لماذا يؤيد الأمريكيون إسرائيل؟ - ساسة بوست
منذ 46 دقيقه، 11 مايو,2015
“ليس هناك ما هو اكثر اهميه من الابتعاد عن الكراهيه الراسخه والدائمه ضد دول معينه او الارتباط العاطفي بدول اخري. ان الامه التي تنغمس في اعتياد الكراهيه او اعتياد العشق لامه اخري، هي امه فاقده للحريه لدرجه معينه”.
لا يبدو ان الامريكيين يتفقون مع هذه العباره كثيرًا، العباره المنقوله من خطبه وداع “جورج واشنطن”، في 1796، فوفقًا لاستطلاع راي اجرته “بلومبيرج” فان 45% من الامريكيين يرون انه يجب علي الولايات المتحده دعم اسرائيل حتي وان انحرفت مصالح اسرائيل عن مصالح بلدهم، ويري 47% انه عندما تتعارض المصالح الامريكيه مع اسرائيل، يجب ان تختار الولايات المتحده مصلحتها فضلًا عن مصلحه اسرائيل. في حين يري 8% انهم لا يعرفون او غير واثقين.
الدافع الديني هو الابرز وراء تفضيل بعض الامريكيين لمصلحه اسرائيل علي حساب بلدهم
وفقًا لنفس الاستطلاع فان المسيحيين من الطائفه الانجيليه هم الاكثر دعمًا وتشجيعًا لاسرائيل حتي لو تعارض ذلك مع مصلحه الولايات المتحده نفسها، ويرجع ذلك لاسباب دينيه وعقائديه تخص العقيده الانجيليه، حيث يري المسيحيون الامريكيون من هذه الطائفه انه لا بد من دعم اسرائيل واليهود، وان “ظهور دوله يهوديه في الارض الموعوده لابراهيم واسحق ويعقوب هو قدر الرب”، وانه علي “اليهود – شعب الله المختار- ان يقوموا بقتال المسلمين حتي تبقي اسرائيل في ايديهم”، وذلك وفقًا لـبات روبرتسون في خطبته الموجوده علي موقعه الالكتروني، “بات روبروتسون” هو قس انجيلي متطرف ذو نفوذ واسعه وكان مرشحًا للانتخابات الرئاسيه الامريكيه 1988، اذًا هنا انتقل الحديث من العبارات المحفوظه والتي كان يُبرر بها الامريكيون دعمهم لاسرائيل لكونها “الدوله الوحيده الديمقراطيه في الشرق الاوسط” الي ان الدعم هنا لاسباب دينيه مجرّده.
التطرف الديني هو السبب الاول في الدعم الشعبوي الامريكي لاسرائيل، فعلي الرغم من ان اليهود لا يتعدون 1.4% من الامريكيين، فان الطائفه الانجيليه طائفه كبيره حيث يُعرّف 84% من الامريكيين نفسهم بانهم مسيحيون في حين يعتبر 37% انفسهم انجيليين، وترتبط معتقدات الانجيليين ارتباطًا وثيقًا بوجود اليهود والدوله اليهوديه لقيام معركه “ارمجادون”، وصعود “المؤمنين”، وعوده “يسوع”، العقيده التي يؤمن بها الملايين من الامريكيين.
الدوله التي حاربت الارهاب وقام اعلامها بالحديث عن التطرف الديني لدي المسلمين هي ذاتها الدوله التي يتحكم فيها متطرفون ويمثلون لوبي ديني في استطلاعات الراي وتشكيل الراي تجاه القضيه الفلسطينيه برمتها.
ماذا عن باقي الامريكيين الذين لا يدعمون اسرائيل؟
تجد استطلاعات الراي تفاوتًا في الاراء وذلك بناءً علي الفئات العمريه المختلفه، العِرق، واللون. فطبقًا لاستطلاع راي اجرته وكاله “سي بي اس” الاخباريه، فقبيل خطاب نيتنياهو في الكونجرس الأمريكي، وجدت الوكاله اراءً ايجابيه بين الامريكيين تجاه اسرائيل، حيث يري 51% من الامريكيين اسرائيل كـ”حليف” ويراها 28% كـ”صديق”.
وفقًا لاستطلاع راي اجراه مركز “جالوب” الامريكي فان نسبه التاييد الامريكي لاسرائيل ظلت كما هي -50% – منذ عإم 1967 حتي هذا العام، حيث ارتفعت لتصل الي 62%، فقد انتقل بعض الامريكيين من خانه “بلا تحيز” الي موقف التحيز لاسرائيل، حتي في الوقت الذي كانت اسرائيل تخسر فيه جزءًا من شعبيتها اثناء عمليه “الجرف الصامد 8-24 اغسطس 2014″، فان نسبه التعاطف مع فلسطين لم تزد، بل ظلت كما هي 14%.
جيل الالفيه والاشخاص الذين ليس لهم انتماء عقائدي قوي يميلون الي دعم اسرائيل، فوفقًا لمركز “بيو” الامريكي فان الاشخاص الذين لا ينتمون لطوائف دينيه اقل تعاطفًا وانحيازًا لاسرائيل.
يري 47% من ذوي البشره البيضاء ان حماس هي المؤججه للصراع مقابل 14% يرون ان اسرائيل هي السبب.
35% من ذوي الاصول اللاتينيه يقفون في صف فلسطين والفلسطنيين مقابل 20% يقفون الي جانب اسرائيل.
اما ذوو البشره السمراء فـ27% منهم يلقون باللوم علي اسرائيل، و25% يلقون باللوم علي فلسطين.
70% من المحافظين يلقون باللوم علي حماس مقابل 6% يلقون باللوم علي فلسطين.
والديمقراطيون علي العكس، فانقسموا في هذا الشان حيث يري 30% ان اسرائيل السبب، ويري ايضًا 30% ان فلسطين السبب.
29% من الاشخاص من عمر 18-30 يرون ان اسرائيل ردت بشكل غير صحيح اثناء عمليه الجرف الصامد، فيما راي 22% من الفئه العمريه اكثر من 50 عامًا ان اسرائيل ردت ردًّا صحيحًا.
علي اختلاف النسب يظل المحرك الديني هو الاعلي والاكثر تاثيرًا في دعم اسرائيل.
ما هي الاسباب الاخري التي علي اساسها يدعم الامريكيون اسرائيل؟
تقول الاسطوره الامريكيه انها تدعم اسرائيل لانها الدوله الديمقراطيه الوحيده في الشرق الاوسط، والتي تتناسب قيمها مع القيم الامريكيه من حيث الليبراليه والانتخابات الحره الدوريه التي تشهدها، وحيث حرية الرأي وحقوق الاقليات متاحه.
Comments