المحتوى الرئيسى

أميمة الخليل تقدّم «وجد» بكل صوتها

05/13 01:22

خرجت اميمه الخليل، وخلال عام تقريباً، بعملين جديدين الي جمهورها في لبنان والعالم العربي: سمفونيه «أنشوده المطر» للمؤلف الموسيقي والملحن عبدالله المصري (شعر بدر شاكر السياب) ، و «خطبه الاحد» شعر مروان مخول، والحان مراد خوري.

اليوم، وتحديداً نهاية الأسبوع الجاري (في 16 و17 ايار) تستكمل اميمه اطلالاتها بحله جديده عبر عمل «وجد» الذي يتقاسم تاليفه الموسيقي هاني سبليني وباسل رجوب علي خشبه مسرح «مونو» في الاشرفيه.

ولا يمكن الحديث عن «وجد» بمعزل عن «مطر» و «خطبه الاحد» لان الخليل كرّست في الاعمال الثلاثه، وان بطريقه مختلفه في كل منها، نقله نوعيه في مسيرتها الفنيه. فبرغم ان اميمه كانت تمتلك طبقه «السوبرانو» (وهي طبقه «الاوكتاف» الاعلي بين اصوات النساء) منذ طفولتها، كما يقول عنها عارفوها، الا انها لم تظهر الا في «مطر»، حيث كان المؤلف الموسيقي عبدالله المصري متحمساً للافاده من «السوبرانو» التي تمتلكها في خدمه العمل. وعليه، تعرّف الجمهور للمره الاولي علي طبقه صوتيه لدي اميمه لم يكن قد اعتادها في تجربتها المهمه والطويله مع الفنان مرسيل خليفه. طبعاً بالاضافه الي اهميه «مطر» علي الصعيد الموسيقي كسيمفونيه كلاسيكيه عربيه متكامله.

اما «خطبه الاحد» وبرغم كلاسيكيتها التي تتشاركها مع «مطر» الا ان المؤلف الموسيقي الفلسطيني مراد خوري ادخل فيها الطقس الكنائسي وبعض المقامات الكنائسيه كالطقس البيزنطي. ولذا نجد اميمه، وانسجاماً مع طبيعه مغناه «خطبه الاحد» ترتّل حيناً ثم تعود الي الغناء حيناً اخر، وهي تاتي كرساله والتزام بقضيه اكثر مما هي عمل فني غنائي من اجل الغناء فقط.

ويبدو «وجد»، الذي تقدّمه اميمه للمره الاولي يومي السبت والاحد المقبلين علي مسرح «مونو»، عملاً عزيزاً علي قلبها. يبدو ذلك في الفرح الطفولي الذي يطغي في عينيها خلال الحديث عنه. في «وجد تسع قصائد تناصف تلحينها هاني سبليني وباسل رجوب، في ما جاءت الكلمات من قصائد للشعراء هاني نديم (ثلاث اغنيات) وجرمانوس جرمانوس (اغنيتان) ومروان مخول (اغنيه واحده باسم وجد التي سُمّي العمل باسمها) ونزار الهندي (اغنيه واحده) ووجيه البارودي (اغنيه واحده) من انطولوجيا الشعر السوري، ورئيف خوري (اغنيه واحده).

تقول اميمه ان «طبيعه القصائد وجدانيه اجمالاً سواء كانت طبيعتها وطنيه ام غزليه ام ملتزمه ام عاطفيه»، فالكلام «عن الشام وبيروت وجداني»، وفق اميمه، والغناء عن سوريا وما يحدث فيها «وجداني ايضاً»، وكذلك في اغنيه «ظلالنا» (الوحيده من البوم زمن) التي تتحدث عن كل البلاد.

ومع تعدد المعني تاتي الاجواء الموسيقيه لـ «وجد» «متنوّعه افقياً علي الاعمال كلها وحتي ضمن العمل الواحد، كما تقول اميمه «ليس هناك شكل موحّد للانماط التي اشتغل عليها هاني وباسل».

اما علي صعيد صوت اميمه نفسه، فهي لم يعد لديها وبعد «مطر» «اي حرج من استعمال صوتي بشكل تعبيري جريء يذهب معه الي اماكن قد لا يتوقعها مني الجمهور، ولكن يجوز ان اذهب الي امكنه مختلفه، وساكون سعيده ان اهدي المستمعين خيارات متنوعه من الطبقات الصوتيه».

لم يعد كسر الصوره النمطيه عن الصوت الذي اعتاده جمهور اميمه علي مدي سنوات طويله من مسيرتها الفنيه يشكل هاجساً لديها «بل احبّ ان يسمع جمهوري شكلاً اخر من الطبقات الصوتيه التي لديّ حشريه لاستعمالها، ضمن خط فني عريض ملتزم» .

ومع «وجد» تكمل اميمه مسيره تقديم انماط جديده من الاعمال الفنيه. وبعد تعاونها مع المصري وخوري، تقدّم اليوم مجموعه من الاعمال مع سبليني ورجوب ما تعتبره «غنيً شخصياً» لها، و «للمستمع الذي يطلّ عبر هذه الاعمال علي اشكال موسيقيه غنيه ومختلفه». وتبدي اميمه حرصها علي ابقاء ناسها الذين يواكبونها ويرافقونها ويعرفونها، وبحكم موقعها كفنانه «علي تماس مع اشكال فنيه مختلفه تساهم في اغناء الذاكره الجماعيه التي تجمعهم بها».

للمره الاولي، وعبر «وجد» تقدّم اميمه عملاً علي المسرح مباشره امام الجمهور لم يتم تسجيله بعد، لا بل سيتم تسجيله للمره الاولي خلال حفلتي السبت والاحد المقبلين. وبتسجيل هاتين الحفلتين في حال نجاح التسجيل سيتم انزال «وجد» الي الاسواق.

وتخوض «اميمه» ومعها سبليني ورجوب تحدياً اساسياً في «وجد» كون الجمهور لم يسمع او يعرف اياً من اغاني العمل قبل تقديمه علي المسرح، لن تكون هناك اغنيه يمكن للحاضرين ان يعرفوها من موسيقاها ولحنها، وليس هناك من حفظ بعض الاغاني مسبقاً. فالقادمون الي الحفل اتوا لسماع اميمه نفسها وجديدها وليس ما سبق واطلعوا عليه».

ويبرز التنوّع الموسيقي في «وجد» عبر اتجاه المؤلف الموسيقي هاني سبليني نحو الاسلوب الغربي (لاتين وبيانو) «يعني معي اميمه رح تكون عم تغني اكتر»، بينما نحا باسل رجوب منحي صوفياً عربياً وجدانياً اكثر، «ومعه سترافق اميمه موسيقي تعبيريه تصويريه.

وتخطو اميمه عبر تاليفات سبليني الموسيقيه خطوه مختلفه عما قدماه معاً من اعمال سابقه «مثلاً دمعتان ملحنه بطريقه غنيه بالفلامينكو»، وفق سبليني الذي يقول انها المره الاولي التي يشتغل فيها علي «مقام حجازي». وتعتبر «دمعتان» مختلفه عن بقيه الاغاني وفيها جزء لا باس به من «الصولو الفوكاليز، يعني اميمه بتقسّم والفرقه بتزنّ لها».

ويمكن تسميه «وجد» بالعمل الفني الممسرح يتم تقديمه بشكل ثلاثي «اميمه وسبليني ورجوب»، بحيث لن يكون الاخيران مرافقين لاميمه فقط، بل سيرافقانها وهي تغني وسترافقهما وهما يلعبان موسيقاهما.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل