المحتوى الرئيسى

«سلطان العلم وفارس الحكم» .. كتاب يوثق مناقب حاكم الشارقة

05/04 18:17

 ”دوس علي المر وسير، وحولوا احزانكم الي شعله، فنحن اما نكون اولا نكون” .. رساله حاره من قلب سلطان الثقافه وحكيم العرب، وجهها للشعب المصري بعد نجاح ثوره 30 يونيو الاخيره . هي اوصاف تجتمع نادرا بمسئول عربي، ونجدها متجسده في شخص حاكم الشارقه د. سلطان القاسمي.

ويسرد الكتاب الجديد الذي انتجته “ارابيا انفورم” المتخصصه برصد وتحليل المحتوي الاعلامي العربي منذ بدايه التسعينات ، محطات مضيئه بحياه القاسمي ، والذي تستعد لاهدائه اليه خلال تكريمه بجامعه القاهره الشهر الحالي.

في تقديم الكتاب نستعرض سمات تفرد شخصيه “القاسمي” محب الثقافه بمختلف فروعها، من تاريخ وادب وشعر وروايه ومسرح وفنون تشكيليه، وهو شغف طبيعي حينما يكون صاحبه اديبا .

ولعل ذلك هو ما جعل إمارة الشارقة قبله للمثقفين وحاضنه للكثير من اهم الفعاليات الثقافيه ، وقد اختارتها منظمه اليونسكو عاصمه للثقافه العربيه عام 1998.

وقد ساهم بمكرمات سخيه في اقامه المراكز والهيئات الثقافيه والعلميه في العديد من الدول ، ويساعد من خلال الترجمه في تقديم المنتج الثقافي العربي باللغات المختلفه.

انعكست شخصيه حاكم الشارقه علي ادائه القيادي بالاماره التي تحولت بفضله من اماره ذات حياه قبليه الي اماره ناهضه تاخذ باسباب التنميه والحداثه وتخرج اجيالا من المثقفين الواعين بقيمه العلم والمعرفه ، منذ ان تولاها عام 1972م.

استلزم انتاج الكتاب مراجعه 85 الف ماده اعلاميه مرتبطه بالشيخ سلطان القاسمي، تشغل حيزا زمنيا من 1998 وحتي اللحظه ، تشمل الاخبار ومواد الراي ، وقد نشرت باكثر من الفي وسيله اعلاميه موزعه عبر 44 دوله حول العالم .

اما نتائج الرصد والتحليل الاعلامي فاظهرت ايجابيه الصوره الاعلاميه لسلطان القاسمي، وكثافه المتابعات الاعلاميه لجهوده، وبروز المثقفين ورجال الحكم ومؤسسات الثقافه – عرب واجانب- كعناصر فعاله في رسم صورته.

وقد تم تصنيف القاسمي كاحد مؤسسي المسرح الاماراتي الحديث، الي جانب ما سبق، وانه باني نهضه الشارقه، كما كان مشاركا في عمليه الانتقال السلس للسلطه بعد وفاه الشيخ زايد رحمه الله، ومدافعا عن قضيه الجزر الاماراتيه، وداعما لاقتصاد وطنه، حريصا علي وحده البيت الخليجي.

كما برز من خلال المسح الاعلامي التوجه العروبي سياسيا وثقافيا، ورعايته للقضايا الاسلاميه واللغه العربيه.

ايضا تبرز جهود حاكم الشارقه كراعٍ للحريات، في نتائج الدراسه، وهو من اعتبرها ركيزه اساسيه للاعلام والثقافه وكل مناشط الوطن.

الكتاب مقسم لسته ابواب، ومقدمه تشمل اطارا منهجيا وكلمه عن انجازات القاسمي المتنوعه، عبر 511 صفحه، وتشمل الابواب يومياته ، السيره واستهلال القياده، انجازاته السياسيه، ارائه بقضايا مختلفه، علاقته بمصر، الاهتمام الاعلامي بنشاطه ، اضافه لملحق صور .

ولد سلطان القاسمي في السادس من يوليو عام 1939 بمدينة الشارقة، وترعرع علي حب العلم والمعرفه، حصل علي دكتوراه الفلسفه في الجغرافيا السياسيه للخليج من المملكه المتحده عام 1999، وحاز دكتوراه الفلسفه في التاريخ من لندن ايضا قبلها عام 1985م، وهو بالاساس خريج كليه الزراعه جامعه القاهره عام 1971.

حصل علي دكتوراه فخريه من عدد كبير من جامعات العالم، وهو رئيس فخري لهيئه المسرح العربيه واتحاد الجامعات العربي وجمعيه علوم الفضاء ، المؤسسه العربيه للعلوم، مؤسسه تاريخ العلوم والعرب والمسلمين وتحمل صفه دوليه، الي جانب عضويته الفخريه بالعديد من الجهات الثقافيه العربيه والاسلاميه .

حاز العديد من الاوسمه والتكريمات حول العالم ومنها وسام زايد 2012، درع مهرجان المسرح العربي 2008، شخصية العام الثقافيه بمهرجان القرين الثقافي 2004، وسام الجمهوريه برتبه فارس من باريس 2003، درع الاليكسو 1998، شخصيه العام بجائزه حمدان بن راشد للاداء التعليمي 2008، درع مئويه جامعه القاهره 2008 وجائزه الاميره فاطمه للعطاء بالعام نفسه، جائزه الامير سلمان لتاريخ الجزيرة العربية 2012 ، جائزه الملك فيصل للعلوم الاسلاميه  2002، تكريم عيد العلم بمصر 2001، وغيرها من ارفع الجوائز.

تزوج من الشيخه موزه بنت سالم بن مانع، والشيخه جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي. وله من البنين : خالد ومحمد، وقد رحل الثاني، واربع بنات تحملن اسماء “عزه ونور وحور وبدور” .

للقاسمي مؤلفات هامه بالادب والتاريخ ومنها “تحت رايه الاحتلال”  ، “القواسم والعدوان البريطاني” ، “مراسلات سلاطين زنجبار” ، “حديث الذاكره” ، “سرد الذات”، “تقسيم الامبراطوريه العمانيه” ، “يوميات ديفيد سيتون” ، “جون مالكوم والقاعده التجاريه البريطانيه في الخليج” ، “العلاقات العمانيه الفرنسيه”، “اسطوره القرصنه العربيه في الخليج”، واعمال ادبيه كـ “طورغوت”، “الامير الثائر” ، “الشيخ الابيض” ، “عوده هولاكو”، “شمشون الجبار” ، “القضيه”، “النمرود” ، و”الاسكندر الاكبر” .

تعكس اعمال القاسمي المسرحيه قضايا الشعوب العربية وهو يجيد اسقاط الاحداث التاريخيه علي الواقع المعاش.

ومسرح القاسمي وصفه النقاد بانه وثائقي سياسي، ذو نفس ملحمي تجريبي يبث الوعي والامل من خلال التقاط احداث التاريخ كسقوط القدس ونهوض صلاح الدين الايوبي بتحريرها في زمن الحروب الصليبيه، وهو يشبه ذلك بالمؤامرات التي تحاك ضد الامه الان، وسنري كيف كان الامير مهنا ، الخليجي الذي حكم بالقرن الـ18 قادرا علي الصمود امام القوي العظمي حين تعضدت قوته برفاقه، وحين تنكر لهم ودبر ضدهم المؤامرات انهزم ومات ميته شنيعه.

يركز الكتاب علي عدد من المبادرات التي اطلقها حاكم الشارقه لدعم المعرفه والعلوم ومنها : تاسيس 1000 بيت للشعر بالعالم العربى، دعم الفرق المسرحيه، دعم مسرح الطفل، مكتبه في كل بيت، دعم موسوعه العلماء المسلمين، دعم الهيئه العالميه للمسرح بمليون يورو، انشاء مجمع الثغره الثقافي باسبانيا، دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكيه، جامعه اسلاميه عربيه بالشارقه، دعم معارض الكتب العربيه وعلي راسها معرض الشارقة الدولي للكتاب ، المتحف الاسلامي بالشارقه،  ورعايه المبدعين.

كما تشمل المبادرات نواح عده كتوفير المياه المعدنيه واعفاء الدراسين المحتاجين، انشاء اكبر مدرسه عسكريه بمليحه، توفير المكتبات، اكاديميه الشارقه للبحث العلمي 2008، المدارس النموذجيه، فروع لجامعة الشارقة جديده، محطه رصد الزلازل، مستشفيات جامعيه، مقر لإتحاد الجامعات العربية بعمان، مبادرات تامين صحي، رفع الحد الادني لمعاش التقاعد، المدن الرياضيه، الشارقه مدينه استثماريه، تطوير المدن لاستقبال السياحه، ومبادرات تمكين المراه .

وانسانيا سنجد مبادرات كبناء قريه للاطفال اليتامي ببوركينا فاسو، تسديد ديون مواطني الشارقه، مستشفي القاسمي بجزر القمر، و مبادره اصحاب الاحتياجات الخاصه. وفي مجال رعايه الاسره سنجد علي سبيل المثال انشاء محكمه للاسره ومكتب للمنازعات ، نواد للسيدات، مراكز للطفل، مراكز التنميه الاسريه ومجلس شوري اطفال الشارقه.

في فصل مستقل يركز الكتاب علي حرص الشيخ سلطان القاسمي علي رد الجميل لمصر، فهو يذكر دوما بعثاتها التعليميه التي ارسلتها للشارقه بعد ثوره يوليو 52، وتعلمه بجامعتها.

ولا يمكن لمصر ان تنسي للقاسمي مبادراته القيمه بترميم المجمع المصري ودعمه بمخطوطات نادره عقب الحريق الذي الم به، التبرع بثلاثه ملايين دولار لقصور الثقافه المصريه، تبني مشروع دار الوثائق القوميه بعين الصيره، دعم المكتبه المركزيه بجامعه القاهره، مجمع معامل ومكتبه بكليه الزراعه جامعه القاهره، انشاء دار الجمعيه المصريه للدراسات التاريخيه، وتبني انشاء جمعيه الاثاريين العرب ، واخيرا دعم صندوق معاشات اتحاد كتاب مصر. اما زوجته فتعد الرئيسه المؤسسه لجمعيه “اصدقاء مرضي السرطان “

قدم القاسمي مبادره ايضا لانشاء دائره المعارف الاسلاميه، مشروع احياء ذاكره العالم العربي، احياء الاماكن التاريخيه، معهد التكنولوجيا، التعاون مع الازهر الشريف والقوات المسلحه ، ولم يخف تاييده لشجاعه المصريين ضد الاخوان المسلمين ودعم خزانه البلاد بـ2 مليار دولار عقب نجاح ثوره يونيو .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل