المحتوى الرئيسى

العلاقات الألمانية الإسرائيلية - تعايش بين الماضي والحاضر

05/12 19:36

DW: في اخر كتاب لك تتحدث عن اول اتفاقيه ثنائيه بين ألمانيا الإتحادية واسرائيل. وهي اتفاقيه لوكسمبورغ العائده الي عام 1952. وفيها تتعهد المانيا الاتحاديه بدفع تعويضات لاسرائيل ولمنظمه اليهود العالميه علي محرقة اليهود خلال فتره النازيه. فما هي اهميه هذه الاتفاقيه؟

دان دينر:كانت اتفاقيه لوكسمبورغ حاسمه بالنسبه لالمانيا الاتحاديه في عمليه اعاده ادراجها في الاسره الامميه. وتحظي هذه الاتفاقيه باهميه اكبر من العلاقات الدبلوماسيه في حد ذاتها. ويمكن القول ان هناك ارتباط بين ما حدث عام 1952 وعام1965، ففي عام 1952 تم وضع الاساس لما اصبح عام 1965 معلنا بكل جلاء، حيث تم الاعتراف رسميا بالعلاقات القائمه بين الدولتين. الامر الحاسم، هو ما حدث عام عام 1952، عندما خطت اسرائيل الي الامام ووافقت علي اقامه علاقات مع المانيا اعتمادا علي اتفاقيه لوكسمبورغ.

DW: لم تتفق اسرائيل والمانيا علي اقامه علاقات دبلوماسيه بينهما الا بعد مرور 13 عاما علي توقيع اتفاقيه لوكسمبورغ، ما هو السبب في انتظار مثل هذه المده الطويله؟

دان دينر: رغم ان المانيا كانت مستعده للاعتراف باسرائيل، فان اسرائيل رفضت عام 1952 اقامه علاقات دبلوماسيه معها، اذ انها كانت تخشي ان يعني ذلك اغلاق ملف الماضي. ومنذ الخمسينات والستينات من القرن الماضي اصبحت المانيا الاتحاديه عاملا مهما في الغرب وفي حلف شمال الاطلسي. ودفع ذلك باسرائيل للبحث من جانبها عن امكانيه اقامه علاقات دبلوماسيه مع المانيا. وكانت المانيا الاتحاديه تتخوف بدورها من ان تؤدي اقامه العلاقات الدبلوماسيه بينها وبين اسرائيل الي اعتراف الدول العربيه بألمانيا الديمقراطية السابقه. انذاك تم تطبيق مبدا ينطلق من ان المانيا الاتحاديه تقوم بقطع علاقاتها الدبلوماسيه مع كل دوله تعترف بالمانيا الديمقراطيه.

العالم العربي شكل عاملا مهما في السياسه الالمانيه الاتحاديه بهذا الشان. ولذلك، فانها تجنبت الرد بجلاء علي جس النبض الاسرائيلي. من جهه اخري كانت المانيا الاتحاديه تقوم بتصدير اسلحه الي اسرائيل بشكل سري. وعندما اصبح ذلك معروفا في الستينات، صرح المستشار لودفيغ ايرهارت قائلا: "سنقيم علاقات دبلوماسيه مع دولة إسرائيل، ومن جهه اخري سننهي تصدير الاسلحه".

DW : كيف كانت العلاقات بين الدولتين بعد تبادل السفيرين؟

دان دينر: علي الصعيد الاجتماعي استمرت بدايه مواقف التحفظ. فكل شيء له علاقه بالمانيا وثقافتها ولغتها كان مثيرا للامتعاض . الفتره بين عام 1965 وعام 1967 يمكن وصفها بانها فتره فتور.

DW: بعد مرور 50 سنه علي اقامه العلاقات الدبلوماسيه اصبحت تلك العلاقات وثيقه، فالاسرائيليون يحبون برلين والسيارات الالمانيه وكره القدم في المانيا، وهناك تبادل كبيرعلي كل الاصعده تقريبا، بما في ذلك العلوم والثقافه علي سبيل المثال، ما طبيعيه العلاقات الالمانيه الاسرائيليه اليوم؟

دان دينر: انت علي صواب بالكامل، فقد اشرتِ الي ان الاسرائيليين لهم اليوم موقف ايجابي من المانيا. الا انه لا يجوز ان ننسي بان الماضي والحاضر يتعايشان مع بعضهما البعض، وهناك امكانيه اظهار العلاقات الالمانيه الاسرائيليه في فيلم وثائقي اسود ابيض يتضمن مشاهد بشعه حُفِرت في الذاكره. وبالموازاه يمكن اظهار تلك العلاقات في فيلم ملون تظهر فيه المانيا كما هي حاليا بسياراتها وفرقها لكره القدم وبكل ما يعكس المانيا علي الصعيد الدولي. في بعض الاحيان يتم تقديم هذا الفيلم بشكل مفضل وفي احيان اخري يفضل تقديم الفيلم الاخر. علي كل حال يمكن القول ان الوعي الاسرائيلي تجاه المانيا منقسم.

DW: صرحت المستشاره انغيلا ميركل ان امن اسرائيل وحقها في الوجود يشكلان جزءا من ثوابت الدوله الالمانيه. كيف تقيم هذا التصريح؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل