المحتوى الرئيسى

الرواية..صورة للدكتاتور من زاوية منخفضة

05/05 17:14

يكتب المؤرخ سيره الملوك وقيادات الجيوش ..يكتب سير العظماء و القصور لكن للروائي حق حصري في كتابه سيره المهمشين والعاديين لذا تبحر الروايه في تفاصيل مدهشه لاناس قد لا يعلم بوجودهم الاخرون لكن هؤلاء الذين لا يعلم بوجودهم الاخرون يرون ايضا ما لا نري ويرصدون من زاويه خاصه جدا، تلك النماذج الطاغيه والمستبده لحكام يمارسون اسوا انواع القهر ضد العاديين.

الروايه تري الدكتاتور بعيون الهامشيين ولعل روايه السيد الرئيس من تاليف الاسباني ميغل أنخل أستورياس عام 1946،والتي كانت سببا لحصوله علي جائزة نوبل في الادب عام 1967، هي اكثر، النصوص تجسيد لسنوات حكم "كابريرا" الذي حكم غواتيمالا لعشرين سنه حكما دكتاتوريا غاشما.

وتحتوي الروايه بين طيات صفحاتها علي ديكتاتوريه حاكم غواتيمالا، الذي ملئ سجون بشعراء ومثقفين ورجال دين رفضوا ان يصلوا له بدلا من الله.

ويبني استورياس رؤيه الدكتاتور لاحقيته في كرسي الحكم علي منطق مدهش حيث يقول “ان الامر يكون اكثر مدعاه للاشمئزاز وبالتالي للحزن، اذا كان علي المرء ان يكون عسكرياً فحسب كيما يبقي السلطه في يد عصابه من الافاقين المستغلين، المتشبهين باﻵلهه، الخونه لاوطانهم، عن ان يموت المرء من الجوع في المنفي”. شيء من الخوف".

ومن اشهر الجمل التي صرخت بها الروايه المصريه في وجه الديكتاتور كانت جواز فؤاده من عتريس باطل" تلك الجمله المشتقه من روايه تناقش قضيه الديكتاتوريه، روايه "شئ من الخوف" للاديب المصري ثروت اباظه، الذي اخرج لقرائه الروايه عام 1969، اسقاطًا علي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لمناقشه الديكتاتوريه من خلال قصه فؤاده التي احبت عتريس الفتي البريء النقي، لكنه انقلب الي وحش قاتل ديكتاتور، ناهب لخيرات قريته، والوحيده التي وقفت ضده هي فؤاده، حبه القديم الذي هجره بعد تحوله.

وتناقش الروايه انصياع اهل القريه لعتريس الديكتاتور، الي ان يقتل احد شباب القريه"محمود"، فيثورا عليه ويحرقونه داخل منزله لتكون تلك هي نهايته.

ومن اشهر الروايات التي ناقشت مجتمع يخضع لدكتاتوريه فئه، كانت رواية 1984 تاليف جورج اوريل ، التي تجكي عن الديكتاتوريه التي تحكم باسم "الاخ الكبير" الذي يمثل الحزب الحاكم ، الذي يعد علي الناس انفاسهم، ويبني سلطته علي القمع والتعذيب وتزوير الوقائع والتاريخ ، باسم الدفاع عنهم وعن وطنهم.

تدور احداث الروايه حول وينستن سميث، الموظف في وزاره الحقيقه في مدينه لندن عام 1984، يراقبه رجال الشرطه ويراقبه جيرانه رغم انه ليس مجرماً وليس ملاحقاً، ولكن الرقابه نوع من السلوكيات اللااراديه التي يمارسها الاصدقاء في العمل والجيران علي سميث وغيره.

رسمت كلمات اوريل في الروايه نماذج الديكتاتوريه حينما قال: ان السلطه ليست وسيله بل غايه ، فالمرء لا يقيم حكما استبداديا لحمايه الثوره، وانما يشعل الثوره لاقامه حكم استبداد.

وصور الكاتب السوري عبدالرحمن حلاق الديكتاوريه في روايته "قلاع ضامره"، فتدور الروايه حول مدرس يعمل في احدي القري الكرديه علي الحدود السوريه التركيه، يتعلق بفتاه ريفيه، في مجتمع يُحكم بقبضهٍ حديديه.

يتناول التناقضات الموجوده في الشخصيات السوريه، المحكومه بافكار حزب البعث العربي السوري، وبالتالي يؤدي هذا الجوُ الي خنق كل التيارات السياسيه التي تخالفه، وسجن اي مخالف لتلك التيارات.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل