المحتوى الرئيسى

لماذا طلب الكليم من المصطفى تخفيف الصلاة على المسلمين؟

05/15 09:31

بعد ان انهي النبي، صلي الله عليه وسلم، مقابلته مع الله، سبحانه وتعالي، ليله المعراج، مر علي الخليل إبراهيم فلم يساله شيئا، ثم مر علي الكليم موسي في السماء السادسه، فقال: بم امرت؟ قال: امرت بخمسين صلاه كل يوم، قال: ان امتك لا تستطيع خمسين صلاه كل يوم، واني والله جربت الناس قبلك، وعالجت بنى اسرائيل اشد المعالجه، فارجع الي ربك فاساله التخفيف لامتك، قال: فرجعت فوضع عني عشرا.

وظل سيدنا موسي يردده ليشفع لدي ربه للتخفيف، وربه يخفف له عشرا عشرا، وفي روايه خمسا خمسا، الي ان اصبحت في النهايه خمس صلوات، ويطلب سيدنا موسي من المصطفي ان يسال ربه تخفيف الخمس صلوات، ولحيائه، صلي الله عليه وسلم، قال لموسي: (سالت ربي حتي استحييت، ولكني ارضي واسلم)، حسبما اورد البخاري في صحيحه.

طلب نبي الله موسي تخفيف الصلاه علي المسلمين لم يمر علي العلماء مرور الكرام، فحاولوا اجتهادا كشف اسبابه ودوافعها، وهذه اقوال بعضهم:

1- راي المحدثين، قاله ابن ابي جمره في شرح البخاري: والحكمه في كون الخليل ابراهيم لم يكلم رسول الله في طلب التخفيف ان مقام الخله انما هو الرضا والتسليم، والكلام في هذا الشان ينافي ذلك المقام، وموسي هو الكليم، والكليم اعطي الادلال والانبساط.

2- راي كتاب السيره، قاله السهيلي في الروض الانف: حين قضي الله الي موسي الامر بجانب الغربي، وراي صفات امه محمد في الالواح، وجعل يقول: اني اجد في الالواح امه صفتهم كذا، اللهم اجعلهم امتي، فيقال له: تلك امه احمد - وهو حديث مشهور – قال: فكان اشفاقه عليهم واعتناؤه بامرهم كما يعتني بقومه، لقوله: اللهم اجعلني منهم.

3- راي الصوفيه، عرضه العزمي في السيره النبويه: الحقيقه ان سيدنا موسي كان له طلب يتمني ان يحققه ربه، ولكن الله رده الي المستقبل البعيد.. فهو الوحيد من الانبياء الذي طلب رؤيه ربه، وكان في شده الادب عند طلبه، لانه يعلم انه لا يستطيع بنفسه ان يري ربه، فقال: (رب ارني انظر اليك)، فانت الذي تجعلني اراك، والجواب: (قال لن تراني) ولم يقل لموسي لن اُري، فلم ينف الرؤيه عن غيره، وامهله في طلبه هذا حتي يتحقق شرط معين: (ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا) (الاعراف: 143).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل