المحتوى الرئيسى

خطر الوجود الإسرائيلي في الصين علي الأمن القومي العربي

05/06 21:46

خلال تواجدي للدراسه في "بكين" منذ عده سنوات لم اكن اتصور في البدايه ان هناك "يهود صينيين" الي الي ان اكتشفت وجود الالاف الذي يتضاعفون كل يوم بالزواج المختلط بين يهودي وغير يهوديه، بل وبالدعوه لليهوديه من قبل منظمات صهيونيه عالميه علي الرغم من ان اليهوديه ليست ديانه تبشيريه كالمسيحيه، كانت كل هذه مؤشرات كافيه لدراسه وتحليل هذه الظاهره.

تواجد اليهود بالفعل في الصين منذ اكثر من 1000 عام كبعثات ومحطات تجاريه وتجار وخلافه. وبعد تطبيق الصين سياسه الانفتاح وخاصه بعد عام 1980 واصل اليهود تدفقهم نحو الصين، خاصه بعد افتتاح السفاره الاسرائيليه في بكين سنه 1992. الا انه من الجدير بالذكر ان الصينيين لا يفرقون بين "اليهود" و"الاسرائيليين"  وهذا ما وجدته الكاتبه خلال لقاءات جمعتها مع بعض الصينيين، الذين تتلخص وجهه نظرهم حول اليهود في ان اليهود يديرون ويحركون واشنطن، وانهم يتحكمون في الاعلام الدولي، ويمتلكون اموال العالم.

ويتركز معظم اليهود الصينيين في منطقه "كايفنج" في الصين حيث توجد هناك عشرات المعابد اليهوديه والانشطه الدينيه اليهوديه وحفلات الزواج الديني.

وبينما توجد 56 قوميه معترف بها من قبل الحكومه الصينيه، فان "اليهوديه" عندهم تعد كاثنيه وليس كقوميه وبالتالي لا يحق لهم الاعتراف بها، علي الرغم من كل الجهود الاسرائيليه وتشكيل لجان مختلفه لاقناع الحكومه الصينيه بالاعتراف باليهوديه كاقليه "عرقيه"، والكاتبه تزعم بان عمليات "تهويد" الصينيين – والتي سنشير لها بعد قليل - هي "ممنهجه" اي مدروسه ومخطط لها جيداً للتدليل بوجود اقليات "عرقيه" يهوديه في الصين ولاثبات حقوق تاريخيه لهم تفيد "اسرائيل" في صراعنا معها في المستقبل من خلال توجهنا جميعاً الي الصين.

وقد حدثت محاولات اسرائيليه مستميته لتشكيل لجان للتشاور مع الحكومه الصينيه للاعتراف بهؤلاء الصينيين "المتهودين" كاقليه حقيقيه في البلاد خاصه مع رفض الجانب الصيني التام لمثل هذه المحاولات لتاثيره علي امنه القومي حيث تسعي اسرائيل لضمان الاعتراف بهم ولاثبات حقوق تاريخيه لهم، وتستند اسرائيل في ذلك الي انه في عام 1952 دعت الحكومه الصينيه "رسمياً" ممثل عن الطائفه اليهوديه في اقليم "كايفنج" الصيني للمشاركه في الاحتفال بـ "اليوم القومي للاقليات"، الا انه في عام 1953 اصدرت اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي الحاكم قانوناً اساسياً ينص علي وجود 56 اقليه في البلاد، دون تضمين الاقليه اليهوديه من بينهم.

وبالطبع فان هذه المحاولات الاسرائيليه للاعتراف بمثل هذه الاقليه اليهوديه في الصين لها ابعاد مستقبليه تؤثر علي امننا القومي العربي.

اكتشفت الكاتبه – خلال دراستها في الصين- منذ عده سنوات الانشطه الاسرائيليه لتهويد الصينيين، بل وزياده عدد المواطنين الاسرائيليين اليهود المتزوجين من صينيات. الغريب في الامر انهم يتزوجون الصينيات فقط من اجل تهويدهن وانجاب اطفال صينيين-اسرائيليين مختلطين يتحدثوا العبريه والصينيه، بل وان معظم اليهود قبل الزواج من صينيه يتاكد تماماً من تحولها لليهوديه بتعاليمها باحتفالاتها بمناسباتها الدينيه حتي يتزوج منها، وكان الزواج منها فقط متوقف علي مساله "التهويد" والاقتناع باليهوديه كدين حتي قبل مساله الزواج.

ولقد انتشرت حفلات الزواج الديني لزواج مواطن صيني يهودي من مواطنه يهوديه صينيه، ينتمون في كثير من الاحيان لاغلبيه "الهان" الصينيه. وهذا هو الامر الجديد الذي توقفت عنده الكاتبه، نظراً لانجابهم اطفال يهود منذ الصغر، ويرتبطون بعلاقات صداقه مع اسرائيل، ويزورونها باستمرار ويضعون اعلام اسرائيل داخل بيوتهم، مما يجعلنا نتوقف كثيراً امام تنامي هذه الظاهره واثرها علي امننا القومي العربي. مع ملاحظه حرص اسرائيل علي خطب ود الجانب الصيني من خلال بناء او المشاركه في اعمال ترميم المعابد اليهوديه علي ان تاخذ الطابع التقليدي الصيني في البناء والزخرفه.

وقد قابلت الكاتبه عددا من الصينيين الذين تهودوا مثل: الشاب الصيني من منطقه "تيانجين" الصينيه اسمه العبري "ارون وود" “Aaron Wood” ويعمل مهندس تصميم سيارات والذي انتقل فعلاً للعيش في اسرائيل كي يكون اقرب للطقوس الدينيه، ومواطن صيني اخر اسمه "ساسون جولدفان" "Sasson Goldfan" الذي تحول لليهوديه في سن صغيره، وذهب للمدرسه العبريه وزار المعابد اليهوديه في الصين.

اما اهم شخصيه صينيه يهوديه يمكن ان تقابلها في الصين وتحديداً في اقليم "كايفنج" الصيني هو "جانغ شين وانغ" "Zhang Xing Wang" وهو "المتحدث الرسمي باسم الاقليه اليهوديه في كايفنج بل في الصين" واسمه العبري هو "موشي"، والذي تحدث عن وجود 17 عائله يهوديه صينيه في "كايفنج" واسم هذه العائلات هي: "Shi, Gao, Ai, Li, Zhang, Zhao and Jin" "شي، جاو، اي، لي، جانغ، جاو، وجين". واكد "جانغ شين وانغ" بانها كلها اسماء عبريه موجوده في التوراه بالفعل، باستثناء اسم "جاو" الذي اعطي كمنحه من الامبراطور، اما باقي الاسماء فان اسم "لي" الصيني يعني "ليفي"، و "شي" يعني الحجر بالعبري، و "جين" يعني الذهب بالعبري. كما ان هناك حوالي 618 حفيد ليهود الكايفنج بعضهم غادر بالفعل الي اسرائيل.

تغلب علي انشطه الكيانات الصهيونيه العامله في الصين الدفاع عن حقوق اليهود في الصين وانشطه اكاديميه لنشر تدريس اللغه العبريه ولافتتاح اقسام عبريه داخل الجامعات الصينيه.

وتعد منظمه "شافي اسرائيل" "Shavei Israel" من اخطر المنظمات العامله هناك. وهي المنظمه المعنيه باكتشاف المواطنين اليهود حول العالم ودعوتهم لزياره وطنهم الام في "اسرائيل"، وقد قامت بدعوه عشرات اليهود الصينيين لزياره اسرائيل واستقبالهم بترحاب وحراره كبيره في مطار "بن جوريون" الاسرائيلي. ولرئيس المنظمه فيديو شهير وهو يدعو الصينيين اليهود لزياره اسرائيل بل ويستقبلهم في مطار بن جوريون بنفسه، وهو يحكي كيف اكتشف انهم مواطنون صينيون يهود يشتاقون للعوده لوطنهم الام "اسرائيل"، وهو ساعدهم علي ذلك من خلال منظمته "شافي اسرائيل". وفي عام 2009 دعت هذه المنظمه 9 مواطنين صينين يهود لزياره اسرائيل.

ومن الجمعيات المهمه ايضا جمعيه "المواطنين الصينيين الذين عاشوا سابقاً في اسرائيل" "Association of Former Residents of China in Israel"، وهذه الجمعيه لها دور خطير في تتبع كل المواطنين الصينيين الذين تواجدوا يوماً علي ارض "اسرائيل" كي يظلوا مرتبطين دوماً بدولة إسرائيل، وتقدم سنوياً هذه الجميعه حوالي 110 منحه دراسيه للطلبه الصينيين الراغبين في الدراسه في اسرائيل وتتلقي الدعم من شخصيات يهوديه نافذه ومعروفه حول العالم. مما يطرح علامه استفهام كبيره حول انشطه هذه الجمعيه.

هناك ايضا جمعيه " جمعيه التدفق الداخلي الاسرائيلي- الصيني" "Israel-China Interflow Association"، وهي في الاصل جمعيه "اسرائيليه" تعمل في الصين لدعم قطاع الاعمال الاسرائيلي هناك، ولتشجيع المستثمرين الصينيين للاستثمار في الصين، وبالطبع لكل هذه الانشطه تاثير علي امننا القومي خاصه ونحن نطرح سؤال: مع من نتعامل، هل نتعامل مع شركه صينيه ام اسرائيليه؟

كما بالاضافه لذلك كله فان هناك عشرات المراكز البحثيه الاسرائيليه واليهوديه داخل الجامعات الصينيه.

يمكن ان نجمل مجالات التعاون بين اليهود او المتهودين الصينيين واسرائيل كالاتي: ممارسه انشطه تجاريه مع اسرائيل، نشر الثقافه الاسرائيليه والتعليم الديني اليهودي بين الصينيين والدفاع بالطبع عن الانشطه والسياسات الاسرائيليه، بل والادهي الدفاع عن فكره "الصهيونيه" والمشاعر القوميه تجاه اسرائيل.

بل ويعرض هؤلاء الصينيين اليهود امثله عن تعاطف القاده الصينيين السابقين مع اليهود مثل "ماوتسي تونج" و "شو ان لاي" خاصه خلال فتره الاربعينيات بعد الحرب العالميه الثانيه وحرائق الهولوكوست التي تعرض لها اليهود علي يد هتلر النازي، حيث يستغل اليهود هذه النقطه تماماً لكسب تعاطف قطاعات عريضه من الصينيين معهم وعمل ندوات تعريفيه وتثقيفيه حول هذا الامر خاصه  الجامعات الصينيه.

ان قضيه كيفيه تناول الاعلام الصيني لليهود وللشخصيه اليهوديه، بها مفارقه لطيفه وهي ان الملياردير الصيني المعروف "شين جوان بياو" "Chen Guangbiao"  والذي تتركز تجارته الدوليه الشاسعه اساساً في مجال الميديا والاعلام، بل انه عرض "رسمياً" شراء صحيفه النيويورك تايمز الامريكيه وعرض لاحقاً شراء صحيفه وول ستريت جورنال، فلقد اعرب هذا الملياردير الصيني خلال لقاء معه عن اعجابه وفخره بالعمل مع اليهود! وتبحث معظم التقارير الاعلاميه الصينيه عن العلاقات الجيده مع اسرائيل خاصه في مجال تعلم ونقل التكنولوجيا الاسرائيليه اليهم. كذلك تناول الاعلام الصيني الترحيب بالسفير الاسرائيلي لدي "بكين"  "عاموس ناداي" "Amos Nadai" وقام بعمل تغطيات واسعه لمنحه "المواطنه الفخريه" في شهر يونيو لعام 2011 في مدينه "شيندو" "Chengdu" الصينيه عاصمه مقاطعه "سيشوان" "Sichuan" في الصين.

في الوقت الذي لم تسمع فيه الكاتبه شخصياً عن منح مثل هذه المواطنه الفخريه لاي سفير عربي في الصين.

اما عن العلاقات الثقافيه بين الصين واسرائيل فقد تم عمل اول قاموس اليكتروني صيني-عبري حديث لتسهيل دراسه العبريه بالنسبه للمبتدئين الصينيين، فضلاً عن انتاج او طبعه ورقيه من القاموس الورقي الصيني-العبري من 1000 صفحه في عام 2007 في دار نشر كبيره في "شنغهاي" تعرف باسم "دار صحافه تعليم اللغات الاجنبيه في شنغهاي" "Shanghai Foreign Language Education Press".

وتم افتتاح اول "معهد كونفوشيوس" صيني لتعليم الصينيه في جامعه تل ابيب الاسرائيليه في عام 2007، ووفقاً للسفير الصيني في اسرائيل "جاو جون" "Zhao Jun" في مقابله معه في مايو 2007، فانه يسجل سنوياً في المعهد نسبه لا تقل عن 200 طالب اسرائيلي يتعلمون الصينيه.

وتحاول اسرائيل مواجهه اهم التحديات والعقبات التي تواجه الدراسات الاسرائيليه واليهوديه في الصين، وذلك من خلال دعم الدارسين الصينيين للشئون اليهوديه والاسرائيليه، تسهيل سفر الباحثين الصينيين لاسرائيل، عمل اسرائيل مسابقه بحثيه دوريه في اقليم "كايفنج" الصيني لافضل مقال عن "التاريخ والثقافة اليهودية"، الامر الذي نجم عنه في ربيع عام 2004 ان تحمس احد المعاهد الصينيه لعمل معرض كبير يتضمن عرض الثقافه اليهوديه، كذلك يحاول الجانب الاسرائيلي التواصل مع الاعلام الصيني والدولي لابراز مثل هذه الانشطه الاسرائيليه في الصين، بل وبادر عدد من الطلبه الصينيين في بكين وشنغهاي باقتراح ان ينظم اليهود "بادره خيريه" مضمونها يتمثل في التعريف بمعاناه الشعب اليهودي، وهو ما يمثل تحولاً خطيراً في الفكر الشبابي الصيني نحو اليهود واسرائيل.

وفي اطار هذه العلاقه يبرز دور قناه "السي سي تي في" الصينيه "CCTV" لدعم التعاون الاكاديمي والعملي بين الصين واسرائيل، من خلال عرض عدد كبير من الوثائق حول التاريخ اليهودي، والتطور الاسرائيلي في نواحي اخري كثيره كالتكنولوجيا، ومجالات الطاقه الشمسيه والزراعيه والاسلحه وغيرها، الامر الذي ادي لتعريف الفلاحين والمزارعين بالاسرائيليين وحثهم علي التعاون معهم، مع العلم انه يوجد في الصين حوالي 800 مليون مزارع وفلاح صيني، الامر الذي سيكون له ابعاد وظلال مستقبليه ايجابيه حول العلاقات الصينيه-الاسرائيليه علي حساب البعد العربي.

اما تاثير كل ما سبق علي الامن القومي العربي، ففي البدايه تجب الاشاره الي تقرير امريكي خطير تم تسريبه بشان نجاح "المخابرات الصينيه" في تجنيد 3 رجال اعمال يهود للعمل لصالحها في افريقيا وللتجسس علي الانشطه الامريكيه هناك، ورجال الاعمال هم: "Helder Battaglia" "هيلدر باتا جليا" والمعروف بعلاقاته الوطيده مع الرئيس الانجولي "جوز ادواردو دوس سانتوس"  "Jose Eduardo Dos Santos" و Pierre Falcone"  "بيير فالكون"، وهو رجل اعمال فرنسي يهودي يستثمر في "انجولا" الافريقيه باستثمارات تتعدي الـ 800 مليون دولار.

و "Lev Leviev" "ليف ليفين" الذي يمتلك اكبر شركه لتجاره الالماس في انجولا. والكاتبه تحلل ذلك بان الصين تدرك اهميه قطاع الاعمال اليهودي في افريقيا وتسعي بالفعل للاستفاده منه والتعاون معه حتي ولو كان علي حساب اطراف وكيانات اخري.

كذلك يمكن الاشاره الي امكانيه ان يؤثر تنامي ظاهره الباحثين الصينيين المعنيين بالشان اليهودي والاسرائيلي علي الامن القومي العربي من خلال بناء "قاعده عريضه" من هؤلاء الباحثين لخدمه القضايا الاسرائيليه في الصين في المستقبل علي حساب العرب.

هذا بالاضافه الي انه يوجد في الصين حوالي عشرون الف عامل صيني يعملون بالاساس في قطاع البناء قد يؤثر علي الامن القومي العربي. حيث انه قد "تهود" بالفعل عدداً منهم واضحوا اكثر قرباً من اسرائيل.

ومن ناحيه اخري يمكن تحليل الماده الموجوده في القانون الاسرائيلي المعروفه باسم "حق العوده" اي حق العوده لكل مواطن يهودي حول العالم الي وطنه الام "اسرائيل" وطرح تساؤل حول هل تنطبق مواصفاته علي هؤلاء المواطنين الصينيين المتهودين؟ مع العلم، انه بالفعل هاجر عدداً من الصينيين اليهود الي اسرائيل، والتي اتبعت سياسات اخري لادماجهم في المجتمع الاسرائيلي مثل: تعليمهم العبريه وتخصيص حاخامات لهم لارشادهم الروحي لاداء الصلوات والعبادات والمناسك اليهوديه "لامتصاصهم" داخل المجتمع الاسرائيلي، وفقاً لتعبير مسئولين اسرائيليين.

وهنا تخلص الكاتبه الي ان ذلك اقرب الي عمليات "غسيل مخ" لهم لجعلهم مواطنين اسرائيليين بالدرجه الاولي. حيث قابلت الكاتبه بعضاً منهم بالفعل في الصين فلا تكاد تشعر انك امام مواطن صيني بل "اسرائيلي" تماماً.

كذلك اكتشفت الكاتبه وجود عدد من المواطنين الصينيين اليهود ذوي ملامح "الهان"، وهي الاغلبيه الصينيه، يخدمون داخل جيش الدفاع الإسرائيلي. ومعظمهم من يهود الـ "كايفنج" في الصين ذات التركز اليهودي هناك. واخر دفعه وصلت للعمل مع الجيش الإسرائيلي هم ثلاث شباب يهود صينيين اسمائهم هي: "Moshe Li, Gideon and Yonatan Fan Xue"  "موشي لي، جي ديون، يوناتان فان شيو". وعرض موقع تابع للجيش الاسرائيلي بالفعل صور لهم ولقاءات معهم.

والكاتبه نظرت لهذه الظاهره بقلق شديد لتاثيرها علي العلاقات الصينيه-العربيه في المستقبل خاصه ونحن سنصبح مرتبكين ولم نعد نعي مع من نحارب؟ وضد من؟ هل نحارب مواطنين يهود اسرائيليين ام صينيين؟ انها جد ظاهره خطيره بكل المقاييس.

كما ان هناك تيار كبير متنامي من "اليهود المعتدلين" الان يحاول التقارب مع قطاع عريض من الصينيين بدعوتهم للتفرقه بين "اليهود كاشخاص" و "دوله اسرائيل"، خاصه مع تبني عدد كبير من الصينيين لوجهات النظر العربيه والفلسطينيه تجاه قضايانا ومهاجمتهم دوماً لسياسات الاستيطان الاسرائيليه وحربهم ضد غزه. وهو امر يجب ان نستغله نحن العرب لصالحنا للتعريف بقضايانا العادله لدي الجانب الصيني من خلال هذه النشاطات الاكاديميه والندوات التعريفيه علي غرار انشطه المنظمات اليهوديه المتواجده دوماً والكثيفه العمل في الصين.

وفي النهايه يمكن القول بان الاهداف الاسرائيليه واليهوديه تجاه الصين تتمثل بالاساس في تشكيل وفود ثابته من "المنظمات اليهوديه" للسفر دوماً الي الصين للحديث والتقارب مع هؤلاء المواطنين الصينيين اليهود -اي "المتهودين" - داخل المجتمع الصيني، والاحتفاظ بعلاقات وثيقه معهم، بل وعمل ندوات دوريه مع صناع القرار الصيني للتشاور حول الرؤي المشتركه للجانبين، وندوات دوريه للمستثمرين الصينيين لتعريفهم بالمناخ الاستثماري الخصب في اسرائيل، فضلاً عن تكثيف الدورات التدريبيه للاساتذه والباحثين والدارسين الصينيين المتخصصين في الشئون العبريه والاسرائيليه، وتخصيص زيارات لهم لقضاء فصل دراسي كامل في اسرائيل، مع زياده المنشورات والكتيبات والترجمات العبريه الي الصينيه، وعمل مسابقات بحثيه بين طلبه الجامعات الصينيه حول افضل من يكتب عن التاريخ والثقافه اليهوديه، وعمل موقع علي النت مخصص اساساً للصينيين لتعريفهم باليهوديه واسرائيل، وتوفير سيديهات وفيديوهات لهم لهذا الغرض، مع دعوه الصينيين للاحتفال سنوياً بـ "يوم الفيلم اليهودي" في الصين، وجمع ملايين التبرعات من اليهود حول العالم لدعم الانشطه العبريه في الصين.

 ومن هنا تخلص الكاتبه من خلال العرض السابق الي ان الصين دوله عظمي، وما لم نستغل الفرصه جيداً للتواجد علي غرار "المنظمات اليهوديه" المتواجده في الصين فان الفرصه بذلك ستضيع علينا في صنع جيل كامل من الباحثين الصينيين المهتمين باللغه والقضايا العربيه، مثلما يفعل الاسرائيليين من تقديم كافه التسهيلات لهؤلاء الباحثين الصينيين، كما تطالب الكاتبه بزياده الاستثمارات المصريه والعربيه في الصين، والتي تعد حقاً هزيله مقارنه مع الجانب الاسرائيلي الذي يتبني مشروعات عملاقه داخل الصين نفسها، بعكس العقليه العربيه التي تريد للعالم باسره، ومنها الصين، بان ياتي الينا بدلاً من بذل اي مجهود للذهاب اليهم للاستثمار في عقر دارهم.

انها بالفعل "لعبه مستقبليه" تستلزم اعداد جيل كامل من الباحثين المصريين والعرب علي درايه بالجوانب المشتركه الصينيه والاسرائيليه وتحليل ابعاد هذه الظاهره المتناميه من "تهويد" الصينيين وتاثيرها علي عالمنا العربي في المستقبل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل