المحتوى الرئيسى

خالد الناصري: فيلم "العروسة" يُحاكم قوانين الهجرة

05/11 11:06

لا يخفي المخرج الفلسطيني خالد سليمان الناصري ارتياحه وسعادته للنتائج التي ساهم في تحقيقها فيلمه المشترك "انا مع العروسه"، وذلك في سياق الانتصار لقضيه الهجره والتعبير عن معاناه اللاجئين الذين يخوضون مغامرات رهيبه للوصول الي ضفه المتوسط الشماليه، باحثين عن الامان وهاربين من جحيم الحروب.

ويشير الناصري الي رغبته وشركاؤه في الفيلم في جعل الناس يبدؤون بالتفكير في انهم قادرون علي العصيان بوسائل غير تقليديه، وابراز ان هناك قوانين تتناقض مع جوهر الديمقراطيه والحريه، وانه لا بد من التمرد عليها بغيه الدفع الي اعاده النظر فيها.

وحصد فيلم "انا مع العروسه" حتي الان ثلاث جوائز، وهي جائزه مجمع نوادي السينما الايطالية (فيديك)، وجائزه النقاد الاجتماعيه، وجائزه حقوق الانسان في مهرجان فينيسيا (البندقيه) السينمائي الدولي في ايطاليا، كما شارك اخيرا في مهرجان الفيلم الوثائقي في كندا.

وكان للجزيره نت مع مخرج الفيلم خالد الناصري الحوار التالي:

 حدثنا عن انبثاق فكره العمل، ومراحل تطورها وصولا الي صالات العرض والفوز بجوائز عده حتي الان.

بدات فكره العمل منذ بدا المهاجرون السوريون والفلسطينيون، الهاربون من جحيم الحرب في سوريا، بالوصول الي ميلانو، حيث كنا نذهب وانا وصديقاي المشتركان معي في الفيلم، وهما غابريله دل الغرانده وطارق الجبر، كنا نذهب هناك ونحاول مساعده اولئك الواصلين علي قدر الامكان. تعرفنا وقتها علي المهاجرين الخمسه معنا في الفيلم واصبحوا اصدقاء لنا، واردنا ان نساعدهم باي حال، وحتي من دون عمل فيلم عن المشروع.

ثم جاءت فكره الفيلم الذي كان بالنسبه لنا وسيله لايصال صوت ومشكلات اللاجئين، والتراجيديا التي يعيشها المهاجرون الواصلون الي ايطاليا. وبدت لنا فكره تصوير فيلم بهذا الشكل وسيله ممتازه ايضا، لان الفيلم يلبي رغبتنا في الاعتراض علي ما يجري بحقهم.

ثم التقينا بانطونيو الذي وفر لنا الدعم التقني اللازم، وبدا كل شيء جاهزا لنخوض تلك المغامره، وفي سعينا لايجاد التمويل اللازم لمرحله ما بعد الانتاج نشرنا ما فعلناه علي احد مواقع التمويل الجماعي، ولاقت فعلتنا تلك تاييدا كبيرا. وبدا الناس يقدمون لنا الدعم، وفجاه صار هذا المشروع اكبر مشروع ممول بهذه الطريقه علي مستوي تاريخ السينما الايطاليه.

وتمكنا من انهاء الفيلم وتقدمنا به لمهرجان فينيسيا (البندقيه) وتم قبوله، وحقق نجاحا كبيرا اثناء عرضه وقتها.

 الا تري ان القيام بمغامره اختراع عرس وهمي لعبور الحدود، وايصال بضعه لاجئين سوريين وفلسطينيين من ايطاليا الي السويد، يشكل تهديدا وتحريضا علي تجاوز القوانين؟

اجل، هذا ما اردناه بالضبط، اي ان القوانين التي تقف عائقا في وجه انسان لا ذنب له الا الهرب من الحرب يجب ان يتم التمرد عليها وتجاوزها.

 تتاسس فكره الفيلم علي تحدي قوانين الهجره، وقد وُصف عملكم بانه "نوع من عصيان لتلك القوانين"، وتسعون الي حض السلطات علي التفكير في تغيير قوانين الهجره، هل تشعرون ان صوتكم وصل الي غايته؟

طالما ان القانون الذي قمنا بعصيانه -العصيان المدني بالتاكيد- لم يتغير، فهذا يعني اننا لم نصل بعدُ، بكل الاحوال كانت غايه حلمنا ان نجعل الناس اولا يفكرون في انهم قادرون علي العصيان بوسائل جديده غير تلك التقليديه، ولا اخفي ارتياحنا للنتائج التي ساهم فيها الفيلم ولكننا لسنا سعداء بعد.

 يحمل العمل في طياته رسائل محبه وسلام بين شعوب البحر الابيض المتوسط، والدعوه لنوع من التضامن فيما بينها، فهل يساهم الفيلم في كسر الصوره النمطيه عن اللاجئين في اوروبا؟

اعتادت جميع الافلام التي تتناول قضيه الهجره في اوروبا علي ثنائيه اساسيه، وهي الاوروبي الطيب والمهاجر المسكين المحتاج للمساعده والشفقه والعطف وما الي ذلك. في فيلمنا هذا الموضوع تماما شيء اخر، فهنا المهاجر هو صاحب حق وهو الذي يحاسب اوروبا ويحاكمها اخلاقيا، واظن ان هذا ما يميز صوره المهاجر في هذا الفيلم.

 اشترك معك في فيلمك "انا مع العروسه" الايطاليان غابريله دل الغرانده وانطونيو اوغليارو، كيف تقيّم تجربتك المشتركه؟ وهل ساهم ذلك في بلوره نظره شرقيه غربيه لقضيه الهجره التي تشكل محور نقاش وسجال متجدد لدي الدول والمجتمعات الاوروبيه؟

لا اظن انه يمكن ان تتوحد نظره شرقيه غربيه لقضيه الهجره، خاصه وان الشرق يصدّر مهاجرين والغرب يستقبل، فالقضيه ليست متبادله حاليا. ما اردنا ان نذكّر به هو ان قضيه الهجره قضيه انسانيه محضه، وهي من اقدم حقوق البشر: اذا تعرضت للمجاعه او الحرب او ايه كارثه اخري فماذا تفعل؟ بالتاكيد تهاجر. لذا تقصّدنا ان نعبر في رحلتنا اثناء الفيلم من معبر قديم كان يستخدمه الايطاليون للهجره هربا من الفاشيه او بحثا عن العمل في فرنسا حين لم تكن هناك تاشيره "شنغن". نحن الثلاثه نتفق فقط علي هذه الافكار الاساسيه، واردنا تاكيدها وتذكير الذي يتناساها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل