المحتوى الرئيسى

العودة وتحرير الأرض "حلم بعيد المنال"

05/15 11:27

مع كل ذكري لماساه تهجيرهم من ديارهم عام 1948، يتحسس اللاجئون الفلسطينيون مفاتيحهم علي امل العوده الي ارضٍ يري محللون ان تحرير ترابها من الاحتلال واقامه الدوله "ما زال بعيد المنال".

فالانقسام الفلسطيني الحاصل منذ اكثر من 8 سنوات، وما تشهده المنطقه من ملفات وازمات شائكه، وما تتمتع به اسرائيل من قوه ودعم دولي، كلها عوامل تجعل من الصعب توقع اقتراب تحقيق حلم "عوده اللاجئين الفلسطينيين واقامه الدوله علي حدود 1967".

الكاتب السياسي في صحيفه "الايام" الفلسطينيه (خاصه)، طلال عوكل، يري ان التكهن بموعد انتهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي "امر بالغ الصعوبه".

وفي حديث مع وكالة الأناضول، يقول عوكل: "لا نستطيع توقع موعد استرجاع الحقوق الفلسطينيه، فالتطورات الحاصله علي المستوي الفلسطيني والاسرائيلي والاقليمي كلها تشير الي ان قضيه تحرير فلسطين او اقامه الدوله ما زالت بعيده المنال".

ويضيف: "الحلم الاصغر المتمثل باقامه الدوله علي حدود الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 بات خلف ظهورنا ايضاً، فاسرائيل تطرح حالياً وتعمل من اجل اقامه دوله في غزه فقط، والوضع الفلسطيني القائم المتمثل بالانقسام السياسي، والخلافات المتواصله والمحتدمه بين الاطراف الداخليه يساعدها علي تطبيق مثل هذا المخطط".

كما ان "القوه العسكريه والسياسيه التي تتمتع بها اسرائيل والدعم الدولي لها، وبقاء الفلسطينيين في موقع رد الفعل علي الهجمات الاسرائيليه سواء العسكريه او السياسيه، يجعل من الصعب في مثل هذا الوقت الحديث عن تحرير فلسطين"، براي عوكل الذي يقول ان الصراع مع اسرائيل "متواصل وطويل، وسيتخلله حروب وصراعات اشرس من ما سبق".

واعتبر الكاتب السياسي ان تحرير فلسطين التاريخيه "يحتاج لحراك عربي اسلامي فلسطيني كبير، والي مدي زمني طويل حتي تستقر البلدان العربيه وتحدد اتجاهاتها، بالاضافه الي اعاده صياغه الحاله الفلسطينيه، ورسم استراتيجيه جديده لمواجهه قوه وشراسه المخططات الاسرائيليه العنصريه".

و"النكبه" هي مصطلح يطلقه الفلسطينيون علي استيلاء ما يسمونها "عصابات صهيونيه مسلحه" علي اراض فلسطينيه، اقاموا عليها يوم 14 مايو 1948 دولة إسرائيل، وهجروا 957 الف فلسطيني من اراضيهم الي بقاع مختلفه من انحاء العالم، بحسب تقدير للامم المتحده صدر عام 1950.

وسنوياً، يحيي الفلسطينيون ذكري هذه النكبه في 15 من مايو/ايار من كل عام بمسيرات احتجاجيه واقامه معارض تراثيه تؤكد علي حق العودة، وارتباطهم بارضهم التي رحل عنها اباؤهم واجدادهم عام 1948.

استاذ العلوم السياسيه بالجامعه الاسلاميه (خاصه) بغزه، ورئيس مركز الدراسات السياسيه والتنمويه في غزه (غير حكومي)، وليد المدلل، يقول انه "لا توجد مؤشرات سياسيه او استراتيجيه تشير الي قرب تحرير فلسطين".

ويضيف المدلل في حديث مع الاناضول: "التحرير يحتاج الي ان تتحمل الامه العربيه مسؤوليتها التاريخيه تجاه الشعب الفلسطيني، ولكنها في الوقت الحالي منشغله بمشاكلها وازماتها الداخليه التي اعقبت ثورات الربيع العربي  (2011)".

كما ان تحرير فلسطين، بحسب المدلل، "يحتاج الي حشد وتكثيف طاقات الامه امام الإحتلال الإسرائيلي وما يملك من اسلحه واوراق قوه، فالشعب الفلسطيني امكانياته متواضعه جداً، والمقاومة الفلسطينية المسلحه لن تتمكن وحدها من طرد هذا الاحتلال الذي يحظي بمنظومه اسلحه فتاكه ودعم دولي علي الصعيد السياسي والعسكري ".

ويكمن دور المقاومه الفلسطينيه حالياً، براي استاذ العلوم السياسيه "في ممارسه الضغط علي اسرائيل واستنزافها، واداره الصراع معها الي حين حشد امكانيات الامه للدخول معها (المقاومه) في جوله صراع نهائيه عنوانها تحرير ارض فلسطين التاريخيه".

ويري المدلل ان "السياسه الفلسطينيه الرسميه الحاليه التي تطرح امكانيه التعايش مع اسرائيل، لا تخدم القضيه الفلسطينيه بالمطلق، وتصب في صالح اسرائيل".

وفي راي مماثل لما سبقه، يقول المحلل السياسي والكاتب في عدد من الصحف الفلسطينيه المحليه، مصطفي ابراهيم ان "كل الدلائل تشير الي ان الوضع الفلسطيني في تراجع وتدهور خطير جداً، ولا تشير الي وجود امل بان يكون التحرير في وقت قريب".

ويضيف ابراهيم في حديث مع وكاله الاناضول انه "في ظل حاله الانقسام الفلسطيني، والحصار المفروض علي غزه، والنكبات والمذابح الجديده التي ترتكب بحق الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا، وقطاع غزه، والممارسات الاجراميه التي تقوم بها اسرائيل في الضفه الغربيه، لا يمكن ان نتحدث الا عن زياده الضعف الفلسطيني، وتفسخ النسيج الاجتماعي في الوقت الذي هم (الفلسطينيون) بحاجه الي ان يكونوا اقرب الي بعضهم البعض، وان يضعوا استراتيجيه موحده يتفق عليها الجميع لمواجهه ممارسات الاحتلال الاسرائيلي والعمل من اجل تحرير الوطن".

وشهد مطلع عام 2007 اشتباكات مسلحه داميه بين كتائب القسام، الجناح العسكري لحركه حماس من جهه، والاجهزه الامنيه الفلسطينيه ومقاتلين من حركه فتح من جهه اخري، انتهت بسيطره حماس علي قطاع غزه في 14 يونيو/حزيران  من العام نفسه.

وشكّل ذلك الحدث، علامه بارزه في التاريخ الفلسطيني الحديث، حيث انقسمت اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني (السلطه الفلسطينيه) الي جزئين، الاول في الضفه الغربيه، تديره السلطه الفلسطينيه برئاسه محمود عباس الذي يتزعم حركه فتح ، والثاني في قطاع غزه، تديره حركه حماس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل