المحتوى الرئيسى

بالصور..كيف هجر محمد عبدالوهاب الأزهر من أجل الغناء؟

05/04 16:36

تمر اليوم ذكري رحيل موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب، الذي توفي بجلطه في المخ، اثر انزلاقه علي الارض واصطدامه، يوم 4 من مايو، عام 1992.

ولد محمد عبدالوهاب، في منطقه باب الشعرية، وكان والده يعمل مؤذنا وقارئا في جامع سيدي الشعراني، بمنطقه باب الشعريه.

شغف عبدالوهاب بالموسيقي والغناء بدا في سن مبكره. التحق بالكتّاب تنفيذًا لاوامر والده، وحفظ بعض اجزاء من القران الكريم، وهو ما اهمله عندما بدات ملكه الغناء والتلحين تسيطر عليه، وفي بداياته عاني كثيرًا كون طموحاته الفنيه لا تتفق مع فكر اسرته المحافظ المتدين، لذلك كانت "العلقه الساخنه" صديقته المفضله في فتره طفولته، خصوصًا بعدما التحق بالأزهر الشريف، وبدا في الهرب منه، لحضور حفلات مسرح الكلوب المصري.

ومع اكتشاف والده ان الضرب لم يعد ذا تاثير قوي، وان ابنه اصبح كارهًا لدراسه اصول الفقه والشريعه، ومتطلعًا للفن والغناء، قرر معاقبته بطريقه مختلفه، فاودعه للعمل لدي احد "الترزيه" حتي يتراجع عن افكاره، لكن الرياح تاتي دائمًا بما لا تشتهي السفن، فقد تعرف عبدالوهاب في هذا المحل علي شقيق شمعون الترزي، الذي كان يعمل في فرقه فوزي الجزايرلي المسرحيه، وعندما سمعه يغنّي، عرض عليه الالتحاق بالفرقه، والغناء في الفواصل، بين فصول المسرحيه، مقابل 3 قروش.

وبالفعل ،وافق عبدالوهاب، وبدا يشق طريقه، وهرب من اسرته مجددًا، وحاول ان يتخفي منهم وهو يغني، لكنهم سرعان ما اكتشفوا حيله، وتوصّلوا اليه، لكن شغفه بالغناء كان اقوي من ان يتراجع ويرضي بالامر الواقع، فقد هرب مجددًا مع السيرك الي دمنهور، لكنه رفض ان يقدم اي عروض بخلاف الغناء، وهو ما جعله يترك السيرك ويعود لاسرته التي وافقت اخيرًا علي ان يعمل مع فرقه عبدالرحمن رشدي في كازينو برينتانيا.

وبعد موافقه اهله علي عمله مطربا في الفرقه، شاهده الشاعر الكبير احمد شوقي في احدي الحفلات، الا انه رفض ان يعمل شاب صغير مثله مطربا، وطلب من المسؤولين عدم المشاركه في جريمه كهذه، وعندما علم عبدالوهاب بالامر، ذهب ليعاتبه، فاكّد له انه يخاف علي مستقبله، ويريد له ان يتخذ من الحياه مراحل، خصوصًا ان العمل بالفن في مثل هذا العمر قد يفقده صحته، من هنا باتت العلاقه بين كل من احمد شوقي ومحمد عبدالوهاب قويه جدًا، وتبناه شوقي فنيًا، وقدّما سويًا كثيرا من الدويتوهات الخالده حتي يومنا هذا.

في عام 1928 كان عبدالوهاب قد تعلم العود، علي يد الموسيقار الكبير محمد القصبجي، ثم عمل مدرسًا في وزاره المعارف، لينضم في هذا العام لفرقه الموسيقار الكبير سيد درويش، التي لم تحقق نجاحا كبيرا، وان توطّدت العلاقه بينه وبين عبدالوهاب وصار يحرص علي اصطحابه دائما.

في عام 1930 كانت بدايه محمد عبدالوهاب الحقيقيه مطربا وملحنا ومؤلفا موسيقيا، من خلال الاذاعه المصريه، ومنها الي السينما في عام 1933، حيث بدا يلمع ويزداد صيته كنجم كبير، وكان رصيده في السينما 8 افلام هي: "الورده البيضاء"، "دموع الحب"، "رصاصه في القلب"، "غزل البنات"، "يحيا الحب"، "ممنوع الحب"، "لست ملاكا" و"يوم سعيد".

قدم عبدالوهاب العديد من الالحان لكبار المطربين والمطربات، ومن ابرز اعماله لام كلثوم "انت عمري" الذي جاء بعد كثير من العداء بينهما، كان السبب فيه اختلافهما في كثير من الامور ووجهات النظر، لكن مساعي للصلح جمعت بينهما في لقاء السحاب "انت عمري"، وتوالت بعدها الاعمال مثل "انت الحب" و"امل حيات" و"فكروني" و"اغدا القاك".

كما قدم عددا من الالحان لعبدالحليم حافظ، منها "توبه" و"اهواك" و"فوق الشوك" و"يا خلي القلب" و"فاتت جنبنا" و"نبتدي منين الحكايه"، بالاضافه الي عدد من الاغاني الوطنيه، منها "الله يا بلادنا الله" و"غني يا قلب" و"ذكريات" و"يا حبايب بالسلامه" و"الوطن الاكبر".

كما قدم عبدالوهاب كثيرا من الاغنيات لكبار النجوم في مصر والوطن العربي، وعلي راسهم عبدالحليم حافظ، فيروز، ورده، نجاه، اسمهان، طلال مداح، وكان المطرب ايهاب توفيق هو اخر اكتشافاته الفنيه.

نال موسيقار الاجيال، خلال مشواره الفني، العديد من الجوائز والاوسمه، حيث حصل علي الجائزه التقديريه في الفنون عام 1971، وعلي الدكتوراه الفخريه من اكاديميه الفنون عام 1975، كما حصل علي الميداليه الذهبيه من مهرجان موسكو، ووسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

بالاضافه الي وسام الاستقلال عام 1970، والميداليه الذهبيه للرواد الاوائل في السينما المصريه، والاسطوانه البلاتينيه في 2 فبراير 1978م، وفي عام 1983م اطلق عليه لقب "فنان عالمي" من جمعيه المؤلفين والملحنين في باريس.

حياه محمد عبدالوهاب الخاصه، ظلت بعيده عن نجوميته والاضواء المسلطه عليه، لكن ما عرف عنه انه تزوج ثلاث مرات، المره الاولي من سيده تكبره بعشرات السنوات وتردد ان كانت ثريه وانتجت له اولي تجاربه السينمائيه، لكنه انفصل عنها بعد 10 سنوات زواجا، بسبب غيرتها الشديده عليه، ثم في المره الثانيه تزوج من ام ابنائه الخمسه، لكنه انفصل عنها ايضا بعد 17 عامًا من الزواج والاستقرار، واخيرًا تزوج من السيده نهله القدسي.

رفض عبدالوهاب ان يعمل احد ابنائه في مجال الفن، وكان مبرّره انه عاني كثيرا في هذا المجال، وهو الامر الذي لا يريد ابناؤه ان يعيشوه مجددًا، كما رفض ان تستكمل ابنته عفت تعلم البيانو الذي احبته كثيرًا حتي لا تتعلق به وياخذها التيار تجاه الفن.

اشتهر الراحل محمد عبدالوهاب بوسوسته القويه، فقد كان يخاف كثيرًا علي صحته ونظافته وكل المحيطين به، وفي احد لقاءاتها، اكدت ابنته عفت ان والدها كان يدخل المطبخ ينفسه ليطمئن علي طريقه غسل الاطباق والخضراوات، وحكت عندما علم انها اكلت سلطه خضراء خارج المنزل، حيث نهرها، ورفض مصافحتها، ولم يسمح لها بدخول غرفته في تلك الليله، كما كان شديد الحرص علي الابتعاد عن كل من يصاب بامراض وبائيه او انفلوانزا.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل