المحتوى الرئيسى

هل فعلاً رُمي بن لادن في البحر؟

05/12 12:42

يبدو انّ قصه نهايه اسامه بن لادن، راس تنظيم القاعدة، لم تعد مقنعه لكثيرين. ففي تقرير طويل نشرته London review of books بعنوان "مقتل أسامة بن لادن"، طرح الصحافي سيمور هيرش تفاصيل جديده عن واقعه الاغتيال الشهيره وروي تفاصيل مغايره جذرياً للقصه الرسميّه التي نُشرت عام 2011.

وحصل هيرش من الجنرال الباكستاني المتقاعد (اسعد دوراني) علي معلومات سريّه عن تفاصيل العمليه التي ادت الي مقتل اسامه بن لادن، وعن التعاون بين الاستخبارات الباكستانيه والامريكيه لتنفيذ هذه العمليه. وتحدث عن الدوّر السريّ الذي لعبه الجنرال اشفاق برويز كياني والمدير العام للاستخبارات الباكستانيّه المشتركه احمد شجاع باشا، اللذان سهّلا عمليه التصفيه الامريكيه لاسامه بن لادن في مجمع ابوت اباد حيث كان يقيم.

وعلي خلاف الروايه المتداوله، لم تتمكن الاستخبارات الأمريكية من تحديد موقع بن لادن الا بعد ان قام احد عناصر الاستخبارات الباكستانيه بخيانه دوره الوظيفي وايصال معلومات للاستخبارات الامريكيه عن موقعه، وذلك مقابل مكافاه بقيمه 25 مليون دولار.

واشار دوراني الي ان بن لادن كان موجوداً كرهينه لدي السلطات الباكستانيه منذ عام 2006، وقال ان باشا وكياني كانا علي علم بالعمليه التي ستقوم بها الاستخبارات الامريكيه، ولكن تم الاتفاق علي عدم كشف الحقيقه لاغراض سياسيه تتعلق بالمعونات التي تقدمها امريكا للجيش الباكستاني في سبيل الجهود المشتركه للوقوف بوجه الارهاب ولاسباب تتعلق بعدم اثاره الغضب الشعبي وغضب طالبان خصوصاً.

وافاد هيرش بان الاستخبارات الامريكيه اخفت المعلومات التي حصلت عليها عن الحكومه الباكستانيه خوفاً من ان تقوم بتغيير مكان بن لادن، واحتاطت بتهريب مسرّب المعلومه وعائلته الي واشنطن.

وهكذا، اُخضع المجمّع السكني الذي كان يعيش فيه بن لادن في ابوت اباد للمراقبه عن قرب عبر الاقمار الصناعيه. وبدات النقاشات حول احتمال قصف المجمع او تنفيذ عمليه نوعيه لاغتيال بن لادن. وعندما عُرض الموضوع علي الرئيس الأمريكي باراك اوباما، طلب الاخير التحقق من صحه المعلومات قبل التصرف. حينذاك، كان لا بد من الاستعانه بباشا وكياني وابتزازهما بفضح حقيقه ان باكستان تحتجز بن لادن، وهذا سيؤدي الي ازمه دوليه.

استجاب الضابطان للابتزاز. وعلي اثر ذلك، طُلب من الضابط الطبيب امير عزيز الحصول علي الحمض النووي لبن لادن بوصفه الطبيب المُعيّن لمتابعه صحته، وكان قد صرح سابقاً ان بن لادن مقعد ولا يستطيع الحركه. وقد كشفت تقارير لاحقه ان عزيز كان يقيم في منزل قرب منزل بن لادن، وبعد الانتهاء من العمليّه لُفّقت له تهمه في قضيه لقاحات فاسده ليكون كبش الفداء لاخفاء التعاون بين المخابرات الباكساتينه والامريكيه، وخصوصاً في ظل السؤال الذي طُرح بعد اعلان مقتل بن لادن عن كيفيه حصول المخابرات الأمريكية علي عينه الحمض النووي اذا لم يكن هناك تعاون مع باكستان التي لم يتم اشراكها في عمليه التصفيه، بحسب الروايه الرسميّه.

