المحتوى الرئيسى

خالد الغمري: للدول "جيوش إلكترونية" تحميها

05/11 13:26

اكثر من 3 مليارات مستخدم للانترنت في العالم، منهم حوالي 48 مليوناً في مصر، واكثر من 2 مليار مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، منهم حوالي 22 مليون مصري علي الـ«فيس بوك وتويتر»، ما جعل لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي دور كبير في الضغط علي الحكومه، وعلي صناع القرار في الدوله، واصبح لديهم عالمهم الخاص واعلامهم البديل، ما جعل مهمه ممارسه الحكومه للتعتيم او حجب القرار شبه مستحيله.

هذا ما نناقشه في حوارنا مع خالد الغمري، الخبير المعلوماتي، واستاذ اللغويات الحاسوبية بكليه الالسن، جامعه عين شمس، ومؤلف كتاب «نبوءه امون.. الانترنت من الحرب الباردة الي حروب الجيل الرابع».

■ هل اصبح لـ«السوشيال ميديا» دور اقوي من دور وسائل الاعلام الخاصه والحكوميه في الكشف عن الحقائق؟

- في بعض الاحيان ومع بعض القضايا التي تراها وسائل الاعلام الخاصه حساسه سياسياً، وقد ينتج عن الكشف عن تفاصيلها خسائر سياسيه واقتصاديه لمالكيها، فـ«السوشيال ميديا» لديها مساحه اكبر من الحريه للكشف عن اي شيء وفي اي وقت دون ادني خوف من حسابات المكاسب والخسائر السياسيه والاقتصاديه، فمثلاً نجد الكثير من الرسائل والحملات علي مواقع التواصل الاجتماعي عن قضايا فساد مختلفه ولا نجدها في وسائل الاعلام الخاصه او الحكوميه.

■ هل يمكن استغلال بيانات المواطن علي السوشيال ميديا كدليل اتهام ضده؟

- هذا سؤال في القانون ومن الافضل ان يوجه الي متخصص، لكن هناك بعض السوابق في هذا السياق تعطي فكره عن كيفيه تعامل بعض الدول مع هذا الامر، فمثلاً ادانت محكمه بريطانيه احد الاشخاص علي نكته كتبها في حسابه علي «تويتر» هدد فيها بانه سيفجر المطار بسبب خيبه الامل التي اصابته بعد الغاء رحلته، وبعد الاستئناف الغي الحكم، والصين اصدرت قانوناً في سبتمبر عام 2013 يقضي بعقوبه كل من ينشر اشاعات ومعلومات خاطئه بالحبس لمده قد تصل الي 3 سنوات مع حرمانه من حقوقه السياسيه، لكن الوصول الي قوانين تضع حدوداً معقوله للحريات القانونيه علي مواقع التواصل الاجتماعي من الامور الصعبه، من ناحيه، لان هذه المواقع ظاهره حديثه لم تتضح معالمها ولم تنضج معاييرها بعد، ومن ناحيه اخري، حتي في حاله الاتفاق علي مجموعه من القوانين المنظمه، فاي سلطه ستضع هذه القوانين موضع التنفيذ؟ فالخوف دائماً من ان تتحول هذه القوانين الي اسلحه قانونيه في ايدي الحكومات تستخدمها ضد معارضيها عند كل ضروره! خاصه وان كثيراً من الدول كما راينا -كبيرها وصغيرها- تفعل ما يفعله بعض مستخدمي الانترنت من مواطنيها، وعلي نطاق اكبر واكثر تاثيراً.

■ هل كان لـ«السوشيال ميديا» دور في صناعه الارهاب وتدبير العمليات الارهابيه، واستقطاب الشباب في الاونه الاخيره؟

- استخدام الانترنت عموماً في هذا المجال ظهر مع تنظيم القاعده منذ ما يقرب من 20 عاماً، حيث كانت تستخدم المنتديات وبعض المواقع غير المشهوره مثل «بالتوك» في التجنيد والتعبئه وتبادل المعلومات والتجهيز لبعض العمليات، ولهذا السبب كان هذا الموقع من المواقع التي تراقبها الاجهزه الامنيه والمخابراتيه الامريكيه بشكل مستمر، ومع ظهور تنظيم داعش اصبح استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي سلاحاً اساسياً في منظومه الحرب النفسيه والمعنويه التي يتبعها هذا التنظيم، فحسب دراسه حديثه لشركه «ريكوردد فيوتشر» الامريكيه هناك حوالي 60 الف حساب علي تويتر فقط بين مؤيد ومتعاطف مع داعش، قد تتباين الارقام، ولكن الثابت ان استخدام هذا التنظيم لهذه المواقع اصبح مؤثراً للدرجه التي جعلت كثيراً من الحكومات تؤمن بان الانتصار علي «داعش» في جبهه العالم الافتراضي امر ضروري في حربها ضد الارهاب علي ارض الواقع. وبالفعل قامت بعض الحكومات بالضغط علي بعض مواقع التواصل الاجتماعي لوقف الحسابات المؤيده لهذا التنظيم، واوقفت وعطلت عشرات الالاف منها.

وداعش عموماً تستخدم اسلوبين اساسيين في ادارتها للحرب النفسيه علي مواقع التواصل الاجتماعي، الاول هو الاغراق المعلوماتي لخلق انطباع بالكثره والحضور الكثيف، والثاني هو الصدمه حيث يعتمد هذا الاغراق علي صور وفيديوهات تتسم بالعنف الزائد لتحقيق حضور دائم وصادم يخيف الاعداء وينال اعجاب المؤيدين، ويرسخ مكانه التنظيم بين جماعات العنف الاخري، فبعد استخدام السيارات المفخخه لجاوا الي الذبح، ثم الي الحرق.

■ كيف اثرت «السوشيال ميديا» في الانتخابات الرئاسيه، وكيف تؤثر الان علي شعبيه الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

- انتخابات الرئاسه المصريه في 2014 تمت ادارتها اعلامياً بصوره اساسيه من خلال الاعلام التقليدي، وبشكل اكبر بكثير من الاعلام البديل الذي غلبت عليه دعوات الي مقاطعه الانتخابات من الاساس خاصه علي تويتر، اما فيما يخص شعبيه الرئيس فقد بدات في الظهور علي مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع تعاظم دوره في ازاحه نظام الاخوان، وقد مرت بمراحل من الصعود والهبوط بعد ذلك ارتبطت بدايه باعلانه نيته الترشح للرئاسه ثم في مرحله الحمله الرئاسيه فمرحله التسلم الرسمي للسلطه، ثم بعض التذبذب في الشعبيه خلال بعض الازمات خاصه ما يخص اداره الازمه في سيناء، وعموماً هناك كتله كبيره الان علي هذه المواقع دائمه الدفاع عن الرئيس، وكتله تؤيد الرئيس عموماً، لكنها احياناً تعبر عن عدم تاييدها لبعض القرارات والمواقف الرئاسيه، خاصه فيما يخص الجوانب الاقتصاديه من حياه المواطن والمرافق والخدمات، وهناك كتله رافضه بصرف النظر عما يحدث علي الارض، وهذه الكتله اختلافها مع الرئيس اختلاف سياسي في المقام الاول واعتقد انها لن تغير موقفها مهما حدث.

■ في كتابك «نبوءه امون»، اوضحت الصراع علي سلطه المعلومات في العالم، ووثّقت الكثير من المعلومات من خلال ارقام واحصائيات، كيف ترصد تلك الاحصائيات، وكيف يمكن التاكد من مدي صدقها؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل