المحتوى الرئيسى

4 محاور تحدد أوجه الشبه بين السيسي وبوتين

05/08 00:30

"الموقف السياسي وحيد لا يتكرر وان تشابه ظاهريًا".. المبدا الذي يدُرس بالعلاقات الدولية يلقي بظلاله علي اوجه التشابه بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره الروسي فيلاديمير بوتين يحرصان علي التصافح بود، ينتهجان اسلوبًا يكاد يتشابه في اطاره العام، تحت مبدا "المصالح" في التعامل مع الغير، ويظل لكل موقفًا معطياته المختلفه، ويجتمع في اتفاق كل منهما علي اعاده الشخصية الاعتبارية لدولته وهيبتها امام العالم اجمع من جديد، بعدما مرت كل منهم بفتره انتكاسه سادت خلالها توقعات الانحدار اكثر من الافاقه مره اخري واستكمال مسيره دولتين يحملان اصاله تاريخيه.

ترصد "الوطن" الاوجه التي جمعت السيسي وبوتين في اطار التشابه العام، وان كان الرئيس الروسي يحصد نتاج جهود مبذوله منذ توليه المنصب منذ 15 عامًا.

بوتين: عقب تخرجه من جامعه لينينجراد، عمل في لجنه امن الدوله "KGB" بالاتحاد السوفيتي سابقًا، وتم ارساله عام 1984 الي اكاديميه الرايه الحمراء التابعه لـKGB ومدرسه المخابرات الاجنبيه، بعدها تم تعيينه للعمل بجمهوريه المانيا السابقه في الفتره من 1985 - 1990، تولي بعدها منصب مساعد رئيس جامعه لينينجراد للشؤون الخارجيه، حتي اصبح مستشارًا لرئيس مجلس مدينه لينينجراد، كما كان النائب الاول لرئيس حكومة المدينه سانت بترسبرج عام 1994، ثم اصبح اول نائب لرئيس الاداره المسؤول عن السياسات الاقليميه، وصدر قرار بتعيينه مديرًا لجهاز الامن الفيدرالي، وسكرتيرًا لمجلس امن الدوله، حتي قام الرئيس الروسي بتعيينه رئيسًا للوزراء عام 1999، وعقب استقاله الرئيس الروسي يلتسين في ديسمبر 1999، اصبح بوتين رئيسًا لروسيا بالانابه، ليتم تنصيبه رئيسًا رسميًا للاتحاد الروسي يوم 8 مايو عام 2000.

السيسي: تخرج من الكليه الحربيه سنه 1977، وحصل علي ماجستير العلوم العسكريه من كليه القاده والاركان، وعمل كقائد في سلاح المشاه وبعدها كملحق دفاع بسفاره مصر بالسعوديه، وقائد لواء فرقه مشاه ميكانيكي، ثم تدرج في صفوف القوات المسلحه المصريه ليتعين كرئيس للاركان في المنطقه الشماليه العسكريه، وبعدها عين كقائد للمنطقه الشماليه، وبعد التدرج داخل المؤسسه العسكريه ويصل لمرتبه مدير المخابرات الحربيه في عهد مبارك، ثم رقاه مرسي لرتبه فريق اول، وبعدها امر بتعيينه وزيرًا للدفاع وقائد اعلي للقوات المسلحه المصريه خلفًا للمشير طنطاوي، الي ان ترك ذلك المنصب ليترشح في الانتخابات الرئاسيه، ويفوز ويتولي رئاسه مصر.

ـ ظروف وصول كل منهم للحكم:

بوتين: اختاره الرئيس بوريس يلتسن رئيسًا للحكومه، ثم فاجا يلتسن البلاد والعالم بالاستقاله في نهايه ديسمبر 1999 ليصبح بوتين رئيسًا بالوكاله الي ان تم انتخابه للرئاسه في 26 مارس 2000، وتولي منصبه رسميًا في 7 مايو 2000، اعيد انتخابه للرئاسه في 14 مارس 2004 لولايه ثانيه واخيره حسب نص الدستور، ثم تولي في 8 مايو 2008 منصب رئيس الوزراء، ليعود الي الرئاسه بعد فوزه بانتخابات مارس 2012 متناوبًا مع صديقه ديمتري ميدفيديف.

استلم بوتين حكم روسيا بعد 10 سنوات من الانهيار التام بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتشزرم 14 جزءًا منه الي جمهوريات مستقله، ووصل الانحدار الي درجه كانت قاربت فيها علي الافلاس، وفقدت العمله الوطنيه "الروبل" جانبًا كبيرًا من قيمتها، بعد ان اضطر البنك المركزي الروسي الي التوقف عن دعم الروبل، علي خلفيه انهيار اسعار النفط، وكان علي بوتين بناء دوله من جديد، فاعادها للوعي والحياه بعد 10 سنوات من حكم يلتسن الذي زاد البلاد رخوًا.

السيسي: تولي اداره البلاد بعد انتخابات رئاسيه اجريت في يونيو 2014، بعد عام من ثوره 30 يونيو التي خرجت ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعه الاخوان، بعد تولي اعضاء الجماعه مقاليد الحكم وزمام الامور وعاني الشعب من ارتفاع الاسعار وانقطاع الكهرباء المتواصل، وارهاب من خلال دحر انصار الرئيس المعزول لكل المسيرات المعارضه، والسياسه الخارجيه التي اضعفت موقف مصر في نظر دول العالم.

الاختلاف بين الاثنين يكمن في ان بوتين جاء بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بينما جاء السيسي بعد ثورتين، هدفا الاثنان الي بناء دوله جديده ولكن التحديات الاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه التي واجهت كل منهما تختلف عن الاخر، فالاول يواجه تحديات تتعلق بمواجهات حرب بارده مع الغرب، بينما الثاني يسعي الي تلاحم الشعب والقياده اولًا.

بوتين: كانت بلاده الاكثر حظًا اقتصاديًا رغم الازمه، لان روسيا اكبر دوله في العالم بها غاز ورابع دوله علي مستوي العالم في البترول، كما انها من اكبر الدول في انتاج القمح، كما انه ثاني اكبر قوه منتجه ومصدره للسلاح في العالم، كما ان بوتين خلال مدتين رئاسه له هيا المناخ العام للنهوض ببلاده اقتصاديًا، فبعد تدمير الاتحاد السوفيتي انتشرت اعلانات التبرعات في البلاد لصالح الاتحاد، وتمكن من النهوض بالاوضاع الراكده من خلال الركيزه التي اعتمد عليها، واستخدمت دول الاتحاد السوفيتي فكره "التخصص" بحيث تركز كل دوله علي مجال معين يخدم باقي دول الاتحاد كمجالات الطاقه النوويه والزراعه والتكنولوجيا والاقمار الصناعيه وغيرها، وبعد استقلال الدول عن روسيا افتقرت لتلك المقومات، الا ان البترول كان مخرج روسيا من هذا المازق.

ويسعي بوتين لمناقشه قضايا السلطات العامه لتجاوز الازمه الاقتصاديه، ويلتقي باعضاء مجلس المشرعين في الجمعية الاتحادية الروسية، لتجاوز الازمه الاقتصاديه، التي نوه شعبه خلال احد الحوارات ان الحكومة الروسية خصصت نحو 2.3 تريليون روبل لمكافحه الازمه منها 900 مليار روبل لدعم القطاع المصرفي.

السيسي: ادرك منذ لحظه توليه الرئاسه ان المشكله التي تعاني منها مصر، تكمن بالاساس في الاقتصاد وليس السياسه، فاتجه الي امرين، اولهما تكثيف الزيارات للخارج للدول الكبيره التي يمكن التعاون معها اقتصاديًا كروسيا والصين وايطاليا واليونان وقبرص الي جانب الدول العربيه كالسعوديه والامارات وغيرها، وثانيهما لقاءاته مع المستثمرين التي كثفها واثمرت بانجاح المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد بشرم الشيخ، لدعوه رؤساء الشركات وصناديق الاستثمار للمجيء للاستثمار في مصر، محاولًا التركيز وابراز فكره ان مصر لديها رؤيه وتسعي لتعديل القوانين وانشاء مجلس اعلي للاستثمار.

وركز السيسي بعد ثلاثه اشهر من رئاسته علي طرح المشروعات علي ارض الواقع، كمشروع قناه السويس الذي سيزود الايرادات من 5.2% لـ 13.5 مليار دولار، كما انه من طرح فكره 3400 كيلومتر طرق التي بدات بالفعل، ومشروع "4 مليون فدان"، الي جانب مشروعات البنيه التحتيه التي ركز عليها في المؤتمر الاقتصادي، وبعدها مشروعات النقل والاتصالات، بعدما كان الاستثمار بعيدًا عن احتياجات ومتطلبات مصر، مرسخًا فكر الاستثمار فيما تحتاجه البلد وليس ما يرغبه المستثمر.

بوتين: نجح في بلوره الشخصيه الروسيه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ومن خلال العلاقات الخارجيه استطاع ان يُشعر المواطن الروسي بالعزه والكرامه، وانتقل الزخم الدولي لشخصيه الاتحاد السوفيتي الي روسيا بفضله، فاهتم بكل صغيره وكبيره، وصنع العديد من العلاقات الي جانب النهوض بالدوله حتي جعل من دولته منافسًا للولايات المتحده الامريكيه، ادار الدوله بطريقه النظام الرئاسي ليكون رئيس الدولة هو المسؤول الاول عن اتخاذ القرار وصنعه احيانًا.

Comments

عاجل