اتفق الطرفان علي قتل بن لادن، وجُهزت مجموعه من اربعه عناصر من قوات البحريه الخاصه للقيام بتنفيذ المهمّه واقتحام المجمّع، بعد ان جري التنسيق مع الاستخبارات بحيث لا يتم اكتشاف الحوامتين الامريكيتن اللتين تحملان الفريق. كما اتفقا علي ان لا يتم الاعلان عن مقتل بن لادن الا بعد سبعه ايام، وعلي صون سرّيه تعاون باشا وكياني، وعلي الابقاء علي المساعدات الامريكيه العسكريه لباكستان. واتفقا ايضاً علي اخراج يقول ان بن لادن مات في قصف علي محافظه هندو كوش، علي الجانب الافغاني من الحدود الباكستانيّه.

كان لدي المجموعه التي ستقوم بقتل بن لادن معلومات دقيقه عن موقعه ومكان اقامته. وبرغم تحطم احدي الحوامات التي كانت تحمل الفريق فان العمليه تمت بسلاسه، فالكهرباء والماء قطعا عن المجمع الذي اُفرغ من الحراس. وبمساعده دليل باكستاني، تم توجيه الفريق الي داخل المكان، وهذا ما جعل الروايه الرسميه اشبه بالخيال: كيف يمكن لبن لادن ان يكون بلا حراسه؟

كان بن لادن مقيماً في الطابق الثالث من احد المباني وراء جدران فولاذيّه، وما حصل، بحسب روايه هيرش، هو التالي: استخدمت القوات الخاصّه المتفجرات لفتح باب غرفه بن لادن من دون اذيه احد. احدي زوجاته كانت تصرخ بشكل هيستيري، ربما لان رصاصه طائشه اصابت ركبتها. وعدا الرصاصات التي كانت موجهه لبن لادن، لم تطلق ايّه رصاصه.

هذه الروايه هي عكس ما تقوله الروايه الرسميّه للبيت الابيض، والتي تدّعي ان بن لادن كان يحاول الوصول الي رشاشه Ak-47، وانه قتل لانه كان سيطلق النار علي المقتحمين. لكن الحقيقه بحسب هيرش كانت غير ذلك: بن لادن لم يكن قادراً علي الدفاع عن نفسه، وما حصل هو جريمه قتل.

شكلت وفاه بن لادن بالنسبه للرئيس الامريكي الذي كان علي ابواب الانتخابات ورقه رابحه. وبدا التساؤل يدور في راسه: هل اخبر الشعب الامريكي الان باننا قتلنا بن لادن، ام انتظر اسبوعاً وافي بوعدي للباكستانيين؟ وايضاً، لم يكن من الممكن تجاهل تحطم مروحيه اثناء تنفيذ المهمّه. وهذا ما دفع الرئيس الامريكي الي اخبار شعبه بما حصل.

في هذه الاثناء، لم تكن جثه بن لادن المثخنه بالرصاص معروفه المصير. وبحسب هيرش، كانت ادعاءات اوباما عن فحوص الحمض النووي كاذبه، وجثه بن لادن لم تصل الي حدود افغانستان كما كان متفقاً عليه، وجري اختلاق قصه عن عدد القتلي في المجمع، وهم خمسه: بن لادن، الدليل واخوه، احد ابناء بن لادن واحدي زوجاته التي كانت تحاول حمايته. ولكن روايه لاحقه اصدرها البنتاغون تراجعت عن هذه المعلومات، وقالت ان بن لادن لم يكن مسلحاً حين قُتل، ولم يستخدم احدي زوجاته درعاً لحمايه نفسه.

لكن اين الجثه؟ بحسب هيرش، اختُرعت لاحقاً قصه عن رمي جثه بن لادن في المياه، شمال بحر العرب، بعد تكفينه حسب الطريقه الاسلاميّه. واشار هيرش في التقرير الي ان احداً لم يشهد هذا الدفن، فلا توجد معلومات عنه، وما هو موجود في سجل البارجه اخفته الاستخبارات ولم تتسرب او تنشر ايّه صور او تسجيل لما يُفترض انه قد حدث علي متن البارجه. وحتي مَن كانوا علي ظهر البارجه منعوا من الحديث عن الموضوع.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل