المحتوى الرئيسى

الأمير تركي: سائرون الى الأمم ونتعلم من أخطائنا

05/15 03:54

تركي الفيصل يحذر من اي اتفاق مع ايران

تطرق الامير تركي الفيصل في مقابله صحافيه الي عمليه التحديث التي تشهدها السعوديّه، ودورها الاقليمي، وموقفها من ايران، بالاضافه الي العديد من القضايا.

اعداد عبد الاله مجيد: اكد الامير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود في مقابله صحافيه ان اختيار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لولي العهد وولي ولي العهد كان بمباركه من مجلس البيعه وبموجب النظام الأساسي للحكم في المملكه.

تولي الامير تركي الفيصل رئاسه المخابرات العامه منذ العام 1977 ولغايه 2001، وعمل سفير المملكه العربية السعودية في بريطانيا، ثم في الولايات المتحده. وبادر الي انشاء مؤسسة الملك فيصل ويتولي رئاسه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية.

ولفت الامير الي انّ المعيار لتقييم الافراد في السعوديه هو الاداء وليس العمر. واشار الي ان تدخل ايران في سوريا والعراق ولبنان واليمن تزايد في عهد الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الذي ينفذ علي الارض سياسات سلفه احمدي نجاد في المنطقه.

وكانت التغييرات التي اجراها الملك سلمان شملت ولي العهد السابق الامير مقرن ووزير الخارجيه السابق الامير سعود الفيصل.

وفي هذا الشان، اوضح الامير تركي في حديثه لمجله دير شبيغل الالمانيه ان شقيقه الامير سعود الذي تولي اداره الدبلوماسيه السعوديه نحو 40 عاماً "سيواصل الاشراف علي السياسه الخارجيه من منصبه الجديد" مؤكدًا ان "خبرته الواسعه ستكون اداه بيد الملك سلمان الذي يحدد السياسه الخارجيه لتوجيه العلاقات مع الدول الاخري".

وعمّا ذهب اليه المرشد الاعلي في ايران علي خامنئي من ان "شبانًا تنقصهم الخبره تولوا شؤون الدوله" في السعوديه، استغرب الامير تركي تصريح خامنئي لافتًا الي ان "وقوع شخص بخبرته في مثل هذه النظره الازدرائيه يعني ان هناك خللاً في تفكيره. وان من ينقل اليه الاخبار، اياً يكن، ينقل اليه معلومات خاطئه او معلومات مضلله".

الملك يقود الشؤون الداخليه والخارجيه

وحول قياده شاب مثل الأمير محمد بن سلمان (30 عامًا) عمليات التحالف العربي في اليمن بصفته وزيراً للدفاع، قإل ألامير تركي "نحن يقودنا الملك، وهو لا يوجه العملية العسكرية في اليمن فحسب، بل كل الامور المهمه في الشؤون الداخليه والخارجيه".

واعاد الامير تركي التذكير بان "الملك سلمان اصبح حاكم منطقه الرياض في سن الثامنه عشره، والملك عبد العزيز بدا حملته لتوحيد المملكه في سن الثامنه عشره". واضاف ان الافراد في المملكه "يُقيَّمون علي اسإس إلاداء وليس العمر".

الاخرون ذهبوا الي اليمن لقهره

وعن سبب التفاؤل بافاق تطور الوضع في اليمن، حيث فشل تدخل جمال عبد الناصر ابان الستينات، وبعدما فشل تدخل السوفيات في افغانستان ابان الثمانينات، اجاب الامير تركي "ان الاخرين ذهبوا الي اليمن بهدف قهره، وفي الحقيقه ان هذا بدا مع الرومان. ونحن هدفنا اليوم اعاده ما جُرد من اليمن باعمال الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح". ولفت الامير تركي الي ان "العمليه نالت دعم مجلس الامن الدولي والجامعه العربيه ومنظمه التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي والشعب اليمني".

التسويه الناجحه في اليمن سياسيه

وتطرق الامير تركي في حديثه لمجله شبيغل الي طلب الحكومه اليمنيه الشرعيه من الامم المتحدة ارسال قوات بريه والنتائج التي يمكن علي اساسها اعتبار العمليه ناجحه، قائلاً "انا لا اعتقد بان هناك حدودًا زمنيه. فالرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي طلب دعمًا دوليًا، والهدف الذي حدده تحالف دول مجلس التعاون الخليجي زائد مصر والاردن الي جانب دول اخري، حمل جميع الفرقاء السياسيين في اليمن، بمن فيهم الحوثيون، علي المشاركه في تسويه سياسيه. فالحمله لم يكن لها قط هدف عسكري بل هي مشروع سياسي".

وعما حققته الحمله الجويه للتحالف العربي الذي تقوده السعوديه في اليمن، حيث ما زال الحوثيون يسيطرون علي مناطق واسعه والوضع الانساني يزداد تردياً، بحسب مجله شبيغل، قال الامير تركي الفيصل "انا لا اعرف من اين تستقون معلوماتكم ولكن من يتابع تصريحات المتحدث باسم التحالف سيعرف ان الحوثيين تراجعوا في عدن وتعز والحديده ومناطق اخري".

وشدد الامير تركي علي "ان مجلس الامن الدولي ادان الحوثيين وان السعوديه وحلفاءها يواصلون دعمهم لدعوه الرئيس هادي الي استئناف الحوار الوطني بين جميع الاحزاب اليمنيه، بما فيها الحوثيون". واضاف "ان علي الحوثيين اعاده كل الاسلحه التي سرقوها من الجيش اليمني واخلاء جميع المدن التي سيطروا عليها بالقوه والافراج عن جميع السجناء الذين اخذوهم قبل السماح لهم بالمشاركه في الحوار".

وسُئل الامير تركي عمّا يتوفر من ادله تثبت تدخل ايران في اليمن وارسال شحنات من الاسلحه الي الحوثيين، فاجاب قائلاً "ان هناك علي يبدو ضعف نظر لدي الحكومات الغربيه والاعلام الغربي بشان التدخل الايراني. فحتي خلال قتال الرئيس السابق علي عبد الله صالح ضد الحوثيين، عرض اسلحه مهربه من ايران. وعندما تولي الرئيس هادي مهام عمله ضُبطت سفينه محمله بهذه الاسلحه وقبل ايام قليله عُرضت بطاقات هويه عائده الي افراد في الحرس الثوري الايراني وعسكريين وقعوا في الاسر".

واضاف الامير تركي معلقًا علي النفي الايراني قائلا "اليس هذا متوقعًا منهم؟ فهم ينفون حتي وجود قوات لهم في سوريا. وان الرئيس حسن روحاني حيا في كلمته بمناسبه ذكري التاسيس، الدعم الايراني، كما قال، لشعوب اليمن وسوريا ولبنان والعراق. وانا اعتبر ذلك دليلاً علي انه نفسه اصدر موافقته علي هذا النوع من الدعم".

السياسه الايرانيه لم تختلف بين روحاني وسلفه

وردًا علي سؤال مجله شبيغل عن امكانيه حدوث تقارب سعودي ايراني علي ضوء المستجدات السياسيه الاخيره، ومنها مجيء روحاني ورحيل سلفه المتشدد محمود احمدي نجاد، وتعيين قياده جديده في السعوديه، والاتفاق النووي مع ايران، قال الامير تركي: "عليكم ان تطرحوا هذا السؤال علي الرئيس روحاني. فهو عندما اصبح رئيساً تحدث عن تحسين العلاقات مع السعوديه ولكن علي الارض يبدو انه قام بتوسيع سياسات احمدي نجاد في المنطقه. فان تدخل ايران في سوريا والعراق ولبنان واليمن تزايد في عهد الرئيس روحاني. ونحن من الجهه الاخري قلنا علنًا، في عهد الملك عبد الله وعهد الملك سلمان، اننا نريد علاقات طيبه مع جيراننا. من جهه السعوديه، فان يدنا ممدوده والباقي علي الايرانيين".

الاعلام الايراني يبث العداء للعرب

وردًا علي اشاره شبيغل الي ان "اعلام السعوديه مليء بمشاعر العداء لايران"، قال الامير تركي "هل نظرتم الي الصحافه الايرانيه؟ هناك اكثر من 20 قناه اذاعيه وتلفزيونيه تبث الكراهيه والذم ومشاعر العداء للعرب الي العالم العربي. واذا كان هناك مظهر عداء تجاه ايران في اعلامنا فهو مفهوم".

السعوديه لطالما دعمت القضايا العربيه

وعمّا اذا كان في نيه السعوديه زعامه العالم العربي، اجاب الامير تركي قائلاً: "نحن لم ننظر الي انفسنا قط كقياده احاديه في العالم العربي بل كنا دائما نعمل مع بلدان اخري. والعمليه الاخيره في اليمن مثال علي ذلك".

وحول دور السعوديه في انهاء الحرب الاهليه اللبنانيه باستخدام الدبلوماسيه للوصول الي اتفاق الطائف، وعلي النقيض من ذلك تحركها في اليمن كقوه عسكريه، ذكر الامير تركي انه "في عام 1960 عندما اعلن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الكويت جزءًا من العراق، شاركت السعوديه في قوه ارسلتها الجامعه العربيه الي الكويت". اضاف: "كما ارسلنا قوات بعد حرب الايام السته عام 1967 الي الاردن وفي الحرب العربيه الاسرائيليه عام 1973 الي سوريا، ناهيكم عن قوات الردع العربيه في لبنان عام 1976. وفي عام 1991 كان ضابط سعودي هو الأمير خالد بن سلطان من قاد التحالف العربي الاسلامي خلال حرب تحرير الكويت الي جانب الجنرال نورمان شورازكوف من الجانب الاميركي. ان قدره المملكه واستعدادها للمشاركه في حملات عسكريه لدعم البلدان العربيه متوفرتان منذ البدايه".

وانتقل الحديث الي سوريا وخطر تنظيم الدوله الاسلاميه "داعش" حيث سُئل الامير تركي عما اذا كان يستطيع ان يستبعد وجود دعم سعودي او علي الاقل مواطنين سعوديين افراد دعموا داعش. ورد الامير تركي قائلا "انا استبعد ذلك تماما، حتي علي مستوي الافراد. فنحن طبقنا ما لعله اشد الضوابط في العالم علي اي تبرعات تخرج من المملكه. وجمعنا النظام الاميركي ونظام الامم المتحده في انظمتنا المصرفيه وانظمه تحويل الاموال هنا في المملكه. وفي السابق لاحقنا وسجنّا اشخاصًا لدعمهم تنظيم القاعده. واذا تلقي "فاحش"، كما اُسمي هذا التنظيم، اي تبرعات فرديه فان من يدعي ذلك يجب ان يكون قادرًا علي ان يقول لنا من هم هؤلاء. ولكن الاستمرار في القول بان امراء وشيوخاً وشخصيات من السعوديه وقطر والامارات العربيه المتحده تبرعوا لهذا التنظيم دون دليل، امر غير مقبول".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل