المحتوى الرئيسى

المستشفيات الإسلامية.. دور طب

05/04 22:49

استكمالاً للحديث عن الحضاره الاسلاميه التي اهتمت بصحه المرضي وبناء المستشفيات، نجد انها قد وصلت في المدن الكبرى الي درجه راقيه جداً في المستوي، وكان من اشهرها المستشفي العضدي ببغداد، والذي اُنشئ في سنه «371 هـ/ 981م» والمستشفي النوري بدمشق، والذي اُنشئ في سنه «549 هـ/ 1154م»، والمستشفي المنصوري الكبير بالقاهره والذي انشئ سنه «683 هـ/ 1284م»، وكان بقرطبه وحدها اكثر من خمسين مستشفي.

وكانت هذه المستشفيات العملاقه تُقسم الي اقسام بحسب التخصص، فهناك اقسام للامراض الباطنه، واقسام للجراحه، واقسام للامراض الجلديه، واقسام لامراض العيون، واقسام للامراض النفسيه، واقسام للعظام والكسور، وغيرها.

ولم تكن تلك المستشفيات مجرد دور علاج، بل كانت كُليات طب حقيقيه علي ارقي مستوي، فكان الطبيب المتخصص يمر علي الحالات في الصباح، ومعه الاطباء الذين هم في اولي مراحلهم الطبيه، فيُعلمهم، ويدون ملاحظاته، ويصف العلاج، وهم يراقبون ويتعلمون ثم ينتقل الاستاذ بعد ذلك الي قاعه كبيره، ويجلس حوله الطلاب، فيقرا عليهم الكتب الطبيه، ويشرح ويوضح، ويجيب عن اسئلتهم، بل انه يعقد لهم امتحاناً في نهايه كل برنامج تعليمي مُعين ينتهون من دراسته، ومن ثم يعطيهم اجازه في الفرع الذي تخصصوا فيه.

وكانت المستشفيات الاسلاميه تضم في داخلها مكتبات ضخمه، تحوي عدداً هائلاً من الكتب المتخصصه في الطب، والصيدله، وعلم التشريح، ووظائف الاعضاء، الي جانب علوم الفقه المتعلقه بالطب، وغير ذلك في علوم تهم الطبيب.

ومما يذكر علي سبيل المثال لنعرف ضخامه هذه المكتبات ان مكتبه مستشفي ابن طولون بالقاهره كات تضم بين جنباتها اكثر من مائه الف كتاب، وكانت تُزرع الي جوار المستشفيات المزارع الضخمه التي تنمو فيها الاعشاب الطبيه والنباتات العلاجيه، وذلك لامداد المستشفي بما يحتاجه من الادويه.

اما الاجراءات التي كانت تتخذ في المستشفيات لتجنب العدوي فكانت من نوع خاص فريد، فكان المريض اذا دخل المستشفي يُسلم ملابسه التي دخل بها، ثم يعطي ملابس جديده مجانيه، لمنع انتقإل آلعدوي عن طريق ملابسه التي كان يرتديها حين مرضه، ثم يدخل كل مريض في عنبر مختص بمرضه، ولا يُسمح له بدخول العنابر الاخري، لمنع انتقال العدوي ايضاً، وينام كل مريض علي سرير خاص به، وعليه ملاءات جديده وادوات خاصه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل