المحتوى الرئيسى

"حارة" نجيب محفوظ لم يعد بها رواة

05/10 12:23

في الحادي عشر من ديسمبر/كانون الاول 1911، وفي واحده من حواري حي الجماليه بمصر القديمه، ولد الاديب المصري نجيب محفوظ، الذي حاز جائزة نوبل للآداب سنه 1988.

ولد محفوظ في بيت بسيط يطل علي ميدان "بيت القاضي" ودرب "قرمز". ولم يكن سكان الحي يعلمون ان ابن حارتهم -الذي درس الفلسفه، وكان اول من احترف الكتابه في حارته- سيروي سيرتهم للعالم.

يقول محفوظ "وكان البيت مليئا بالاشجار، كنت امد يدي فامسك اوراق الشجر، كان شجرا نسميه شجر ذقن الباشا"، اشجار لم تعد موجوده الا في مذكرات الاديب الكبير، اما البيت نفسه فلم يعد به غير الصمت، وانتظار السقوط.

وفي ذكري مولد عميد الروايه العربيه التي حلت في 11 ديسمبر/كانون الاول الجاري، ذهبت الجزيرة نت الي حي الجماليه لمعرفه ما اذا كان ابناؤه يعلمون انهم ينتسبون لحضارتين بحثتا عن العدل والمعرفه؟ وهل انحازوا للانسان؟ وهل ما زالوا يذكرون ابن حيهم الذي قال ذات يوم ان "افه حارتنا النسيان"؟

المفارقه ان الحي الذي روي محفوظ قبل خمسين عاما ان "ناظره (حاكمه) نشر الرعب والارهاب في كل ركن من اركانه"، هو نفسه الذي انجب حاكما اخر يمارس قمعا غير مسبوق بحق معارضيه منذ نحو عام ونصف العام.

جبنا حارات كثيره وتحدثنا الي اناس كثيرين، دخلنا من "باب النصر" وذهبنا الي بيت القاضي وخان الخليلي. ولان الناظر "الجديد" ورجاله قد بثوا العيون في الاركان، وفرضوا اقصي العقوبات علي اتفه الهفوات، حتي باتت الحاره في جو قاتم من الخوف والحقد والارهاب، لم نجد رواه في الحي الذي انجب اعظم رواه مصر.

ولا بد للباحث عن سيره الاديب في شوارع وازقه الجماليه او امام مساجدها العتيقه، او تحت مشربيات بيوتها الفاطميه، ان يعترضه شاب عاطل يتخذ من انتماء اديب نوبل للحي وسيله للكسب.

اذا اردت الوصول للمنزل الذي ولد فيه محفوظ فعليك ان تترك سيارتك في حمايته، وان تدفع له رغما عنك عشره جنيهات (1.4 دولار)، وان لم تدفع فالشارع مغلق بامر من قسم الشرطه!

وان جلست في مقهي من المقاهي التي جلس فيها محفوظ قبل عشرات السنين فستدفع عشره جنيهات في قدح من الشاي يباع في كل مكان بجنيه واحد (13 سنتا) او بجنيهين علي الاكثر (27 سنتاً)، وهكذا من يبحث عن محفوظ في حارته فعليه ان يدفع ويدفع، رغم انه لن يجده.

علي المقهي الموجود اسفل المنزل المكون من طوابق اربعه، حيث ولد صاحب "الثلاثيه" و"اولاد حارتنا" و"الكرنك" وغيرها؛ حاولت الجزيره نت التقاط طرف الحديث مع اي من الجالسين او العاملين في المقهي لكن احدا لم يتحدث، حتي ان عامل المقهي قال انه لا يعرف من هو نجيب محفوظ، وكاننا سالناه عن شان من شؤون "الامن القومي المصري" وما اكثرها.

لم يكن هناك بد من التوجه الي مقهي "الفيشاوي" المتاخم لمسجد الحسين. ذلك المقهي الذي جعله محفوظ مقصد الكتاب والمثقفين والسائحين من كل انحاء العالم، لكثره ارتياده له وروايته عنه.

اللافت ان اغلب العاملين في المقهي رفضوا الحديث للجزيره نت عما كان عليه المكان وما ال اليه، وكذلك مدير المقهي، وعندما اتصلنا هاتفيا بصاحب المكان الحاج اكرم الفيشاوي ابدي تحفظا في الحديث.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل