المحتوى الرئيسى

هافنجتون بوست: ثورة الفيسبوك المصرية مستمرة ..بأشكال أخرى

05/06 11:47

 هافينجتون بوست: لازال المصريون يستخدمون فيسبوك لاهداف غير عاديه

هافينجتون بوست – جوانا بريدنباخ – ترجمه: محمد الصباغ

خلال الربيع العربي، كانت الثورة المصرية توصف عاده بثوره الفيسبوك حيث نظم المجتمع المدني المصري نفسه علي صفحات مثل ”كلنا خالد سعيد“، ونسق مظاهراته في ميدان التحرير.

الان مازالت اهميه الفيسبوك قائمه في عالم الاتصالات اليوميه حتي بعد مرور اربعه اعوام علي سقوط مبارك، وفي ظل اضطرابات سياسيه وإعادة إنتاج النخبه القديمه تحت قياده السيسي. وبدلاً من مشاركه صور لقطط يستخدم المصريون موقع التواصل الاجتماعي لخلق نماذج مجتمعيه جديده، وفي جلب التمويل واطلاق الحملات التصاعديه.

3000 صديق بدلاً من 300

يبلغ عدد اصدقاء الفيسبوك علي حسابات اصدقائي في المانيا 300 تقريباً. اما في مصر، فان معظم الناس يمتلكون ما بين 2000  الي 5000. ينتشر الفيسبوك في كل انحاء مصر كوسيله للتواصل، وبدلاً من البريد الالكتروني، تم تقديمي الي من اجري مقابلات معهم عبر رسائل الفيسبوك، و باستمرار اتصل بالناس من خلاله.

وهناك فرق اخر، ففي حين اصبح الكثير من الالمان محبطين بسبب تفاهه وسائل الاتصالات، مع كل تلك الصورللطعام ولوحات الاعلانات، بينما يستخدم المصريون الفيسبوك لتحسين حياتهم.

حتي المؤسسات المصريه المحافظه مثل “مصر الخير”، يمكن مقارنتها بـ (Save the Children)، تمتلك 1.7 مليون معجب علي الفيسبوك في حين ان الصفحه الامريكيه من (Save the Children) بها 1.2 مليون معجب مع الوضع في الاعتبار ان عدد سكان امريكا اربعه اضعاف. وعلي سبيل المثال كانت صفحه علي الفيسبوك اول ما قامت به منظمه (Action for Hope) المصريه عندما نظمت ورش عمل في سوريا.

مع وجود 16 مليون مستخدم للفيسبوك في مصر، تحتل مصر بذلك المركز الاول في كل القاره الافريقيه والعالم العربي. ولهذا السبب تستغل الكثير من الشركات هذه القوه الاتصاليه بطرق عمليه وذكيه. ويوضح موقع (الوفيات)  الجديد كيف تغير تعأمل المصريين مع الموت.

يوضح يوسف السماع: ”عندما يموت شخص ما، ينتشر الذعر“ وحسب التقاليد الاسلاميه، يجب ان تدفن الجثه خلال 24 ساعه ، وفي غضون ايام قليله يجب ان تقام مراسم العزاء الرسميه. لكن كيف للاقارب، الغارقين في احزانهم، ان ينظموا المراسم، ويخبرون ايضا كل الاقارب والاصدقاء وزملاء العمل خلال فتره قصيره؟

يعد الشاب يوسف السماع هو احد مؤسسي الموقع الذي يقدم خدمه توضح اسماء الوفيات ورسائل التعزيه علي الانترنت. سابقاً، كان المصريون يدفعون اموالاً كثيره من اجل وضع اشاره الوفاه في جريده الاهرام اليوميه، التي يقراها الكثير من الناس لمعرفه اذا ما كان احد معارفهم قد توفي.

من خلال موقع الوفيات يستطيع الاقارب ان يضعوا اعلان الوفاه مجاناً وينشرونه في نفس الوقت علي الفيسبوك وشبكات التواصل الواسعه الاخري. ويقدم ايضا الموقع نشره تجمع كل اسماء الوفيات، ويستطيع من خلاله المشتركون في الخدمه ان يعرفوا سريعاً عن الحالات الجديده. واضافه الي ذلك يمكن ارسال التعازي و التعبير عن مشاعر التعاطف عبر الانترنت، ومن خلال خارطه الفيسبوك يمكن لضيوف الجنازه الوصول الي مكان المحدد للجنازه في الوقت المناسب.

تعمل المؤسسه بالنظامين المجاني والمدفوع (freemium) اي  تقدم خدمه صغيره مجانيه وخدمات اكثر مدفوعه، واصبحت قادره علي جمع استثمارات ليس في العالم العربي فقط بل تم قبوله في (Californian accelerator 500Startups) الشهير(برنامج لتشجيع المشروعات الناشئه).

سوف الوفيات في مصر كبير حيث يموت نصف مليون شخص سنوياً، ويحاول السماع ان يصل عدد مستخدمي موقع الوفيات الي مليون شخص بنهايه العام، وان يتواجد في دولتين عربيتين او اكثر.

اما ياسمين هلال، و منظمتها (Educate Me) غيرالهادفه للربح، فان الفيسبوك اثبت فيها اهميه كبيره. لعبت هلال، 30 عاما، للمنتخب المصري لكره السله سابقا، وعملت لصالح شركه اتصالات عالميه قبل ان تؤسس منظمتها في 2010، التي تهدف الي تحسين فرص التعليم للاطفال في المناطق العشوائيه.

بدات ياسمين بصفحه علي الفيسبوك، وبعد ذلك لم تكتف بتوظيف 18 شخصاً بدوام كامل و87 متطوعاً بل تطور الامر واصبحت الصفحه هي وسيله الاتصال الاهم لنشاطات المنظمه.

تمتلك الصفحه 75 الف معجب، وهذه القاعده القويه تمثل العمود الفقري لعدد من انشطه التمويل الناجحه. تقول ياسمين، التي قابلتها في مقهي بالزمالك: ”بدانا التمويل من الانترنت دون حتي ان نعرف ان ذلك موجوداً“.

وبعد تاسيس المنظمه وضعت ياسمين صوراً علي الفيسبوك لـ 137 طفلاً في حاجه للتعليم، ووجدت لكل منهم متبرعا يرعي ويغطي مصاريفهم المدرسيه لمده عام كامل. واضافت: ”في العام الماضي، تم عرض المبني الذي يضم مركز الاطفال للبيع. شعرنا بالقلق تجاه المستقبل، وقررنا دفع السعر المطلوب بالكامل بانفسنا. 64 الف يورو”.

في يونيو الماضي عندما حل شهر رمضان، اطلقوا دعوه للتبرع علي صفحات الفيسبوك الخاصه باصدقائهم بعنوان ”انقذوا مركزنا“ (Save Our Center).  ويقوم المهتمون بالاتصال علي رقم الهاتف ثم ترك رساله مدون فيها عناوينهم ومساهمتهم. ويقوم فريق منتشر في انحاء القاهره بجمع المساهمات. وتحقق الانجاز بسهوله نسبيه، وتم الاحتفال عبر الانترنت وحدثت ضجه كبيره. واثبتت الرسومات الاحصائيه القدره علي الانتشار علي الانترنت حيث تم مشاركتها كثيرا علي الفيسبوك.

حققت المنظمه خلال شهرين اخرين اكثر مما كانت تهدف اليه، واصبح لديها 58 الف يورو. وقد تبرع في المجمل 160 شخصا معظمهم من سن 23 الي 35 سنه. وكررت المنظمه الحمله الناجحه مره اخري، ففي هذا الاسبوع تم جمع 58 الف يورو عبر الفيسبوك، وهي الاموال التي قد تستخدم في تمويل منح دراسيه للاطفال.

  ثوره الانترنت في مصر

استطاع القائمون علي صفحه ثوره الانترنت في مصر حشد اعداد كبيره من الداعمين. وكانت قد انشات لرفض ارتفاع اسعار الانترنت، السيئ  ايضاً، في البلاد. ففي عام 2014 جمعت الصفحه اكثر من 600 الف معجب في اسابيع قليله.

ومع حملات مثل ”هندفع فكه“  اصابوا الدوله بالشلل عقب قرار عدد من المصريين دفع فواتيرهم للانترنت بالعملات المعدنيه.

 بينما يسود المرح صفحه ”ثوره الانترنت“، فان بعض المجموعات او الصفحات تعتبر مساله حياه او موت لاعضائها مثل حركه المثليين المصريه حيث يواجه هؤلاء اضطهاداً في مصر.

عند مقابلتي لنور وعزه سلطان في احد مقاهي القاهره، ذهلت لان اسميهما الاخير متشابه، حتي اوضحا لي ان الامر خطير جداً للمثليين في مصر، ولا يستطيعان التحدث الي الغرباء باسمائهما الحقيقيه. نور وعزه من الاعضاء المؤسسين لحركه بدايه، وهي المنظمه التي تعمل منذ عام 2010 لدعم الاشخاص ذوي الميول الجنسيه المختلفه، وايضاً حمايتهم من الاضطهاد.

وكغيرها من المجتمعات المثليه الاخري تعمل ”بدايه“ في الخفاء ومنذ اكتوبر 2013 تم ادانه اكثر من 150 شخصا وحكم عليهم بمدد تتراوح من عامين الي 12 عاماً بتهم الدعاره والانحراف الجنسي.

تقدم المنظمه دروساً تدريبه في امن الانترنت، وتطلب من المثليين دائماً اغلاق محدد المواقع في هواتفهم المحموله، وتنصحهم بعدم نشر صور بطريقه علنيه. كما تقوم بتقديم النصائح التي وضعتها منظمه ” Tactical Tech“ ببرلين للمثليين.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل