المحتوى الرئيسى

أميركيون يمارسون تعدد الزوجات.. هذه قصتهم

05/05 22:08

قد يتفاجا من يسمع ان هناك تعددا للزوجات في الولايات المتحده، وقد يكون من الاغرب ان من يمارسونه ليسوا من المسلمين كما قد يخطر علي البال في الوهله الاولي.. بل مسيحيون.

نعم، هناك طائفه مسيحيه اميركيه من المورمون مارست تعدد الزوجات ولا يزال عدد من اتباعها من رافضي التحديث يمارسون هذه العاده في مجتمع منغلق علي نفسه رافض للمتطفلين، ومن الصعب جدا مغادرته.

وفيما ينتمي اكثر من سته ملايين اميركي اليوم الي طائفة المورمون، تتبع غالبيه الاميركيين المسيحيين الكنيسه البروتستانتيه.

يعود تاسيس طائفه المورمون الي جوزيف سميث الذي ولد في عام 1805 في فرمونت. تاثر سميث خلال طفولته بالحركه الدينيه في منطقه مانشستر في نيويورك حيث كان يسكن مع عائلته. وفي عام 1820، عندما كان في الـ14 من عمره، قرر ان يبحث في الاديان الي ان يستقر علي الدين الذي يرتاح اليه قلبه.

وبحسب روايته، زارته ذات صباح في عام 1820 في غابه قصدها للصلاه، "شخصيتان" عرفتا عن نفسيهما بانهما الرب الاب والمسيح، وابلغتاه بان لا ينضم الي اي كنيسه.

وفي عام 1823، اعلن سميث نزول وحي عليه من السماء اخبره بانه رسول الي القارة الأميركية، وان الواحا ذهبيه تحتوي علي نصوص مقدسه مكتوبه باللغه المصريه القديمه، ستظهر علي يديه.

وفي عام 1827، ابلغ سميث اتباعه بان ملكا اسمه موني ارشده الي مكان دفت فيه الالواح الذهبيه التي قام في ما بعد بترجمتها الي الانكليزيه.

النسخه الاولي من كتاب المورمون

النسخه الاولي من كتاب المورمون

​وفي اذار/مارس 1830 اصدر سميث "كتاب المورمون" المقدس الذي يعتبره اتباع الطائفه تكمله للتوراه والانجيل.

وبعد العثور علي الالواح بثلاثه اعوام، اسس سميث كنيسه يسوع المسيح للقديسين الجدد (LDS) واصبح اول رؤسائها. لكن الطوائف المسيحيه الاخري وقفت ضد سميث، ورفضت طموحاته ما ادي الي وقوع اشتباكات بين اتباع الطرفين.

سميث شخصيه مثيره للجدل في التاريخ الاميركي، احبه اتباعه فيما اكنّ له غيرهم كرها شديدا فكان معرّضا للاضطهاد معظم حياته علي الرغم من تحقيقه الكثير من الانجازات بينها توليه منصب رئيس بلديه نوفو، اكبر مدينه في ولايه الينوي ومنصب قائد ميليشيا نوفو، وترشحه لرئاسه البلاد.

وفي عام 1844، هاجمت مجموعه من الاشخاص سميث فقتلوه وشقيقه.

تزوج سميت في عام 1827 من ايما هيل، ووصفه الذين عرفوه بالزوج المثالى الذي كان يحب شريكه حياته ومخلصا لها. ورزق الاثنان بتسعه ابناء وتبنيا اثنين اخرين، لكن سته منهم توفوا خلال سنواتهم الاولي.

واوضحت كنيسه يسوع المسيح للقديسين الجدد (كنيسه المورمون) علي موقعها الالكتروني، ان الزواج بين رجل واحد وامراه واحده هو القانون الالهي القائم بخصوص الزواج، مشيره الي ان الرب امر البعض خلال العصور القديمه بالزواج من اكثر من امراه. واوضحت ان مؤسس طائفه المورمون تلقي اوامر ربانيه بتشريع التعدد بين اتباع كنيسته في اوائل اربعينيات القرن الـ19، واستمرت الممارسه بين عدد منهم بناء علي اوامر رئيس الكنيسه.

وذكر موقع هافينغتون بوست نقلا عن تود كامبتن، الباحث في طائفه المورمون قوله انه احصي 33 من زوجات سميث، فيما يعتقد ان عددهن قد يصل الي 40.

واوضحت الكنيسه انها لا تدرك الحكمه الربانيه من تشريع التعدد، لكن كتاب المورمون يشير الي ان زياده عدد الاطفال الذين يولدون ضمن عائلات مؤمنه من احد الاسباب.

ويقول مؤيدي التعدد من المورمون ان تعدد الزوجات ساهم في نمو مجتمعهم، اذ اصبح الزواج متاحا لكل الراغبين فيه وتقلص الفرق في الثروه بين المواطنين اذ اتيح للنساء الفقيرات الانضمام الي اسر في وضع اقتصادي ومادي افضل، وفق ما يعتقدون.

وفيما كان للنساء الحق في الموافقه علي الزواج من اسر تمارس التعدد او الاكتفاء بزوج واحد او حتي الامتناع عن الزواج، وفق الكنيسه، كثيرا ما قرر الرجال اتخاذ اكثر من زوجه بناء علي تعليمات مسؤولين في الكنيسه، فيما كان القرار شخصيا بالنسبه لاخرين. لكنهم جميعا كانوا مطالبين بالحصول علي موافقه زعماء الكنيسه قبل الزواج مره جديده.

القانون الاميركي يحظر التعدد منذ عام 1862

وفي فتره سميث، لم تكن ممارسه تعدد الزوجات مشروعه بموجب قانون البلاد. فقد اقرت الحكومه الاميركيه في عام 1862 قانونا ضد تعدد الزوجات. وشرع المسؤولون الفيدراليون في متابعه الاشخاص الذين يمارسون التعدد من نساء ورجال بعد ان ايدت المحكمه الدستوريه الاميركيه القانون الرافض للتعدد في عام 1879.

وبدات الكنيسه، بعد الملاحقات القانونيه لكثير من اتباعها، في الامتثال للقانون الاميركي ودعت اتباعها الي التخلي عن الممارسه. وتؤكد الكنيسه انها واتباعها ممنوعون منذ عام 1904 من ممارسه التعدد، مضيفه انها دعت قادتها المحليين للابلاغ عن اي مخالفين حتي يعرضوا امام مجالسها التاديبيه.

وفي الختام قالت الكنيسه ان التعدد بالنسبه للكثيرين ممن مارسوه كان امتحانا لايمانهم، لانه ينتهك المعايير القانونيه وما هو مقبول في المجتمع، فضلا عن انه يعرضهم للاضطهاد والمسبه.

ورغم موقف كنيسه المورمون الواضح ازاء منع التعدد، الا ان هناك من لا يزال يمارس هذا التقليد وهم ينتمون الي كنائس مورمونيه اصوليه بعضها قد لا يعترف بـ"كنيسه يسوع المسيح للقديسين الجدد". ويقدر عدد المورمون الاصوليين بحوالي 10 الاف شخص.

وفي السنوات الاخيره، فتح بعض المورمون الاصوليين منازلهم امام عدسات قنوات اميركيه، وشارك بعضهم في برامج تلفزيون الواقع بهدف تغيير الصور النمطيه عنهم وعن اعتقاداتهم. ويؤكد هؤلاء ان نساءهم لا يرغمن علي ممارسه التعدد وانهن سعيدات بنمط حياتهن.

لكن هناك فئه اخري، منغلقه علي نفسها بشكل كبير، يقال ان "نبيها" وارن جيفس تزوج من 80 امراه، قبل ان يحكم عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته بعقد علاقات جنسيه مع قاصرات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل