المحتوى الرئيسى

ولدوا داخل السجون ليتركوا خارجها بصمات «إنسانية» - ساسة بوست

05/08 18:19

منذ 12 دقيقه، 8 مايو,2015

ولدوا داخل سجون، لاباء وامهات معتقلين سياسيين في الغالب، ثم خرجوا رضعًا ومارسوا حياتهم، ظروف الميلاد رغم انها قاسيه الا انها اضفت عليهم “بصمه” الانسانيه التي جعلتهم يقدمون شيئا مميزًا للانسانيه او الوطن، ذاك الوطن الذي ظلم حكامه اهليهم وانفسهم.

«ساسه بوست» تستعرض في التقرير التالي اربع حكايا لاشخاص ولدوا داخل السجون وخرجوا ليتركوا شيئا في الحياه.

ولدت الايرانيه سحر دليجاني عام 1983 في سجن “ايوين ” بطهران، فامها وابيها كانا معتقلين انذاك لمعارضتهما لنظام حكم الشاه الذي اسقطته الثورة الاسلامية عام 1979وايضا لحكم الخميني الذي تلا هذه الثوره، فقد اصبحا كما العديد من الثوار الايرانيين في دائره الاضطهاد بعد نجاح الثوره، بل تمكن هذا النظام من اعدام عمها عام 1988.

خرجت الاسره من هذا السجن، ثم سارعت للهجره الي الولايات المتحده الامريكيه التي كبرت وتعلمت فيها دليجاني، وهي الان تعيش في ايطاليا مع زوجها، تعيش لتكتب عن الحريه المكبوته في ايران من واقع التجربه، فهي دائما تؤكد علي ان سجن “ايوين” يشكل جزءا اساسيا من تاريخ عائلتها، وتقول دليجاني: “كلمه ايوين في قاموس العائله تكاد تعني البيت او المدرسه، ويشكل هذا السجن لدي ذكري ساخره وحزينه في وقت واحد”.

دليجاني تعمل حاليا علي كتابه روايه جديده تقص فيها حكايه سجين سياسي يخرج من المعتقل ويبدا مسار بناء حياته من الصفر، وكانت روايتها “تحت ظل الشجره البنفسجيه” التي صدرت عام 2014 و استلهمتها من حياتها، وتروي وقائع الثورة الإيرانية واضطهاد نظام الثوره الاسلاميه للثوار، لاقت اقبالًا كبيرًا – رغم انها لم توزع في ايران – ففيها احداث ايرانيه هامه ساعدها علي تسجليها ابويها الذين عاشا تجربه متكامله، فقد ترجمت الروايه الي 28 لغه ونشرت في 70 بلدا.

تقول سحر ان “الشباب الايرانيين هم تماما بعكس ما يريد النظام ان يكونوا، فهم مثقفون وحيويون، ولا يمكن ان تبقي الامور معهم علي ما هي عليه”. وتضيف سحر: “الدعايه المركزه للقيم التي تفرضها الجمهوريه الاسلاميه في المدارس قد فشلت في اداء مهمتها”.

داخل اسوار السجن بسوريا، ولدت ماريا بهجت شعبو عام 1988 لناشطين سياسيين، وذلك عندما كانت والدتها تقضي فتره عقوبه لاربع سنوات علي خلفيه نشاطها السياسي، ولم يتمكن والدها من اخراجها الا عندما اصبح عمرها عاما ونصف، حيث تولي تربيتها لحين خروج والدتها، وفعلا خرجت امها لكن لم تنعم الاسره باجتماع طويل حيث سرعان ما اعتقل والدها واستمر اعتقاله 10 سنوات بتهمه الانتماء الي حزب العمل الشيوعي، الذي كان ناشطا ومعارضا للنظام في الثمانينات والتسعينات.

ثم بعد مرور 26 سنه – العام الماضي – عادت ماريا الي سجون النظام السوري بعد ان وجهت اليها ذات التهمه التي تسببت في اعتقال والديها وهي “المشاركه في نشاط سياسي”، ماريا التي اعتقلت علي ايدي عناصر من المخابرات السوريه عند الحدود لدي دخولها الي سوريه قادمه من لبنان المجاور، هي طبيبه، وكانت تزور والدتها لكن النظام السوري الذي اطلق سراحها فيما بعد قال انها كانت في مؤتمر للمعارضه السوريه.

ولد داخل زنزانه في سجن “معان” لاول سجينه سياسيه في الاردن زمن الحكم التركي عام 1910، انه القائد العام السابق للجيش الاردني حابس المجالي الذي تحفظ الاتراك علي والدته وخالته – اول سجينتين سياسيتين في الشرق الاوسط – كونهن من اهل الكرك الذين ثاروا ضد ظلم الحكم التركي (هبه الكرك).

خرج حابس مع والدته من السجن اواخر عام 1911 عندما اعلنت الحكومه العثمانيه عفوا عامًا عن اهالي الكرك والدروز والحورانيين بعد احتلال ايطاليا لطرابلس الغرب، فنشا حابس في بيت زعامه، وتخرج عندما كبر من مدرسه السلط الثانويه ثم التحق بالجيش العربي الاردني عام 1932، فبرز قائدًا عسكريًا كبيرًا و تدرج في المواقع العسكريه حتي وصل الي مراتب عليها منها قائد للجيش ووزير للدفاع.

وقيل ان حابس في معركه اللطرون قاد القوات الاردنيه في مواجهه شرسه ضد جيش الاحتلال وكانت من نتائج هذه المعركه ان اسر حابس المجالي 200 جندي يهودي كان من ضمنهم (ارئيل شارون) الذي كان قائدًا للقوات الاسرائيليه في تلك المعركه، ونُقل الي معسكر الاسري في مدينه المفرق الاردنيه.

واعتبر المجالي – الذي كتب الشعر ايضًا – المسؤول العسكري الوحيد الذي صدر له نظام خاص سمي «نظام المشير»، وهو نظام اتاح له التمتع بامتيازات خاصه وهو علي راس عمله قائدا عاما للقوات المسلحه الاردنيه بما فيها حرسه الخاص.

كانهايا ينقذ الكثير في «سجون الهند»

بعد اربعه اشهر من سجن امه ولد هو في غرفه ضيقه بهذا السجن، ثم خرج ليقضي معظم طفولته متنقلا بين العديد من بيوت الاحداث، لم تتاثر انسانيته بهذه الحياه البائسه، فقد اصبح همه الكبير ان يجمع ثمن الكفاله اللازمه لاخراج امه من السجن.

ومجرد ان بلغ كانهايا 18 عاما، وحصل علي تدريب للعمل في مصنع للملابس، بدا يدخر المال لمساعده امه في الخروج من السجن حتي استطاع مؤخرًا ان يوكل محاميا للدفاع عنها ومن ثم اطلاق سراحها، يقول كانهايا: “كنت دائما افكر فيها وابكي، لقد كانت في السجن بمفردها، ولم يكن احد يزورها، وقد ادار والدي لها ظهره”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل