جدل حول فكرة "الوظائف الخضراء" داخل الوسط العمالى

يشهد اتحاد عمال مصر حاله من الجدل والرفض عقب اعلان  “جبالي المراغي”، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ،موافقه رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب علي استصدار وثيقه “الوظائف الخضراء” التي تركز علي البيئه النظيفه في العمل.

كان رئيس الاتحاد العام ارسل الي"محلب" مطالباً  بتطبيق نظام الوثيقه الخضراء في مصر للمحافظه علي البيئه، التي اعتبرها "جبالي" في مذكرته لمحلب من  اهم معايير منظمه العمل الدوليه لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير وظائف تحترم معايير العمل الدوليه ليست فقط القانونيه بل كل ما يتعلق بالحفاظ علي صحه وسلامه العامل داخل المنشاه.

كان “المراغي” خاطب الدكتور خالد فهمي، وزير البيئه، وذلك للاعتماد علي الوزاره في دفع العمل للامام.

كما تم مخاطبه منظمه العمل الدوليه التي رحبت بالفكره، وسوف يُعقد اجتماع الاسبوع المقبل مع  مدير مكتب العمل الدولي بالقاهره لمناقشه الخطوات التنفيذيه، حيث يتطلع الاتحاد العام الي البدء من حيث انتهي الاخرون وليس من نقطه الصفر.

واعتبرها جبالي خطوه سوف يكون لها ابلغ الاثر في دفع عجله التنميه والاستقرار وتوفير وظائف عمل حقيقي.

في الوقت نفسه طالب مجدي البدوي نائب رئيس اتحاد العمال بان تقوم الحكومه بخطوات فعليه وتنفيذيه نحو توفير وظائف خضراء غير ضاره للبيئه، خصوصاً ان هناك مصانع اسمنت ضاره  للبيئه، كما نتمني الاهتمام بصناعات الكوك والاسمنت وتحويلها الي صناعات غير ضاره للبيئه من خلال الفلاتر  والاجهزه الحديثه، مشيرا الي ان الاتحاد تبني تلك الخطوه بناء علي  توجهات من منظمه العمل الدوليه وطالب الاتحاد يالا تقوم الحكومه بالترخيص لمصانع الا بعد التاكد من انها غير ملوثه للبيئه.. مشيراً الي ان  الصناعات الملوثه للبيئه ليست كثيره وان هناك افراناً مجهزه حاليا وهي محتاجه مصاريف اكثر ولن تسبب، كما يعتقد البعض، في تخفيض الاقبال علي المشروعات.

واكدت هدي كامل، ناشطه عماليه بحركه نحو قانون عادل، ان تلك الوظائف الخضراء سوف تكون صوريه، فغذا تم الزام صاحب العمل عليها فسيقوم بالتوقيع والموافقه، ولكنه لن ينفذ مع عدم وجود رقابه، وقالت: المهم هو توفير فرص عمل حقيقيه للشباب وليس مجرد ايهام الجميع بتوفير فرص عمل وهميه خضراء او صفراء، واعتقد ان الامر لو تم تنفيذه فسوف يكون صورياً فقط.

بينما اكد بعض النقابيين، رافضي الفكره، ان تلك الاشتراطات سوف تؤدي الي عدم الاقبال علي فتح مشروعات جديده، وربما تؤدي الي اغلاق منشات صناعيه ومزيد من البطاله وهي تحتاج الي حكمه في تنفيذها.

يذكر ان الوثيقه الخضراء، او الوظيفه الخضراء، او العمل الاخضر، هي خطوه اتخذها العالم حالياً ويتحرك نحو تطوير التقنيات والافراد للعمل بالوظائف والمهن الخضراء، التي تركز عموماً حول سمات المسئوليه الاجتماعيه وحماية البيئة و الاستمرار والتقنيات البديله وكفاءه استخدام الطاقه و الوعي البيئي.

اكد مصطفي رستم، مسئول العلاقات الخارجيه باتحاد العمال، وابرز المتحمسين للفكره ان المهنه الخضراء هو تحويل العمل والشغل الحالي ليكون اكثر خضره، مشيراً الي ان المهندسين ومشغلي مولدات الطاقه التقليديه من حراريه او غازيه يمكنهم ان يصبحوا اكثر خضاراً عند تعاملهم بالطاقه البديله فيعتمدون في عملهم علي توفير وتوليد الطاقه من الالواح الشمسيه وتوربينات ومراوح الرياح، علي ان تشمل التخصصات:

ـ المتخصصين بعمل وتركيب السقوف يمكن ان يبتعدوا عن تفاصيل مهنتهم المتوارثه ويصبحوا خبراء في تركيب اللوحات الشمسيه.

ـ المسوقين  ومندوبي المبيعات والمروجين للبضائع يمكن ان يتحولوا نحو الترويج للاطعمه الطبيعيه والعضويه والمنتجات و منتجات البناء الصديقه للبيئه وكذلك الالبسه التي هي من العائله الخضراء.

ـ الكهربائيين والسباكين يمكن ان يجعلوا من مهنهم لتكون اكثر خضاراً، وذلك بالتدوير الصحيح للمواد المنبوذه وبتجديد القديم من المعدات والانظمه المستهلكه باخري تعمل علي الطاقه الشمسيه  Passive Solar  او الحراره الارضيه Geothermal Systems وتركيب الاضاءه الاقتصاديه وتراكيب المياه ذات الصرف المقنن Lighting and Low-water Appliances.

ـ الاختصاصيين من المحامين و المحاسبين والموظفين ذوي الياقات البيضاء، واخرين كثيرين يمكنهم الانتقال للعمل في او مع شركات تعني او يركز فيها علي الاستمرار Sustainability  وقضايا البيئيه.

ـ المصممين والمعماريين والنجارين، يمكن ان يحولوا اهتمامهم نحو الابنيه الخضراء Green Building .

ـ ملاك الاراضي والفلاحين و البستانيين، يمكنهم ان يكونوا اكثر خضارا بتوفيرهم للمواطن الزراعه المستمره وفي اعتمادهم الزراعه و المزارع العضويه وبالترويج للنباتات الطبيعيه التي يعتمد فيها علي الاسمده الطبيعيه، بدلا من الاسمده الكيماويه واستخدامهم لطرق السقي المقنن والبزل الصحيح والتشجيع علي الزراعه الخضراء والمكثفه علي اسطح الابنيه.

ـ اصحاب المطاعم والطباخين وربات البيوت، باعتمادهم علي كل ما هو طبيعي وعضوي وصديق  للبيئه فيما يقدمونه من اطعمه ومشروبات.

واشار "رستم" الي ان هناك ورش عمل عالمياً لاطلاق مبادره "الوظائف الخضراء"، ففي الدول العربية دراسه الوظائف الخضراء، ففي بيروت،  في يوليو ٢٠١١ وضعت مسودّه ضمت درء مخاطر تغير المناخ وتدهور الموارد وزياده وعي الحكومه ومنظمات اصحاب الاعمال والنقابات العماليه والمجموعات البيئيه ومنظمات المجتمع المدني، ويستند الي التنظيف لاحقاً، وزياده الوعي، في اطار منظمه العمل الدوليه