المحتوى الرئيسى

مرحلة الصمود (ديسمبر 1941 - نوفمبر 1942)

05/06 10:58

بعد فشل الهجوم الالماني علي موسكو في نهايه عام 1941 شهدت الجبهه السوفيتيه الالمانيه في شتاء عام 1942 استقرارا نسبيا.

تخلي هتلر عن محاوله الاستيلاء علي موسكو، اذ انه اعتبر ان هجوما اخر علي موسكو لا يمكن ان يفاجئ القياده السوفيتيه.

لذلك بدات القياده الالمانيه في التخطيط لشن الهجوم في اتجاهات اخري. ومن اهم تلك الاتجاهات كان جنوب الإتحاد السوفيتي حيث كان بوسع الالمان فرض السيطره علي حقول النفط القوقازيه في منطقتي باكو وغروزني وكذلك علي نهر الفولغا بصفته طريقا رئيسيا تمر به المواصلات بين القسم الاوروبي للبلاد ومنطقتي القوقاز واسيا الوسطي.

ولو نجح الالمان في تنفيذ خططهم هذه لكان بوسعهم توجيه ضربه مؤجعه الي الاقتصاد والاله العسكريه للاتحاد السوفيتي.

اما القياده السوفيتيه المنتعشه بعد نجاحاتها في معركة موسكو فحاولت انتزاع المبادره الاستراتيجيه من ايدي الالمان في مايو/ايار عام 1942 فحشدت قوات كبيره في منطقه مدينه خاركوف الاوكرانيه، اي في الموقع ذاته حيث اعتزم الالمان شن الهجوم في اتجاه نهر الفولغا والقوقاز.

RT انفوجرافيك: خريطه مرحله الصمود ومحاوله الصد خلال الحرب الوطنيه العظمي

تمكن الالمان من محاصره القوات السوفيتيه المهاجمه، الامر الذي تسبب في اسر ما يزيد عن 200 الف جندي سوفيتي (بموجب الاحصائيات الالمانيه) وفتح جبهه جنوبي مدينه فورونيج وتوجهت نحوها الجحافل الالمانيه واحتلت مدينه روستوف التي تعتبر مفتاحا لجبال القوقاز.

ثم امر هتلر قواته بالانقسام الي قسمين، ، يواصل احدهما الهجوم صوب القوقاز. اما ثانيهما الذي تضمن الجيش السادس بقياده المارشال باولوس وجيش الدبابات الرابع بقياده الجنرال غوت، فانيطت به مهمه التوجه نحو الشرق بهدف الاستيلاء علي مدينه ستالينغراد.

وكانت مدينه ستالينغراد اقصي مدي بلغه الغزو الالماني في الاتحاد السوفيتي ابان الحرب، لقد كان حصار ستالينغراد والدفاع عنها نقطه التحول في تلك الحرب الطاحنه. فعلي حدود تلك المدينه استنفد الالمان طاقه اندفاعهم في تقدمهم. وكان ذلك الي غير رجعه. ومن تلك النقطه انتقلت القوات السوفيتيه من الدفاع الي الهجوم علي طول الجبهه الممتده الي الجنوب من لينينغراد، ومنها اظهر الجيش السوفيتي تفوقه في العمليات الهجوميه بمثل ما اظهر من براعه في العمليات الدفاعيه العميقه.

وتعتبر ستالينغراد من اهم مدن روسيا الصناعيه. فهي تقع علي بعد اربعين ميلا شرق منحني نهر الدون، وتمتد حوالي عشرين ميلا علي ضفه نهر الفولغا. وزحفت جحافل الالمان صوب تلك المدينه التي اشتهرت بمصانع الدبابات والجرارات.

واستمر حصار الالمان لمدينه ستالينغراد 66 يومًا. واستخدموا لذلك الغرض الجيش السادس الالماني المكون من 22 فرقه. كما استخدموا جميع انواع الاسلحه من الطائرات ومدافع الهوتزر والدبابات ومدافع الهاون.

واقتحم مشاه الالمان اغلب اجزاء المدينه. واستمر القتال علي مدي شهرين، واشتد الي اقصي درجات العنف. كما احتلوا مسافه حوالي اربعه اميال من الضفه الغربيه لنهر الفولغا. غير انهم لم يتمكنوا من اخراج الجنود السوفيت من المدينه او ابعادهم الي ما وراء نهر الفولغا.

صدرت الاوامر لقوات الجيش الثاني والستين السوفيتي تحت قياده الجنرال تشويكوف ان يتشبث بالدفاع عن المدينه. فدافعت الوحدات السوفيتيه عن كل شارع وكل مصنع وتسمرت في مواقعها الدفاعيه خلف الجدران ووراء انقاض المباني وفي الحفر الناجمه عن القنابل، وتحولت ستالينغراد الي انقاض وكتل من الحديد واكوام من الحجاره.

وابت المدينه الاستسلام، غيران الضربات الرئيسيه لتحرير المدينه جاءت من خارجها، وكانت علي هيئه هجوم اعده المارشال جوكوف لمحاصره القوات الالمانيه في داخل المدينه. كما قام الجيش السوفيتي بحصار مزدوج واسموه بـ "المنجل والمطرقه" لمحاصره الجيش الالماني السادس.

فجاءت الضربات الاولي من الشمال. ثم جاءت عمليه الاختراق من الجنوب. اما في الشمال فقد تمكن الجيش السوفيتي من القضاء علي ثلاث فرق من الجنود الايطاليين والمجريين الحليفه للالمان، في تقدم سريع صوب الجنوب الغربي عبر نهر الدون. واطبقت التشكيلات السوفيتيه عليها من جميع الجهات. فسدت امام الالمان كل طرق الانسحاب، وبذلك تمت محاصره الجيوش الالمانيه.

ووجهت القوات السوفيتيه ضربتها القاضيه من الغرب صوب نهر الفولغا وشطرت القوات الالمانيه شطرين، ثم جاءت الخاتمه.

واسر الجيش السوفيتي ما يقارب 201 الف جندي الماني، ناهيك عن جنود حلفائهم الرومانيين والمجريين والايطاليين، واستولي علي 60 الف عربه و6700 مدفع و1500 دبابه في اكبر هزيمه حلت بجيش الماني في ميدان القتال.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل