المحتوى الرئيسى

في الصومال.. المغتصب بريء والضحية متهمة بـ 'ممارسة الدعارة'

05/07 05:41

تنتشر اعمال العنف الجنسي علي نطاق واسع في الصومال البلد المحافظ جدا الواقع في منطقه القرن الإفريقي ونادرا ما يتعرض مرتكبوها لملاحقات كما ان الضحايا غالبا ما يجدون انفسهم في قفص الاتهام، كما هي الحال مع الشابه التي استعارت اسم فاطمه.

فقد تعرضت فاطمه البالغه 14 عاما للاغتصاب من قبل سائق "توك توك" الا ان الرجل لم يتعرض لاي ملاحقات، اما هي فقد اتهمت بممارسه الدعاره واوقفت وسجنت لمده شهر.. اغتصبها خلاله شرطي.

وصرحت فارتون ادان التي تدير مركزا للسلام وحقوق الانسان في مقديشو تلجا اليه النساء اللواتي تعرضن لاي شكل من اشكال العنف الجنسي "نناضل لتغيير العاده السائده بالقاء اللوم علي الضحيه".

واضافت "ينبغي علي مرتكبي جرائم الاغتصاب تحمل عواقب افعالهم".

وتمكث المراهقه فاطمه مع قريبه لها في احد مخيمات اللاجئين المنتشره في العاصمه الصوماليه.

وعندما لا تكون في مدرسه لتحفيظ القران، تحضر السكاكر مع قريبتها لبيعها. وهي كانت في طريقها الي احدي نقاط البيع عندما اخذها سائق التوك توك الي منطقه معزوله واغتصبها.

وقد تنبه عناصر الشرطه الي الضجه واوقفوا المراهقه والسائق الذي سرعان ما اطلق سراحه، في حين اتهمت فاطمه بممارسه الدعاره. وقالت فاطمه "اوقفتني الشرطه وقالت لي ان الذنب ذنبي".

وسعت قريبتها لاطلاق سراحها، لكن فاطمه كانت بالكاد تتكلم معها، مكتفيه بالطلب منها ان تعتبرها ميته. فقد كانت فاطمه تتعرض بشكل متكرر للاغتصاب من قبل احد الشرطيين خلال توقيفها.

وحاولت قريبتها ابلاغ الشرطه لكن عناصرها "قالوا لي انه لا يجدر بي ان اتكلم بهذه الطريقه وانه ينبغي ان اغادر" علي حد تعبيرها.

ولا تزال فاطمه بعد اطلاق سراحها بمساعده من ناشطين تواجه خطر ان تلاحق بتهمه ممارسه الدعاره.

وصرحت قريبتها "لم تعد كما كانت، وهي كانت في السابق جد نشطه وفرحه".

منظمات حقوقيه تندد بالعنف الجنسي في الصومال

وبحسب منظمه الامم المتحده للطفوله (يونيسيف)، تتعرض الشابات والفتيات في مخيمات النازحين لاعمال عنف "بشكل منهجي"، من قبل قوي الامن في احيان كثيره.

وكانت منظمه "هيومن رايتس ووتش" قد نددت العام الماضي بحالات اغتصاب واستغلال جنسي يرتكبها جنود بعثه الاتحاد الافريقي في الصومال المنتشره في البلاد منذ العام 2007. 

واقرت لجنه تحقيق تابعه للاتحاد الافريقي بانها رصدت "حالات استغلال جنسي واغتصاب"، لكنها لفتت الي ان هذه الظاهره "لا تبدو منتشره". واشار محققوها من جهتهم الي انه كان في وسعهم كشف النقاب عن حالات اخري، لولا تردد بعض الاشخاص في مساعدتهم خلال تحقيقاتهم.

وقالت فارتون عدن "الي اين تذهبون اذا كان الخوف ينتابكم اذا قصدتم الشرطه؟، موضحه ان هذا هو السبب الذي دفعها الي تاسيس المركز الذي تديره مع ابنتها الواد علمان.

ويضم هذا المركز 15 سريرا وهو يستقبل ضحايا الاغتصاب واعمال العنف الجنسي علي انواعها، لا سيما منها ختان الاناث الذي يطال تقريبا كل الصوماليات، فضلا عن الزيجات القسريه والمبكره السائده في البلاد.

لجات مريان (اسم مستعار) البالغه من العمر 18 عاما الي هذا المركز بعدما اجبرت قبل سنه علي الزواج من رجل يكبرها سنا بقرار من والدها. وكان زوجها يضربها وهي كانت تهرب الي بيت والدها الذي كان يعيدها اليه. ومن شده ياسها، قررت اضرام النار في جسدها. وهب الجيران الي نجدتها كما ان تلك الحادثه تركت ندوبا عميقه في صدرها وذراعها.

ورغم كثره اعمال العنف الجنسي في الصومال والعار والنبذ اللذين يلاحقان الضحايا، تؤكد فارتون ادان انها تسجل تطورا. وقالت "لا تتراجع حالات الاغتصاب، لا احد يريد الحديث عن الامر. لا الحكومه ولا العائلات ولا العشائر  لكن النساء بدان يطرحن الموضوع".

واضافت "عندما بدانا بالحديث عن حالات الاغتصاب في العام 2010 كان الجميع يلزم الصمت. اما الان فثمه اعتراف بوجود مشكله لذا دخلنا في مرحله جديده. وينبغي الان ان نعرف كيف نعالجها".

ويحظر الدستور الصومالي المؤقت العائد الي العام 2012 والذي صيغ بتاثير من المجتمع الدولي الذي يدعم سلطات مقديشو الهشه، "اي نوع من انواع العنف ضد المرأة" ويحظر "ختان الاناث".

لكن لم يتم اقرار اي من القوانين ذات الصله في بلد غارق في الفوضي منذ 20 عاما حيث تواجه الحكومه صعوبه في بسط سلطتها خارج حدود العاصمه التي تتعرض لهجمات متواصله تشنها حركه الشباب الاسلاميه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل