المحتوى الرئيسى

مواجهة القرش الأبيض العظيم مع البشر

05/05 09:54

هذه الصوره لانثي القرش الابيض العظيم، قامت بالتقاطها مُدرسه من “نيوجيرسي” عندما كانت تصطاد باستخدام الاقفاص بالقرب من جزيره (سيل) بخليج موسل بجنوب افريقيا.

انتشرت صوره مثيره التقطتها مُدرسه لسمكه القرش الابيض العظيم انتشارًا واسعًا، واثارت جدلاً مُتقدًا علي شبكة الانترنت، حول ما اذا كان وضع الطُّعم للقرش ـ والذي يعتبر كثيرٌ من انواعـــه مهددًا بالانقراض ـ عملاً اخلاقيًّا؛ فقط لكي يراه السائحون عن قرب.

وتبدو الصوره المثيره للجدل، والتي تُظهر القرش مندفعًا من اجل الحصول علي الطُّعم، كما لو كانت لقطه من فيلم لستيفن سبيلبرج. لكن تلك الصوره التقطتها مُدرسه شابه من نيوجيرسي قضت شهر اغسطس كله في الغوص باستخدام الاقفاص بجنوب افريقيا.

كانت الغواصه والمصوِّره الهاويه ـ اماندا برور ذات السته والعشرين ربيعًا ـ قد التقطت صوره لانثي القرش الابيض العظيم بينما كانت تغوص بالقرب من ساحل جزيره (سيل) بخليج (موسل) بجنوب افريقيا، ثم قامت برفع هذه الصوره علي صفحه “مجتمع التصوير” التابع لناشيونال جيوجرافيك.

كانت مُدرسه المرحله الابتدائيه من نيوجيرسي قد اخبرت ناشونال جيوجرافيك بانها كانت تقضي مده كمتدربه بشركه السياحه البيئيه “وايت شارك افريكا”، ولم ترد الشركه علي طلب للتعليق علي ما حدث.

قالت “برور” عن مواجهتها مع القرش بينما كانت تغطس باستخدام القفص: “لم اكن خائفه مطلقًا.. فبمجرد رؤيتك القرشعن قرب يغمرك شعورٌ بالاحترام الكبير له.. القروش كائنات جميله وقويه وذكيه، وذلك كفيلٌ بان يُذهب كل الخوف”.. واستطردت: انها التقطت صورتها هذه بواسطه كاميرا “جو برو” كانت قد اشترتها قبل الرحله مباشره، وقالت ان عدساتها الشبيهه بعين السمكه جعلت القرش يبدو اقرب واكثر تهديدًا مما هو علي ارض الواقع.. وبدا الناس في مشاركه الصوره بكثافه بعد ان قامت “برور” بوضعها علي “انستجرام” و”يور شوت”، وربما يعود السبب في ذلك الي الاحساس العميق بالحركه في الصوره.

وقد اعرب بعض المراقبين عن قلقهم من اقتراب الحيوان من القفص كما بدا في الصوره.

وكتب ريكاردو لاكومب علي صفحه “وايت شارك انترست جروب” علي فيس بوك: “استخدام الطُّعم لا باس به عندي ما دام يُستخدم كوسيله جذب، اما سحبه بتلك الطريقه ناحيه القفص فيسبب مشكلات للقرش، ولكم انا محبط ان تلك اللقطه قد نالت مثل تلك التغطيه الكبيره! الا انني اعتقد ـ مع ذلك ـ ان تلك فرصه لمحاوله تعليم الناس″.

قالت “برور” لقناه “جريند تي في” ردًّا علي تلك الانتقادات التي طالتها: ان شركه “وايت شارك افريكا” لا تسحب الطُّعم ابدًا داخل القفص او حتي ناحيته بشكل مباشر، واضافت: “لقد كان الشخص يسحب الطُّعم حول وخارج القفص ـ علي يمين برور ـ كي لا يقترب القرش من القفص باي شكل من الاشكال، وهذا احد الاشياء التي تعلمناها؛ وهو انه لا ينبغي ان يتواصل القرش مع القفص بايه حال من الاحوال”.

اما لـ”ناشيونال جيوجرافيك” فقد قالت “برور”: ان المقصد الاسمي لشركه (وايت شارك افريكا) هو عدم ايذاء اسماك القرش.

قال “جريجوري سكومال” المتخصص في بيولوجيا مصايد الاسماك، والذي يدرس اسماك القرش لحساب ولايه “ماساتشوستس″ لناشيونال جيوجرافيك: “ان المخاوف حول اصطدام القرش بالقفص مبالغ فيها.. وفي رايي، ليس من المحتمل ان يتعرض القرش للاصابه من جراء ارتطامه بالقفص”.. واضاف:”القروش كائنات قويه بشكل لافت، ولقد شاهدت هذه الاسماك بعد ان خدش بعضها بعضًا بقسوه، وعضَّ بعضها البعض، ووجدت ان لديها قدره هائله علي الشفاء”.

اضاف “سكومال” ان جنوب افريقيا تطلب من غواصي الاقفاص الحصول علي اذن، واتباع تعليمات الامان بحزم.. ذات مره، حدث ان انحشرت بعض اسماك القرش الاصغر حجمًا بينما كانت تحاول العوم داخل الاقفاص، “لكن تلك الحالات نادره الحدوث جدًّا” ـ بحسب “سكومال”.

هل اقفاص القرش ووضع الطُّعم لها مُضرٌّ بها؟

قال “سكومال” ان السؤال الاهم هو ما اذا كان استعمال اقفاص الغطس يمكن ان يؤدي الي جرح اسماك القرش علي المدي البعيد من خلال تعليمهم الربط بين البشر والطُّعم ام لا؟!

قال العلماء ان معظم القروش تجد الناس غرباء عن بيئتها وتميل الي تجنبهم، لكن لو بدات اسماك القرش في الربط بين الناس ورائحه الطُّعم، اي الطعام، فمن الممكن ان تصبح اكثر عدوانيه او تبدا في الاقتراب من الصيادين بحثًا عن وجبه.

والمشكله في ذلك ان هناك القليل جدًّا من المعلومات المؤيده لتلك الفرضيه؛ لذا قال “سكومال” انه قد ترك النظر والجدل في تلك المساله للاوساط العلميه والعاملين بالمحميات، واستطرد: “ان الامر يشبه ـ الي حد ما ـ الجدال حول حدائق الحيوان؛ اذ يقول بعض الناس ان حبس الحيوانات ليس جيدًا لها، ويقول اخرون ان ذلك مفيد للتعليم”.

قال “جريج ستون” عالم الاحياء المائيه ونائب الرئيس التنفيذي لـ(كونسرفيشن انترناشونال)، والذي درس سلوك الدلافين في حضور البشر: “ان الدلافين احيانًا ما تتعرض للمتاعب لودِّها الزائد مع البشر”.. ولم يدرس جريج العمليه نفسها فيما يتعلق بالقروش، لكنه يقول انه من المنطقي ان نفكر في امكانيه حدوث الامر ذاته. (تلقي ستون منحتين من ناشونال جيوجرافيك خلال السنوات الماضيه، وكان احدثهما عام 2000).

وفيما يتعلق بما اذا كانت اسماك القرش التي يوضع لها الطُّعم تبدا في ربط البشر بالوجبات ـ فقد قالت “برور” للصحفيين ان “وايت شارك افريكا” تهتم بالتاكد من ان اسماك القرش لا تاكل الطُّعم، واضافت: “اننا لا نطعم القروش، فليس هذا ما نود القيام به”.

لكن “ستون” قال: “سواء اخذت الاسماك الطُّعم او لم تاخذ، فما دمت تعطيها رائحه الطُّعم فانت بذلك تغير نظامها الطبيعي”، واضاف انه كان في بعض رحلات الغوص تلك ولما كان الناس يضعون الطُّعم للقرش “كانت تصبح عدوانيه؛ لذا فلست شديد التاييد لوضعه لاسماك القرش”.

ومع ذلك، فان هناك استثناءات لذلك الامر ـ بحسب “ستون” الذي يقول: “لقد خرجت مع مصوري ناشيونال جيوجرافيك في مناطق نائيه وكانوا بحاجه لالتقاط صور فاستخدموا الطُّعم، لكن يُحتمل ان تكون تلك المره هي الاولي والاخيره التي تختبر فيها هذه القروش ذلك الامر.. وعليه، فليس الامر ذا بال.. لكنك اذا قمت بذلك الامر بشكل روتيني فانت بهذا تقوم بتعديل النظام”.

قال “برايان سكيري” مصور ناشيونال جيوجرافيك تحت الماء، في رساله عبر البريد الالكتروني: “في الواقع فان الشخص/ الغواص/ المصور لن يري القرش وهو قريب منه ابدًا دون جذبه الا في حالات بالغه الاستثنائيه”، واستطرد قائلاً ان تلك الاستثناءات تشمل سمك “المطرقه الصدفيه” واسماك القرش “الحاضنه” المستريحه في الاعماق و”الحيتان”.. واضاف: “لكن الانواع المفترسه الاخري كلها تقريبًا لا تهتم كثيرًا بالاقتراب من البشر، وبالقطع ليس علي اساس يمكن التنبؤ به، وبالتالي فان التقاط صوره قويه لن يتم دون استخدام طُعمٍ”.

اوضح “سكيري” ان ثمه دراسه لقروش النمرعام 2012 وجدت انه ما من دليل علي ثبوت ضرر او اذي لاسماك القرش التي يتم اطعامها بصوره روتينيه في رحلات الغطس السياحيه بالبهاماز.

قالت “برور” ان “وايت شارك افريكا” تجمع تجربه شبه سياحيه الي جانب العلم وجمع المعلومات، بما في ذلك وضع العلامات وتحديد اسماك القرش الفرديه، وقال “سكومال” انه يعرف ان مثل تلك العمليات بجنوب افريقيا اسهمت في اشياء مهمه.. الا انَّ “ستون” حذر من ان عدد العمليات والاقفاص في المياه ربما يكون كثيرًا جدًّا، وقال: “اظن ان بعض هذه القروش من المحتمل ان تعتاد ذلكَ”، واضاف “ستون” ان فكره علوم المواطن فكره ممتازه، لكنني افضل ان اري الناس يعدون الفقمات علي الشاطئ او يجمعوا معلومات مشابهه نحتاج اليها بالفعل؛ فانا لست واثقًا ما اذا كان الذَّهاب والعوم مع الدلافين او الغوص في قفص القروش في مكان درسه كل المهتمين بالقرش الابيض العظيم ـ من شانه ان يضيف اي شيء ام لا”.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل