المحتوى الرئيسى

زلزال نيبال.. لماذا تكون بعض الهزات الأرضية قاتلة؟ | المصري اليوم

05/04 16:42

في الاول من ابريل 2014، ضرب زلزال بقوه 8.2 درجه علي مقياس ريختر شمالي تشيلي، مما ادي الي مقتل سته اشخاص وتدمير 2500 منزل وتشريد 80 الف شخص.

وبعد عام تقريبا ضرب زلزال بقوه 7.8 درجه نيبال، وبلغ عدد القتلي اكثر من 6200 شخص (ومازال الرقم مرشحا للزياده) ومحيت مدن وقري بالكامل مما خلف ملايين المشردين.

وبالكاد ظهر زلزال تشيلي في الاخبار، بينما تسبب زلزال نيبال في دمار كامل ومطلق، لكن كيف احدث زلزالان متشابهان هذه التاثيرات المختلفه؟

جزء كبير من الاجابه بالطبع يتركز علي معايير المباني والثروه.

ومنذ الزلزال الرهيب الذي ضرب تشيلي عام 1960 بقوه 9.5 درجه، والذي تسبب في مقتل 5500 شخص، اتخذت البلاد خطوات كبيره في تحديث مبانيها وتصميمها لتقاوم الاهتزازات التي تنتج عن الزلازل الكبيره.

بينما الوضع مختلف في نيبال، حيث كان القليل من المباني يتوافق مع الشروط، وتهدم الكثير من هذه المباني عند بدايه الزلزال.

لكن شروط وقوانين الثروه والبناء لا تكشف القصه كامله، فالجيولوجيا مختلفه ايضا.

وتقع نيبال فوق منطقه تصادم قاري (الهند تتداخل مع اسيا) والصدع الزلزالي مخفي جيدا: فغالبيه هذا الصدع مدفون علي عمق كبير تحت الارض وتصدعات السطح تغطي سريعا بالطين الذي ينجم عن الامطار الموسميه والغابات الكثيفه.

واكثر من هذا، فان سرعه هذا التصادم القاري (حوالي 4.5 سم كل عام) تعني ان الزلازل الكبيره فقط هي التي ستضرب نيبال كل عده عقود.

بينما الصدع في تشيلي واضحا، وهو خندق كبير ضخم حيث يغوص سطح المحيط الباسفيكي تحت قاره امريكا الجنوبيه بمعدل يقرب من 10 سم في العام.

ويتشبب هذا الصدع في زلازل كبري كل عام، مما يجعل القدره علي مواجهه الزلازل اولويه في هذه المنطقه.

في الواقع، حدد العلماء معظم الشريحه الضعيفه في صدع نيبال قبل اسابيع من وقوع الزلزال المدمر.

وهناك دولا اخري في مناطق الصدام القاري تقع تحت كابوس اتساع الصدوع علي نطاق واسع، وحدوث انشقاقات عبر الاف الكيلومترات من الاراضي.

وعلي طول الطريق بين البحر المتوسط واندونيسيا ثمه شبكه من صدوع الزلازل صنعتها الصفائح الارضيه الافريقيه والعربيه والهنديه التي تتشكل شمالا في الصفيحه الاورواسيويه.

وتقع مدن كثيره من بينها اسطنبول وطهران وتبريز وعشق اباد في بعض اخطر المناطق علي الارض.

ويشرح جيمس جاكسون، خبير جيولوجي في جامعه كامبريدج البريطانيه ورئيس مشروع زلازل بلا حدود، ان الصدوع القاريه اقل انحصارا، لذلك فانها تؤدي لتشقق اقل كثيرا، ومع ان بعض الصدوع يظهر كل بضعه الاف من السنين – فانها ابعد من ان تسجلها الذاكره البشريه او التاريخ الموثق".

ومنذ 1900 قتلت الزلازل علي الصدوع القاريه ضعف الاعداد التي قتلتها الزلازل علي حدود قشره المحيطات وقشره القارات.

وخلال الاعوام القليله الماضيه، تتبع جاكسون وزملاؤه هذه التصدعات القاريه في ايران وكازاخستان والصين، واستطاعوا من خلال صور الاقمار الصناعيه عاليه الجوده تحديد التكوينات الارضيه الشاذه والتي تشير مكان وجود الصدع.

وفي حاله نيبال، كان الكثير من تلك المعلومات متاحا، وانجزت المنظمات المحليه عملا جيدا، ومن بينها الجمعيه الوطنيه لتكنولوجيا الزلزال، وذلك استعدادا للزلزال الكبير القادم، وتم تدريب عمال البناء، اعاده تجهيز المدارس والمستشفيات، وتثقيف الناس حول الزلازل وتخزين الموارد الحيويه.

وهناك امال في ان زلزال نيبال المدمر سيلفت انتباه المجتمع الدولي الي اهميه بناء القدرات لمواجهه الزلازل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل