود الفقري بطول 1200 كيلو متر، اي انابيب من المياه يبلغ طولها 2400 كليو متر.

يبلغ طوله 105 كيلو متر ويبدا ممر التنميه علي ساحل البحر المتوسط بالقرب من موقع العلمين، ويمتد اول محاوره شرقاً الي الاسكندريه ويعد بذلك شريان يربط الممر بشمال الدلتا، ولانه يوازي ساحل البحر فهو يؤهل التنميه في قطاعي السياحه وتنميه الموارد السمكيه اضافه الي زراعه الفواكه التي تزدهر في هذا المناخ

وتؤهل بيئه المنطقه القيام بعدد من المشروعات الاقتصاديه، اهمها تطهير المخازن القديمه وحفر مخازن جديده لحفظ ماء المطر الذي يتجمع علي سطح الصحراء الساحليه في صخور الحجر الجيري بالمنطقه كما كانت تستخدم من عصر الرومان وحتي عصر الثوره، بالاضافه الي تشييد مراوح هوائيه لضخ المياه الجوفيه من الابار علي طول الساحل، واخيرا انشاء متاحف حربيه ترصد التاريخ العسكري لمنطقه العلمين.

ورغم اهميه المحور الا ان خبراء الجيولوجيا وعلوم الصحراء وحتي العسكريين اكدوا علي انه يواجه تحديات كبيره لاتمام انشاءه، اهما ازاله الالغام الباقيه من الحرب العالميه الثانيه، وتشير التقديرات الدوليه الي وجود اكثر من 20 مليون لغم مضاد للافراد والسيارات الحربيه وحتي الدبابات، والاخطر من ذلك ان مصر لا تمتلك خريطه تلك الالغام.

يمتد محور طنطا الي حوالي 146 كيلو كتر من الارض الزراعيه في منتصف الدلتا غرباً مروراً بارض صحراويه مستويه، مما يعني انها ستكون محورا هاما للتخطيط العمراني للاقلال من الضغط علي التربه الزراعيه، باقامه مدن وقري جديده تبدا علي حدود الاراضي الخصبه وتزداد الي الغرب رويداً رويداً مع الزمن حتي يتم اعمار الاراضي علي طول المحور بين حدود الاراضي الزراعيه الحاليه وحتي المحور الطولي في الغرب.

يمر الجزء الغربي من المحور بالمنفذ الشمالي لوادي النطرون بما به من اثار لتاريخ طويل، ويصل الي هضبه قليله الارتفاع يمكن تهيئتها لاقامه المصانع، خاصه وان الرياح تاتي من الشمال الي الجنوب لذا فان العوادم الدخانيه لن تؤثر علي السكان.

وقد اثبتت التنميه الزراعيه علي جانبي طريق القاهره الاسكندريه الصحراوي ان هذه المنطقه من الصحراء الغربيه بها ما يكفي من التربه الخصبه وكذلك المياه الجوفيه علي اعماق مختلفه تسمح بالتوسع السكاني فيها، بالاضافه الي التوسع العمراني، ومشروعات الانتاج الحيواني مثل تربيه الابقار والاغنام والجمال وحتي الطيور، علي مستوي واسع يسمح ليس فقط للاستهلاك المحلي ولكن ايضاً للتصدير.

يؤهل هذا المحور الذي يبلغ طوله 83 كيلو ربط المحور الطولي بطريق مصر إسكندرية الصحراوي ثم باكبر تجمع سكاني في قاره افريقيا باكملها "القاهره"، وليس هناك حدود لما يمكن انجازه علي مسار هذا المحور في نواحي الاعمار وانشاء المصحات والمستشفيات والجامعات والمدن الجامعيه والمدن العسكريه، بالاضافه للمؤسسات الصناعيه التي ستعتمد علي الزراعات الصحراويه.

يمكن ايضاً اختيار مواقع لاقامه عشرات المدن واعداد الكثير من القري حولها في الجزء الشرقي من محور القاهره، علي ان يتم دعوي ذوي الافكار لاقتراح مشاريع عمرانيه جديده تستخدم ما توفره البيئه المحليه من صخور للبناء وطبقات الزلط والطاقه الشمسيه وطاقه الرياح.

واوضح التقرير ان المحور سيشهد مخطط لانشاء مدينه طبيه لاحتواء عدد من المستشفيات الحكوميه والخاصه والمصحات السياحيه والمعامل ومراكز الابحاث الطبيه، بالاضافه الي مصانع تصنيع الدواء، فالنصف الغربي للمحور يعد موقعاً متميزاً للصناعات الخفيفه حيث ان اخراجاتها من الهواء الملوث لا يمكن ان يؤثر علي مواقع معيشه الناس ذلك لان الرياح تاتي من الشمال للجنوب.

واكد الدكتور فاروق الباز، امكانيه امتداد محور القاهره في الشرق حتي طريق السويس لربط ممر التنمية والتعمير بمدينه السويس، مما يؤهل ذلك نقل البضائع برياً من البحر المتوسط الي البحر الاحمر وبالعكس، خلال طريق سريع كمجال اضافي للنقل البحري عبر قناه السويس كلما لزم الامر.

ويبلغ طوله 119 كيلو ويصلح السهل المستوي في شمال غرب منخفض الفيوم لاقامه العديد من الصناعات الثقيله بعيداً عن العمران، كما يمكن اقامه عدد من مصانع الاسمنت التي تستخدم خامات الحجر الجيري بالمنطقه، فهذه المنطقه بالذات تصلح لقيام مثل هذه الصناعات لان اتجاه الرياح يتجه من الشمال الي الجنوب بحيث يمنع وصول الدخان الناتج الي اي منطقه اهله بالسكان ويرسلها الي صحراء غير ماهوله، الا في اوقات رياح "الخماسين" حيث تتجه الرياح من الجنوب.

يؤهل محور البحريه الذي يبلغ دوله 156 كيلو ربط ممر التنميه والتعمير بواحات الصحراء الغربيه كلها، ويمكن ان يربط قري الواحات البحريه في الشرق بواحه الفرافره بالغرب، ومن واحه الفرافره يمكن التوجه في اتجاه الشمال الغربي الي واحه سيوه، والي الجنوب والجنوب الشرقي الي الواحات الداخله، ثم الامتداد شرقا حتي مجموعه الواحات الخارجه.

واكد تقرير ممر التنميه اختلاف واقع التنميه الزراعيه والصناعيه في واحات الصحراء الغربيه عن ما هو الحال في وادي النيل والدلتا، خاصه وان الزراعات بها تقوم عن مبدا الاكتفاء الذاتي محلياً فقط، اي لزوم انتاج كل من القمح والارز، الذي يحتاج الي كميات هائله من المياه لذلك يزداد ضخ الماء من الابار الذي ينتج عنها هبوط مستواها او ازدياد ملوحتها او الاثنين معا.

واشار التقرير، الي ان تقسيم الارض لا ياخذ في الحسبان الاختلاف البسيط في منسوبها والتعامل معه فتلزم تسويه الارض التي يمكن ان تقلل من خصوبتها نتيجه لتعريه طبقات غير خصبه، في نفس الوقت يتم ايصال الماء الي الارض خلال مسارات الري، ثم تصريفها علي طول وادي النيل في ترع الصرف من الشمال الي الجنوب مع انحدار الارض شمالا.

محور المنيا هو اقصر الطرق التي تصل ممر التنميه والتعمير بوادي النيل، فلا يتعدي 41 كيلو لاقتراب هضبه الصحراء الغربيه من الوادي، كما ان هذا الممر هو الوحيد الذي يقطع مساره خطوط كثبان رمليه، وهذه الرمال تبدا في جنوب منخفض الفيوم وتمتد جنوباً حتي تقترب من الزراعه وتغطي بعضها غرب المنيا.

ويتضح من الصور الفضائيه ان النطاق المحصور بين خطي الكثبان الرمليه قد استخدم الجزء الشمالي في الزراعه بشكل جيد، اما الجزء الممتد في جنوب مسار الفرع فيشمل علي ارض منبسطه تسمح بانشاء مدينه جديده كامله تفوق مساحتها مساحه مدينه المنيا باكملها، لذلك فهي تصلح للاعمار وفتح المجال لانتقال الكثير من المنشات مثل مؤسسات المحافظه والجامعه وما اليها.

التقرير اكد علي ان وجود مثل هذا المكان الواسع الملائم للتعمير يعتبر منفذاً متميزاً لمدينه المنيا لا يبعد عن موقعها الحالي سوي بضعه كيلومترات، وتسمح المنطقه التي تعلو الهضبه بالتوسع الصناعي مثل تعليب المنتجات الزراعيه، وتبعد هذه المنطقه عن مواقع الكثبان الرمليه، لذلك فهي امنه من هذه الناحيه.

وطالب العديد من الخبراء بضروره دراسه الكثبان الرمليه وسرعه حركتها والتمعن فيما يؤثر علي هذه الحركه وسرعتها، حيث ان الرمال المتحركه في المنطقه تهدد الزراعه والعمران، وربما كان من الامثل انشاء مركز لدراسه حركه الرمال في هذا الموقع لخدمه المنطقه محلياً اضافهً الي المساعده العلميه لمناطق اخري في واحات الصحراء الغربيه.

ويبلغ طوله 46 كيلو، ويمتد المحور المقترح غرب اسيوط في سهل وادي النيل ثم في مرتفعات شمالي مطار اسيوط ثم في الهضبه المستويه حتي يصل الي المحور الطولي، والممر المقترح يربط واحات الصحراء الغربيه في الشمال عبر الواحات البحريه ومنها الي سيوه وفي الجنوب الي محافظه الوادي الجديد وفي الجنوب الي محافظه الوادي الجديد باكملها، في شبه دائره كامله تربط الواحات جميعاً بباقي انحاء الدوله.

يتميز الثلث الشرقي من المحور بارض طينيه رسبتها اوديه عديده تبدا من حافه الهضبه التي يحدها فالق يمتد من الشرق الي الغرب، وهذه الارض معظمها مستوي وصالح للزراعه باستخدام ما بها من المياه الجوفيه التي طالما تواجدت بسبب قربها من مياه النيل ولهطول الامطار، بالاضافه الي التوسع الزراعي.

وتؤهل المنطقه التوسع العمراني لمدينه اسيوط التي اكتظت بالسكان الي اخر الحدود، ويعتبر هذا السهل منفذاً للتوسع في المستقبل، ويطل من السهل واديان ينطلقا من الهضبه، لذلك كان من الانسب التخطيط لاقامه سدين لحمايه المساحه المستويه من السيول اضافه الي حفظ مياه المطر لتغذيه مخازن المياه تحت سطح التربه، وهذ سدود صغيره غير مكلفه وتساهم في انماء المناطق المشابهه في صحاري العالم.

موقع الهضبه جنوب السهل بمحاذاه اتجاه شرق غرب نتيجه للفالق في هذا الاتجاه اي في اتجاه وضع يتعامد مع اتجاه الرياح من الشمال، يدل علي ان المنطقه يمكن ان تستخدم في انتاج الطاقه بالرياح ليس فقط لرفع المياه من تحت سطح الارض ولكن ايضاً لانتاج الكهربا، اما عن الجزء الغربي من المحور فسطحه يتصف بانه مصقول ومستوي، ويمكن الاستفاده منه في انشاء معسكرات للشباب واماكن للترفيه، وهذا الجزء الغربي يتميز بعدم وجود اي من الكثبان الرمليه لذا يمكن الاستفاده منه في انشاء محطات لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقه الشمسيه.

يشار الي ان محور اسيوط يتقاطع مع طريق مطار اسيوط، وربما كان من الانسب التخطيط لتوسيع المطار واضافه عدد من الرحلات منه والي مطارات مصر الاخري لكي يلعب دوراً مناسباً في انماء المنتجات المحليه وربط اهل منتصف الصعيد بباقي انحاء الوطن.

يبدا محور قنا باطوال تصل الي 161 كيلو غرب نهر النيل ويستمر في الاراضي المستويه بموازاه ثنيه النهر ويستمر في الوادي حتي يصل الي هضبه الصحراء الغربيه غرب بلده ابو تشت، حيث يعلو مع الهضبه ويستمر غرباً حتي يصل الي المحور الطولي، وفي شمال المحور تتميز الارض بخصوبتها لانها نتجت من ترسيب الطمي في اوديه عديده كما ان الارض لا بد وان تحتوي علي مياه جوفيه تجمعت من الامطار في الازمنه الماضيه زائداً علي انها تتجدد نتيجه للامطار التي تهطل علي المنطقه، لذا تسمح الارض هناك بالتوسع الزراعي كما يمكن ايضاً التوسع في الصناعات الخفيفه والاعمار.

وفي جنوب المحور يمكن التوسع العمراني شاملاً ذلك علي القري الجديده للاقلال من الضغط علي المدن الكبيره مثل قنا ونجع حمادي والقري العديده في داخل وادي النيل، ويلزم في صعيد مصر بناء مستشفيات ومعاهد للتدريب الفني والمهني لاعداد جيل صاعد لمتطلبات سوق العمل، كما يلزم ايضا دراسه الاوديه المنطلقه من هضبه الصحراء الغربيه لتحديد مخاطر السيول فيها وبناء السدود للحد من المخاطر المحتمله والتي تساهم في تغذيه الابار بالمياه الجوفيه بالمنطقه علي طول المحور من حدود الهضبه الي موقع وادي النيل.

يمتد محور الاقصر بطوال يصل الي 91 كيلو بمن المحور الطولي في اتجاه الشمال الشرقي بموازاه حافه الصحراء الغربيه، ولم يقترح هنا مد المحور الي وادي النيل، خاصه وان المحور لا يمر في اراضي صالحه للزراعه، ولا يجب ان تكثر هنا الصناعه، فالغرض من هذا المحور هو السياحه والسياحه الصحيه والاعمار اللازم لدعمهما، لذلك فيجب التخطيط لارساء هذا المحور اذا ما تم انشاء مطار دولي علي سطح الهضبه، هذا المطار الجديد تحتاجه المنطقه لترك المطار الحالي للخدمات المحليه.

الغرض الاساسي لهذا المحور هو فتح افاق واسعه لاقامه عدد من المدن السياحيه الراقيه والفنادق الفاخره بالقرب من حافه الهضبه، ليتمكن السائح من مشاهده جميع الاثار الفرعونيه الخالده، خاصه وان الهضبه تقع علي بعد دقائق من معبد الاقصر والكرنك شرقي النيل، ووادي الملوك ووادي الملكات والرامسيوم في غرب النيل.

ينقسم المحور الي فرع شمالي الي كوم امبو بطول يصل الي 91 كيلو، واخر جنوبي الي اسوان بطول يصل الي 58 كيلو، يفصلهما جبل البرقه، ويميز كوم امبو وجودها في مصب وادي واسع تنبع روافده من جبال الصحراء الشرقيه الشاهقه، كما ان تربه الوادي خصبه كارض النيل مما سمح بامتداد الزراعه في ارضها.

تتميز الاراضي غرباً من اسوان بالاستواء في سهل واسع يفصل مسار نهر النيل عن هضبه الصحراء الغربيه، ويمر في منتصف السهل وادي الكبانيه الذي كان متصلاً بوادي ابو صبيره الذي يقع شرق مسار النيل الحالي، وتبين الصور الفضائيه مسار وادي الكبانيه اضافه الي دلتاه القديمه وجزء من مسار النيل القديم غرب كوم امبو.

هذه المواقع جميعها تصلح للزراعه ويجب تنميتها شرق وشمال جبل البرقه، خاصه وان المنطقه كانت تستقبل مياه سطحيه في الماضي وكان وادي كبانيه يصب فيها وكذلك كان النيل يمر في شرقها، وكل هذه دلالات عديده ان المنطقه تكثر بها المياه الجوفيه، وهذا يعني ان معظم نشاط استصلاح الاراضي في غرب النيل يمكن ان يتم باستخدام المياه الجوفيه، يضاف الي ذلك ان المنطقه تتخللها فوالق اثرا علي مسار نهر النيل.

ويمكن لهذه الفوالق ان تنقل المياه حالياً من مسار النيل اضافه الي مياه الامطار التي تهطل بين حين واخر، فتوضح المعلومات الراداريه تواجد شريط مرتفع قليلاً بموازاه مسار النيل مقابل الارض الزراعيه في وادي كوم امبو، يساهم هذا الشريط كثيراً في انشاء عده مدن او قري علي ارض مرتفعه قليلاً تمتد لمسافه 50 كيلومتر.

و يؤهل الواقع الجغرافي التنميه العمرانيه علي طول المسافه المزمع تنميتها زراعياً، ويمر مسار الفرع الجنوبي من جنوب غرب جبل البرقه في اتجاه الجنوب الشرقي الي المنطقه غرب بلده اسوان، وتسمح المنطقه باقامه منتجعات سياحيه شتويه لان الاراضي مستويه وبعيده عن اماكن التكدس السكاني، يمكن في هذه المواقع اقتباس كل ما امكن من الفن المعماري النوبي الذي نتج عن خبره طويله في المناخ الحار الجاف منذ قرون.

واكد التقرير، اهميه تطوير وتوسيع مطار اسوان لانه يمكن ان يصبح مطاراً دولياً متميزاً يخدم حركه الطيران من اوروبا الي الشرق الاقصي زائداً علي خدمه السياحه المحليه وكذلك نقل الصادرات من جنوب مصر الي شمالها.

اما عن باقي الممر بعد نقطه تلاقي فرع كوم امبو وفرع اسوان غرب جبل البرقه وحتي مسار المحور الطولي فوق هضبه الصحراء الغربيه فيمكن تركه دون انشاءات في الوقت الحالي، مثله مثل اماكن اخري بالقرب من مسار المحور الطولي يمكن تركه ليتسني للاجيال القادمه ام تخلق فيه مجالات جديده للانماء اللاقتصادي.

احد اهم فوائد ممر التنميه الهامه انه يؤهل الانتفاع الكامل بمشروع توشكى، من خلال ربط منطقه توشكي بباقي اجزاء الوطن لتاهيل نقل الناس منها الي الاراضي الجديده وكذلك نقل منتجات المشروع الي مراكز التكدس السكاني في الشمال، بتوفير المياه العذبه بطول الممر حيث يتم ضخها من قناه توشكي او احد بحيراتها، وتلزم الحاجه للمياه علي طول المحور الطولي لاستخدام الانسان وفي المواقع السياحيه مثل تلك المقترحه علي الهضبه التي تعلو منطقه الاقصر، ويبلغ طول المحور حوالي 66 كيلو.