المحتوى الرئيسى

بيروت تستعيد الزمن الجميل مع فريد الأطرش

05/09 15:59

جلس العشرات من اللبنانيين بين الكتب المتنوعه علي مدي ساعه ليستعيدوا ذكرياتهم مع الاغنيات القديمه المميزه والنادره للمطرب الراحل فريد الأطرش، في امسيه قدمها وقام بتحليل مضمونها الكاتب والناقد الموسيقي اللبناني الياس سحاب في المكتبة العامة لبلديه بيروت قبل ايام.

ومنذ العام 2005 عمد سحاب الي اقامه هذه الامسيات مره في مطلع كل شهر متوغلاً سماعاً وتحليلاً في اعمال عمالقه الفن العربي مركزاً علي لبنان ومصر.

ويعتبر عشرات الذواقه هذه الامسيات الموسيقيه الشهريه من الطقوس المحوريه في حياتهم، لاسيما وانها تذكّر من عاصروا الفن التقليدي بصباهم، وتعيد احياء قصصهم الماضيه وتنعش ذكرياتهم من خلال مقطع موسيقي في اغنيه وجمله مغناه في اخري.

والاثنين الماضي اجتمع عدد كبير من محبي فريد الاطرش في الصاله المديده الملاصقه للمكتبه القائمه في منطقه الباشوره في بيروت، والتي تحوي مئات الكتب. وحضروا قبل الوقت المحدد للامسيه بدقائق طويله استغلوها للدردشه ولطرح بعض الاسئله علي الياس سحاب. والبعض الاخر امضي لحظات الانتظار في التعرف علي الكتب والمجلات المنتشره علي الارفف بمختلف اللغات.

وهتف سحاب قائلاً ما ان دخل المكتبه "كنت علي يقين من ان كثر سيحضرون مساء اليوم لان المحور هو الكبير فريد الاطرش". وانتقل الحضور الي زمن اعتبره رجل مسن "رحل مستاذناً". وامتزجت الحكايات التي اختارها الياس سحاب لتسلط الضوء "علي حقبه او اخري من حياه الاطرش الفنيه والخاصه في ان بالاغنيات التي ارادها سحاب الانعكاس الحقيقي "لما كان يدور في الكواليس" كما قال لوكاله "رويترز".

وشرح قائلاً انه من المهم بالنسبه اليه ان تعكس اغنيه او اخري يختار الاستماع اليها مع الحضور، بعض لحظات من حياه فريد الاطرش لتكون الاعمال المعالجه خلال الامسيه مدعومه بنوادر مسليه "فلا تتخلل الامسيه اي لحظات من الملل او الرتابه".

ويعتبر سحاب هذه الامسيات "جسر العبور الي المعرفه والتاريخ الفني العريق"، مؤكداً انه "ثمه فرق شاسع بين كيفيه تعاملنا في العالم العربي مع التراث العربي وكيفيه تعامل الغرب مع تراثه. كل مناهج التدريس في الدول الاوروبيه ترتكز علي رصيد الموسيقى الكلاسيكية الاوروبيه، بدليل انه ومنذ قرنين وفي كل المرات التي تطورت فيها وسائل التسجيل والاوركسترات نلمس وبتزامن معها اعاده لتسجيل النماذج القديمه من الرصيد الكلاسيكي."

يضيف "ارتايت انه يجب علي، ومن موقعي الشخصي علي الاقل، ان اقوم بدور وان كان صغيراً يتمحور حول اعاده الصله بين الاذن العربيه المعاصره والتراث الموسيقي الكلاسيكي وتحديداً الذي اشتهر في القرنين الاخيرين في مصر ولبنان."

ويطوف سحاب البلدان العربيه بحثاً عن تسجيلات قديمه ونادره، وان كانت غير واضحه كلياً. ومن هذه الاغنيات "تطلع يا قمر بالليل" التي وصفها بانها "طقطوقه".

يري سحاب ان هذه الاغنيه نقلت الي مصر "المزاج المشرقي العربي ونلاحظ انه في احد المقاطع يظهر فريد الاطرش وكانه يتحدث عن بيئه جبل العرب في سوريا، من حيث قدم حتي الكلام فيه تعبير عن البيئه المشرقيه. ميزه هذا اللون عشق مصر له. وقد تكون مصر اكثر بلد عربي يضم شعبيه كبيره لفريد الاطرش."

وكانت الانطلاقه مع تسجيل قديم ونادر لاغنيه "عيني بتضحك" التي قال عنها سحاب ان فريد الاطرش كان لحنها بدايه لرجاء عبده، واعاد الاطرش تسجيلها لاحقاً "بنسختها الاذاعيه المطوله لشده ما احب اللحن".

وروي بعدها سحاب بعض مقتطفات من سيره فريد الاطرش مسلطاً الضوء علي العام 1923 الذي كان "من الاعوام الغريبه في تاريخ الموسيقى المعاصره. ففي تلك السنه توفي سيد درويش ونزلت ام كلثوم من الريف لتستقر في القاهره. وهي السنه التي تبني فيها الشاعر احمد شوقي الفنان الناشئ محمد عبد الوهاب. وفي تلك السنه ايضاً لجات علياء المنذر الي القاهره مع اولادها الثلاثه: فؤاد وفريد واسمهان."

وولد فريد الاطرش في السويداء في جبل العرب في سوريا ونشا فيها، وانتقل لاحقاً الي لبنان. ويشير سحاب لـ"رويترز"، الي ان "صوت والدته (الاطرش) كان من الاصوات الجميله. وميزتها انها كانت قد حفظت كل التراث المشرقي العربي في الغناء. ومن حسن الحظ انها كانت حريصه علي ان يرث فريد واسمهان تلك الميزه."

واكد سحاب ان فريد واسمهان كانا لاحقا اشبه بالمندوبين للمشرق العربي في القاهره حيث المزاج المشرقي لم يكن رائجاً بعد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل