المحتوى الرئيسى

محمد صالح يكتب: قرارات الفجر السلمانية.. محاولة للفهم | ساسة بوست

05/06 09:01

منذ 1 دقيقه، 6 مايو,2015

عاصفه الفجر.. وصف اعلامي جدير بما قرره الملك سلمان بن عبد العزيز، الملك السعودي، منذ ثلاثه ايام، بتعيين ابن اخيه الأمير محمد بن نايف، وليًا لعهده، ونجله محمد بن سلمان وليًا لولي العهد، حيث كانت العاصفه في توقيتها واهميتها للمستقبل السياسي للمملكه.

هذه القرارات ترسم مستقبل المملكه لعشرين عامًا قادمه علي الاقل – ان لم يحدث شيء يغيرها – وانهت جدلًا استمر اكثر من عشر سنوات علي الاقل، حول كيف يمكن نقل الحكم من أبناء الملك عبد العزيز، الي احفاده دون ان تتعرض الاسره او المملكه نفسها لاي هزات سياسيه.

اجمالًا فان هناك ثلاثه اسباب – برايي – وراء تمكّن الملك سلمان بن عبد العزيز من تمرير قراراته الجريئه والقويه دون مشاكل كبيره، في الاسره المالكه الكبيره والمتشعبه والواسعه، وتكمن هذه الاسباب في مراكز القوي وتوازنات الاسره المالكه، وغياب الكفاءات المنافسه، والحاجه الي القرار نفسه.

فكون الملك سلمان والامير محمد بن نايف ونجله محمد بن سلمان ينتمون الي السديريين، فهذا مركز قوه بحد ذاته يمكن لهم تمرير هذا القرار، الا ان هذا ليس كل شيء؛ فالملك نفسه واخوانه، خاصه احمد وفهد وسلطان وانجالهم لهم علاقات واسعه في الاسره المالكه، نسب ومصاهره وتجاره، فضلًا عن كونهم لهم علاقات كبيره ومتينه ومؤثره مع العائلات والقبائل السعوديه المختلفه، خاصه الملك سلمان الذي حكم الرياض خمسين عامًا متصله.

والحقيقه التي ربما تبدو للعيان ان السديريين، سواء السبعه ابناء الملك عبد العزيز، وابناؤهم، يخططون لتلك اللحظه منذ زمن بعيد، ليس فقط منذ مرض الملك عبد الله او حتي منذ ضعف قبضته علي السلطه، بل وحتي منذ عهد الملك فهد نفسه، حيث يمكن فهم سيطرتهم علي منافذ السلطه والوزارات المهمه، وتصعيدهم لابنائهم في مراكز صنع القرار، كلها تخدم في اتجاه توريث الحكم بين السديريين.

هذا التخطيط يقودنا للسبب الثاني الذي مكن للملك وولي عهده وولي ولي العهد تمرير تلك القرارات، وهو غياب الكفاءات المنافسه من ابناء اشقاء الملك، فالغالبيه الاكبر من احفاد الملك عبد العزيز، لا يوجد بينهم من يعمل بالسياسه او يقرب لها من قريب او بعيد، ومن تمت تجربتهم منهم لم يثبتوا كفاءه كتلك التي ابداها ابناء السديريين.

الملك عبد الله – الراحل نفسه، يمكن القول انه لم يكن علي هذا المستوي من الكفاءه الاداريه التي تجعله رجل دوله في نظر ابناء الاسره المالكه، رغم دهائه الفطري وحسن تخطيط من حوله الذي جعله يصل لمنصب الملك، ولكنه لم يثبت قدره علي ان يكون الملك صاحب الاداره الحسنه؛ فمنذ توليه الحكم رسميًا، وقبل توليه الحكم خلال ادارته للدوله باسم اخيه الملك فهد، كان هناك كثير من المشاكل التي ظهرت حتي علي المستوي الشعبي، ساعد في تطورها انتشار تقنيات الاتصال الرقمي، وهو ما يفسر جزءًا من سرعه قرارات الملك سلمان في نقض اثار عهد اخيه الراحل.

يمكن القول – في اعتقادي – ان عهد الملك عبد الله كرجل لم يكن اهلًا لمنصب الملك، رغم شدته وقوته التي تركت اثرًا كبيرًا لدي المؤثرين في اتخاذ قرار ولايه العهد في الاسره المالكه، حيث عمدوا الي اختيار من اثبتوا كفاءتهم كرجال دوله، وهو ما قد يفسر ايضًا سرعه اعفاء الامير مقرن من منصبه، حيث كانت الايام المائه الماضيه كافيه ليثبت محمد بن نايف ومحمد بن سلمان كفاءتهما – ظاهريًا – كرجال دوله امام الاسره والشعب علي حد سواء.

وليس خافيًا علي احد ان الاسره السعوديه كانت في حاجه الي اتخاذ قرار نقل سلسله الحكم، من ابناء الملك عبد العزيز الي احفاده، وهو ما يفسر اتخاذ الملك سلمان لقرار توليه محمد بن نايف وليًّا لولي العهد في اول يوم في حكمه، ليعطي تلك الرساله، رغم ان هذه الخطوه ربما واجهت بعض المعارضه باعتبارها متسرعه نوعًا ما، حيث كان ينتظر ان يقوم الملك بالتريّث في اتخاذ مثل ذلك القرار.

من جهه اخري، لا يبدو ان تعيين محمد بن نايف وليًا للعهد مرَّ بدون تنازلات من قبله، فالرجل – الذي ليس له اولاد ذكور – لم تعطه الاسره المالكه الصلاحيات الكامله كولي للعهد، وهو ما قد يبدو ظاهرًا من قرار ضم ديوان ولي العهد الي الديوان الملكي، لفرض نوع من السيطره علي الامير محمد بن نايف، ولعل السبب في هذا تجربه الملك عبد الله الذي تفرد بديوان ولي العهد اكثر من 25 عامًا، مما جعله قادرًا علي ان يجعله جيبا داخل الاسره المالكه، ومستقلًا بشكل كبير عن الديوان الملكي في التخطيط لمستقبله السياسي، وهو ما يفسر – غالبًا – تخوف الاسره من ان يتحول بن نايف لنفس ما كان عليه عمه الملك الراحل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل