المحتوى الرئيسى

نتنياهو يتجرّع كأس تحالفاته المرّة

05/10 09:09

ما ان اُعلن عن تشكــيل الحكومه وتوقيع اتفاق ائتلافي مع اخر الشركاء الائتلافيين المحتملين، حتي انفجرت الصراعــات داخل حزب «الليكود»، وبلغ الامر حــد تهديد احــد اعضاء الحزب بالتصويت ضد الحكــومه اذا لم يُعــيّن وزيــراً، ولكن بالرغم من ذلك، تتجه الانظــار الي الطــريقه التي سيتــعامل بها رئيس الوزراء الاســرائيلي بنيامــين نتنــياهو مع وزراء حزب «البيت اليهودي» في ظل الشك الكبير الموجود بين الطرفين.

ومن الواضح، وفق الكثير من التقديرات، ان ما يعلنه نتنياهو من فوز في الانتخابات كان عملياً اسوا من هزيمه، فالجميع يرون ان رئيس الحكومة اضطر لاستجداء شركائه الائتلافيين من اجل تشكيل حكومته، وان ذروه بؤسه كانت في التعاطي مع «البيت اليهودي»، الذي اجبره علي تقديم تنازلات وزاريه وتنظيميه وقانونيه.

ونشرت صحف اسرائيليه عده تقارير ورسومات تبين نتنياهو كشخص مهان ومتعب بعد ان تلقي الكثير من الدروس والضربات، ومن البديهي ان الدرس الاكبر الذي تلقاه نتنياهو اتي من زعيم «اسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان، الذي رفض المشاركه في حكومه نتنياهو رغم نيله وزارتي الخارجيه والزراعه بست مقاعد فقط.

ويري معلقون ان ليبرمان وجه درساً ليس فقط لنتنياهو و»الليكود» بل ايضا للمعسكر الصهيوني، مظهراً اهميه وجدوي التمسك بالمبادئ.

في جميع الاحوال، يبدو جلياً ان هذ الحكومه تشكلت فقط من اجل اثبات قدره نتنياهو علي تشكيل حكومه اكثر مما تشكلت من اجل تحقيق برنامج مهما يكن، فالتناقضات الحاده بين اطراف هذه الحكومه وما نالته بعض هذه الاطراف من حق «فيتو» علي سياسات داخليه وخارجيه معينه، تثبت ان حكومه نتنياهو هي كحكومه الفراغ، فلا هي قادره علي اقرار سياسه ولا هي قادره علي تنفيذها بسبب الضعف البنيوي فيها.

ولكن معلقين يعتقدون ان نتنياهو مضطر لان يعرض الحكومه ويبين انها نجاح له، بالرغم من انها اعلان فشل. وهو فشل بالمقارنه مع الحكومه السابقه التي عمد الي التخلص منها من اجل جلب حكومه اكثر راحه له، وهي ايضا عنوان فشل بسبب تناسبها مع شعاراته الانتخابيه التي لا يجد حاليا من يعيقه عن تنفيذها، لكنه في الوقت نفسه عاجز عن اقرارها.

ويؤمن معلقون بان نتنياهو، قبل ان يعرض حكومته، يعمل حاليا علي العثور علي سبل للتخلص منها، فحكومه تحوي في نظره نفتالي بينت واييلت شاكيد ـ وخصوصا في مناصب عمل بجهد من اجل ابعادهم عنها - تعتبر حكومه غير مرغوب فيها، لكن البدائل حالياً، وقبل اقرار الحكومه معدومه. ويبدو ان البدائل بعد تشكيل الحكومه، يمكن ان تكون ايضا صعبه وقد تكون مستحيله، فلا احد يريد انقاذ نتنياهو الذي يبدو كساحر مات الارنب في قبعته ولم يعد قادرا علي فعل شيء جوهري.

ويجد رئيس الحكومه الاسرائيلي نفسه مضطرا لمواصله الصدام مع اميركا ومع الفلسطينيين، وعاجزا عن بناء تحالفات جوهريه في الاقليم، وبعيدا عن نيل الرضي من الاسره الدوليه، وهو يعرف ايضا ان هناك احتمالات لانفجار الوضع الاقليمي جزئيا او كليا، وان سوء العلاقات مع اميركا والاتحاد الاوروبي امر غير مريح البته. وفي كل الاحوال يعلم نتنياهو ان هامش حريه عمله السياسي يضيق مع مرور الوقت، وما تركيز الرئيس الاميركي باراك اوباما علي موضوعي ايران وحل الدولتين الا مجرد عنوان عما هو قادم.

ولكن نتنياهو الذي تحدي اميركا يؤمن بقدرته ايضا علي تحدي الاسره الدوليه. لكن هذا الايمان لا يسري كثيرا علي تحدي خصومه الداخليين، فقد برهن ان قدرته في مواجهه اوباما اعظم من قدرته علي مواجهه بينت او ليبرمان، ومن الجائز ايضا ان قدرته علي تحدي خصومه داخل «الليكود» اقل من قدرته علي تحدي خصومه خارجه.

وهنا، يبدو ان مساعيه لاغراء «المعسكر الصهيوني» لدخول حكومته، خلافاً لتعهداته السابقه، فشلت، علي الاقل حتي الان، وقد اعلن اسحق هرتسوغ ان علي نتنياهو ان يعيد التكليف بتشكيل حكومه الي الرئيس الإسرائيلي لتكليف شخص اخر بتشكيل حكومه اقدر علي مواجهه المخاطر والتحديات.

وانطلق هرتسوغ من التهديد الذي اطلقه النائب عن «الليكود» ايوب قرا، لنتنياهو بانه لن يؤيد الحكومه اذا لم يعين وزيراً. ويبدو ان هرتسوغ يتطلع لاسقاط نتنياهو او لاجباره علي الاعتراف به شريكاً في «حكومه وحده وطنيه» تدار بالتناوب بينهما. وقد بدا هرتسوغ مشاوراته بهذا الشان، خصوصاً مع «هناك مستقبل» بزعامه يائير لبيد وبهدف منع نتنياهو من توسيع حكومته لاحقا.

ومن المعروف ان نتنياهو ينوي قبل عرض حكومته علي الكنيست تعديل القانون بما يسمح بتوسيع الحكومه لادخال اكبر عدد من الوزراء اليها، وهو يعتقد ان توزير الغاضبين كفيل بتوفير مساحه هدوء واستقرار لحكومته، لكن الوضع لا يبدو كذلك لان المطلوب في النهايه قرارات من الحكومه في شؤون اقتصاديه واجتماعيه وسياسيه وجميعها موضع خلاف.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل