المحتوى الرئيسى

«بيروت تحاكي الجاز»٫٫ طارق يمني بين الصداقة والموهبة

05/11 01:30

هو حفل سنوي ينظمه العازف والمؤلف طارق يمني، الذي اصبح في حلقته الثالثه: وقد ضمّ الحفل نخبه من الفنانين المتميزين في شتّي الوان الموسيقي واحدّد: طارق يمني، عزيزه بيروت، شادي ناشف، تانيا صالح، عيسي غندور، بولي مارون متّي، رنين الشعّار، زياد الاحمديه، ايد عباس، ريّس بيك، سليم ابو ملهم، رافي مندليان، خالد عمران، داني شكري والفنان الالماني رويدي فلدر (Ruedi Felder) في هذا الحدث الذي اطلق عليه «بيروت تحاكي الجاز»: 15 فناناً وفنانه علي ايقاع الصداقه والنغم.

جوّ مضطرب بعض الشيء، اذ ان الحفل يتزامن مع احدي المباريات الرئيسه في الدوري الأوروبي، وحفل غنائي اخر للفنان خالد الهبر... ولكن امسيه «بيروت تحاكي الجاز» اكتمل نصاب حاضريها من معجبين ونقاد واصدقاء ملاوا قاعه «الميوزيك هول». بعد الوصول والجلوس هيمن صمت فضولي من الحضور، كحفنه من الطلبه ينتظرون ابتداء درس في الموسيقي الحديثه، محاضره من النغم وندوه الحان متفرقه. لم يكن الكلام جزءاً من الحاضرين، بل الكلّ من دون استثناء كانوا من المستمعين المتعطشين لاصحاب المواهب والاصوات الذين يعتلون المسرح. بدا الحفل مع الفرقه الموسيقيه الاساس المكوّنه من داني شكر علي الايقاع والعازف خالد برهان علي اداه «البايس»، بقياده طارق يمني علي «البيانو» ومشاركه رافي ماندليان علي «الغيتار».

بعد التعريف الموجز بالمناسبه، بدا العرض بدخول العازف زياد الاحمديه الذي اعاد يمني زياره لحن كانا اشتركا بعزفه سوياً قبل اعوام. لحنٌ جميل ومتناسق لا يخلو من شرقيه العود وتلوينات الارتجال العبثي علي ايدي يمني، وما ان انتهي اللحن حتي تعاقب الفنانون اغنيه تلوي اخري من دون اعاده او اضافه، كل منهم مكتف بالقدر المنسوب اليه او اليها. لكلّ اداء اغنيه واحده والمجموع 15 اغنيه من تنوّع سوريالي لاختلاط الالوان فيه كامواج يمّ من الالحان.

بالشكل العام لم يكن هناك من برز اكثر من الاخرين، ولكن لا بدّ لنا من الاعتراف ان الفرقه الموسيقيه الثابته كانت ابرز من تكلّم خارج لغه الكلام. فالتنويع الموجود في قائمه الالحان المقدمه كان هائلاً والارتجال علي توزيعات عظيمه ليس بالمهمه السهله... ولكن هذا لم يمنع ذاك...

وبعد الانطلاقه مع الاحمديه، تعرّفنا علي صوت الفنانه بولي مارون متّي الذي حملنا صوتها بعيداً عن ضوضاء المدينه واقنعتنا بسرد اللحن كما قصه موجزه نفرح لمفرداتها الموسيقيه.

مرّ الحفل بسلاسه، وانتقل الفنانون منه وعنه بتنسيق محكم، مرّ مترنحاً بين اسماء من ساحه الموسيقي، بعض منها حديث والاخر راسخ، مروراً بذوي الاصوات الشرقيه كالفنان عيسي غندور والفنانه رنين الشعار. فعبر شموليته، كان الحفل يفاجئ ويعرّف في ان واحد وبانضباط مدروس. الفرق الوحيد الملحوظ هو توالي الالفه بين مختلف المؤدين. فالاقوي من حيث المعرفه، كانوا الفنانين الذين عملوا مع يمني فيما مضي، فاذ نحن امام تفاهم غير مرئي بين يمني وريّس بيك مثلاً وذلك لانهما شكلا معا، في بداياتيهما، جزءاً من فرقه «عكس السير»، وقد اعطي هذا رونقاً اقوي علي التنسيق بين الارتجال العفوي لدي الفنانين.

من ناحيتي فوجئت بغياب الحان طارق يمني الشخصيه، لا سيّما توزيعه المتميز لاغنيه «لمّا بدا»، كما انه اصطحب في رحلته الموسيقيه هذه، اصواتا اكتسبت شهرتها في هذا اللون من الطرب. بعد الحفل علّق علي سؤالنا حول بروز كل مشارك في نوع موسيقي لم نعتده منه سابقا، بينما تواري هو عن الاضواء» بالقول: «لم الحظ ذلك! اما بالنسبه الي توزيعي الشرقي فلم يكن من ضمن الحفل وذلك حتي لا يطغي هذا الطابع الشرقي علي الامسيه، لتبقي المساحه من اجل تقديم الموسيقي العالميه»!

علي مدي ساعه ونصف الساعه من العطاء والمفاجات الموسيقيه، استمر الحفل، ليشارك العازف الالماني رويدي فلدر (كونترباس) في بعض الالحان. لم احفظ الكثير من قائمه اسماء الاغاني او الملحنين، فقد كان التراتب سلساً للغايه. ثمه ابهار بالرغم من بعض الاخطاء التقنيه غير المعلنه. اذ خسر المغنون، في منتصف الحفل تقريباً، مُكبّر الصوت الخاص بهم وكانت فطرتهم المهنيه اداتهم الوحيده خلال الاداء، اذ تخطوا سلبيه الموقف.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل