المحتوى الرئيسى

تعرف على مأساة «بئر معونة» ومقتل 70 من خيرة الصحابة

05/05 16:43

اذا كان المسلم يحزن ويتالم لما يصيب الأمة الإسلامية من مصائب وابتلاءات، ومن تسلط ومؤامرات الكافرين عليها، وشماته المنافقين بها، فان هذا الحزن والالم قد اصاب نبينا صلي الله عليه وسلم، ففي عام واحد يفقد المسلمون مائه وخمسين شهيدًا، فهذا عدد كبير في امه في بدايه نشاتها.

لقد كانت ماساه بئر معونه قاسيه علي المسلمين؛ فهم من القُرَّاء ومن الدعاه ومن العلماء، وظل الرسول يقنت شهرًا كاملاً يدعو علي عامر ورعل وذكوان في كل صلواته حتي الصلوات السريه.

ومصيبه بئر معونه حدثت مع ماساه الرجيع في شهر واحد، وهو شهر صفر عإم 4هـ؛ فقد استشهد سبعون من خيار الصحابه في بئر معونه، وعشره في بعث الرجيع، وكان قبلهم سبعون في اُحد.

قدم علي رسول الله في شهر صفر من العام الرابع من الهجره، رجلٌ من بني عامر وهي من القبائل القويه، وهذا الرجل هو مُلاعِب الاسِنَّه ابو براء عامر بن مالك، وقدَّم هديَّهً الي رسول الله ، فدعاه الرسول الي الاسلام فلم يُسلِم، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالاً من اصحابك الي اهل نجد يدعونهم الي امرك، فاني ارجو ان يستجيبوا لك. فقال: "اِنِّي اَخَافُ عَلَيْهِمْ اَهْلَ نَجْدٍ". فقال ابو براء: انا جارٌ لهم.

فبعث رسول الله المنذر بن عمرو من بني ساعده في سبعين من خيره الصحابه، وكانوا يُعرفون بالقرَّاء، يقرءون القران ويتدارسونه ليل نهار، منهم حرام بن ملحان، وعامر بن فهيره، فنزلوا بئر معونه بين ارض بني عامر، وحَرَّه بني سُليم، وبعثوا حَرَام بن مِلْحان برساله من الرسول الي عامر بن الطفيل يدعوه الي الاسلام. وعامر بن الطفيل هو ابن اخي عامر بن مالك (ملاعب الاسنه) الذي جاء الي رسول الله وطلب منه ان يبعث من الصحابه من يعلِّم قومه الاسلام، وكان عامر بن الطفيل رجلاً شريرًا غادرًا، فقتل الصحابي الجليل حرام بن ملحان ؛ فقد اوصي احد حرَّاسه ان ياتي من خلفه ويطعنه في ظهره، والرسل لا تُقتل، وجاء الحارس من خلفه وطعنه بحربه كبيره من خلفه فخرجت من بطنه، فلما راي حرام ذلك، اخذ الدم الذي يسيل من جسده ويدهن به وجهه وهو يقول: "فزتُ وربِّ الكعبه". وكان الذي قتل حرام هو جبار بن سلمى، فقد اخذ يسال عن قول الصحابي: "فزتُ ورب الكعبه"، فقال: ما فاز، اوَلستُ قد قتلته؟ فقالوا له: انها الشهاده عند المسلمين. فذهب الي المدينه المنوره ودخل في الاسلام، وكان ذلك سببًا في اسلامه.

فعل عامر بن الطفيل ذلك؛ لان بينه وبين رسول الله موقفًا قديمًا؛ فقد وفد علي رسول الله ، وقال: "اني اعرض عليك ثلاثه امور: ان يكون لك اهل السهل ولي اهل المدر، او ان اكون خليفتك من بعدك، او ان اغزوك باهل غطفان". فرفض الرسول هذه الامور التي هي من امور الجاهليه.

فلذلك لم ينظر في رساله رسول الله التي يحملها حرام بن ملحان، واستعدي عليهم بني عامر، فابوا لجوار ابي براء عامر بن مالك اياهم، فاستعدي بني سُليم فنهضت منهم عُصيَّه ورِعل وذَكوان، وقتلوهم عن اخرهم، الا كعب بن زيد فقد اصيب بجروحٍ وظنوه قد قتل، ولكنه عاش حتي شهد الخندق في العام الخامس، ولقي ربه شهيدًا. وتزامن مع هذه الوقعه مرور المنذر بن عقبه وعمرو بن أمية الضمري، فنظرا الي الطير تحوم علي العسكر، فاسرعا الي اصحابهما فوجدوهم في مضاجعهم، فاما المنذر بن عقبه فقاتل حتي قتل، واما عمرو بن اميه فقد اسره عامر بن الطفيل، ثم اعتقه لرقبه كانت عن امه، وذلك لعشرٍ بقين من صفر، وكانت مع الرجيع في شهر واحد. وفي الطريق لقي عمرو بن اميه رجلين من بني كلاب، وهم فرع من بني عامر، فنزلا معه في ظل شجره، فلما ناما فتك بهما عمرو بن اميه، وكان معهما عهدٌ من النبي لم يعلم به عمرو، وقدم علي النبي فاخبره بذلك، فقال: "لَقَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَيْنَ لَاَدِيَنَّهُمَا".

هذا هو السمو الاخلاقي من رسول الله ، فقد جاء خبر هذين القتيلين مع خبر استشهاد سبعين من صحابه رسول الله في بئر معونه، ومع ذلك قرر رسول الله ان يُعطِي الديه لهذين القتيلين اللذين قُتلا عن طريق الخطا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل