المحتوى الرئيسى

34 صحافيًا عراقيًا قتلوا وأصيبوا خلال عام

05/04 01:57

تظاهره تدعو الي عدم قتل الصحافيين

حياه الصحافيين في العراق يتهددها الخطر

مخاوف عراقيه من اعدام داعش لـ 15 صحافيًا يعتقلهم

قال مرصد الحريات الصحافيه العراقي ان 34 صحافيا عراقيا اصيبوا وقتلوا فيما تم اختطاف 27 اخرين خلال عام واحد ينتهي اليوم.. فيما ارتفع عدد القتلي من الصحافيين العراقيين والاجانب منذ 2003 الي 280 صحافيا قتلوا اثناء عملهم الاعلامي.

لندن: مرصد الحريات الصحافيه العراقي زياد العجيلي في حديث مع "ايلاف" ان الفتره بين 3 ايار ( مايو) 2014 الي 3 ايار (مايو) 2015 شهدت عمليات مميته ضد الصحافيين العراقيين والاجانب حيث اصيب وقتل 34 مراسلا ومصورا صحافيا واختطف اكثر من 27 اخرين، بعد سيطره تنظيم داعش علي مساحات شاسعه من البلاد، كان ينشط فيها الصحافيون المحليون والاجانب ما جعلها مناطق خوف ورعب يتجنبها المراسلون الميدانيون.

واشار الي انّه بعد وقوع تلك المناطق تحت سيطره التنظيم المتطرف في حزيران ( يونيو) 2014 اتخذت السلطات الحكوميه مجموعه اجراءات تتعلق بعمل وسائل الاعلام ووسائل الاتصال وخدمه الانترنت، حيث عمدت الاجهزه الامنيه ووزاره الاتصالات ومعهم هيئه الاعلام الي قطع خدمه الانترنت في اغلب محافظات ومدن العراق، وشددت الرقابه علي القنوات الفضائيه والمنافذ الاخباريه ووكالات الانباء، بالاضافه الي حجبها جميع مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وخدمات اخري مثل سكايب و فايبر و واتس اب. ومن الحالات الامنيه النادره شهد اقليم كردستان العراق عمليات قتل لصحافيين وعمليات احتجاز وتضييق.

وقال ان غياب الصحافيين عن مشهد التواصل مع الكثير من مناطق البلاد جعل التغطيه الصحافيه غير موضوعيه، وفي الوقت الذي مارس فيه المتطرفون حريه السيطره علي عمليه نشر المعلومات في المناطق التي يبسطون سيطرتهم عليها فقد تم فسح المجال اما هيمنه صحافيين متحزبين متطرفين بدلاً من صحافيين محترفين، وتركت هذه التغطيات اثرها علي الصوره الكبيره للاحداث وسط روايات متناقضه، وهو ما ادي الي اضعاف الثقه في بعض ممن تبقي من الصحافيين الحقيقيين الذين يحاولون نقل حقائق الاحداث وانقاذ مصداقيه الاعلام، وهو ما دفع عناصر داعش الي ممارسه ابشع الجرائم والترويع ضد الصحافيين ومندوبي الاخبار في محاوله منه لاستكمال حريته في نشر ما يريده واخفاء الجوانب المظلمه من عملياته.

واوضح انه بعد الهجمات الشرسه التي تعرضت لها المؤسسات الاعلاميه والصحافيين من قبل تنظيم داعش، اصدرت هيئه الاعلام والاتصالات يوم 18 يونيو (حزيران) 2014 قائمه تتضمن توجيهات وارشادات يتعين علي وسائل الاعلام اتباعها، واقدمت الهيئه علي اصدار قرارات بوقف بث بعض وسائل الاعلام واغلاق مكاتب قنوات فضائيه محليه وعربيه كالبغداديه والبابليه والعربيه والعربيه الحدث وقناه الجزيره، وصحيفه الشرق الاوسط. كما عمدت الحكومة العراقية السابقه الي تفعيل مذكرات القاء قبض اصدرتها بتهم مختلفه ضد صحفيين وناشطين اعلاميين، وفقا لقوانين سابقه تبالغ في المعاقبه علي مايسمي "جرائم النشر" وتحدد حرية الصحافة بما ينسجم مع نظام القمع والاستبداد والدكتاتوريه في النظام السابق، وهو امر يتقاطع مع احكام الدستور الحالي جمله وتفصيلاً.

ومن بين الامثله علي تلك القوانين فرض عقوبات صارمه علي الصحافيين فرض غرامات واحكام بالسجن لفترات طويله، او كليهما معاً، علي من يدان بطائفه من المخالفات الصحافيه حيث يفرض القانون عقوبه الاعدام علي بعض المخالفات. فعلي سبيل المثال، يفرض قانون العقوبات عقوبه السجن مدي الحياه او الاعدام علي من يدان باهانه الرئيس، او البرلمان، او الحكومه، كما يفرض عقوبه السجن لمده سبع سنوات علي من يهين المحاكم، او القوات المسلحه، او السلطات العامه، او الوكالات الحكوميه وتعتبر هذه القوانين في عمومها من مخلفات النظام الديكتاتوري واستمرار العمل بها يقوض بشكل كبير حريه الصحافه والتعبير.

واضاف انه فيما لايزال العمل الصحافي الميداني وحمل الكاميرا امراً معقداً للغايه، تحصر السلطات امر السماح لحركه الصحافيين وتجوالهم بالقيادات العسكريه والامنيه في جميع المدن العراقيه، ويتعرض الصحافيون في اغلب الاحيان للمنع من التصوير والتغطيه الاعلاميه ما لم يحصلوا علي موافقات امنيه مسبقه تكون معقده وكيفيه في الغالب، علي الرغم من صدور امر من قبل رئيس الحكومه العراقيه حيدر العبادي يقضي بالغاء الوصايه العسكريه علي الفرق الاعلاميه.

وقال انه في حالات اخري من السعي لفرض السيطره علي الاعلام، وانعدام الشفافيه في كل مفاصل الدوله، تحاول مؤسسات رسميه السيطره علي التدفق الحر للمعلومات والحد من مستوي المعرفه لدي المواطنين وفرض الرقابه والسيطره علي الشبكه الدوليه للمعلومات الانترنت في البلاد، وطرحت قوانين اخري للحد من الحريات وحريه التعبير.

واكد ان مؤسسات رسميه وعسكريه وامنيه تعمل للسيطره علي المعلومات والحد من حريه الصحافه، تشاركها في ذلك هيئه الاتصالات والاعلام المستقله التي تبذل جهودا مستديمه لفرض قيود علي تدفق المعلومات والهيمنه علي شبكه الانترنت بالتعاون مع وزاره الاتصالات .. حيث حجبت السلطات الامنيه بالتعاون مع وزاره الاتصالات العام الماضي في 15 حزيران الماضي 20 موقعا اخباريا، الا انها قامت برفع الحجب تباعا عن اغلب المواقع الالكترونيه، باستثناء موقع قناه "البغداديه" و"البغداديه نيوز" وموقع قناه "العربيه" وموقع وكاله "القرطاس نيوز"، دون اعطاء مبررات منطقيه.

داعش يرتكب ابشع الجرائم ضد الصحافيين

وعن دور تنظيم داعش في التاثير علي العمل الاعلامي اشار العجيلي الي انّه في خضم تلك الاحداث كان التنظيم يمارس ابشع الجرائم ضد صحافيين واعلاميين في مناطق سيطرته، وشن حملات بحث عن الصحافيين المتوارين ونجح في اختطاف اكثر من 27 منهم في مدينتي تكريت والموصل حيث وثق مرصد الحريات الصحافيه من داخل المحافظتين قيام التنظيم بتعميم بيانات مختومه بختم "الدوله الاسلاميه" مفادها اصدار اوامر الي جميع عناصره بتصفيه الاعلاميين المتواجدين في المحافظتين ومصادره جميع ممتلكاتهم بتهمه "قيامهم بتضليل صوره الدوله الاسلاميه لصالح الحكومه العراقيه".

كما نفذ التنظيم المتطرف 3 عمليات اعدام بحق صحافيين عراقيين، ففي 6 ايلول (سبتمبر) عام 2014، اعدم التنظيم الصحافي رعد محمد العزاوي، الذي يعمل مصوراً في قناه "سما صلاح الدين"، بعد اسابيع من اختطافه من قريه (سمره) شرقي مدينه تكريت، وفي 19- شباط (فبراير) عام 2014 اعدم التنظيم المتطرف مراسل قناه "سما الموصل" قيس طلال رمياً بالرصاص وسط المدينه، وفي 28 نيسان (ابريل) اعدم التنظيم الصحافي ثائر العلي، بعد اختطافه من مقهي في منطقه الدواسه، وسط المدينه، عندما "كان يجري اتصالات هاتفيه مع وسائل اعلام محليه وتزويدها بالاخبار". وفي حزيران 2014 قام التنظيم المتطرف في الموصل بشن حمله اعتقالات بعد اعداد "داعش" قائمه مطلوبين" تتضمن اسماء 50 صحفيا ومساعدا اعلاميا.

واوضح العجيلي ان صحافيين محليين ابلغوا مرصد الحريات الصحافيه، ان تنظيم "داعش" قام باعتقال اكثر من 14 صحفيا ومساعدا اعلاميا، بعد ان تمت مهاجمه منازلهم في مناطق متفرقه من مدينه الموصل، ولم تقتصر الاعتقالات علي مراسلي ومصوري القنوات الفضائيه، بل شملت فنيين عاملين في مجالات الهندسه الضوئيه والمونتاج واداره المؤسسات الاعلاميه.

وقال انه بحسب احصاءات المرصد فان تنظيم "داعش" مازال يحتجز ثمانيه كتاب وصحافيين ومصورين في محافظه نينوي القسم الاكبر منهم اختطف في العاشر منذ حزيران من عام 2014، منهم الكاتب والصحفي فاضل الحديدي والاعلامي مهند العكيدي، والمصور الصحافي علي النوفلي، ومقدمه البرامج في قناه "الموصليه" الفضائيه ميسلون الجوادي والكاتب الصحافي جمال المصري. بينما قام التنظيم في نهايه شهر كانون الاول (ديسمبر) عام 2014 باختطاف ثلاثه اخرين هم مراسل وكاله "عين الاخباريه" محمد ابراهيم وشقيقه مصعب ابراهيم الذي يعمل بصفه مصور فوتوغرافي في ذات الوكاله ومراسل قناه "الموصليه الفضائيه" عبد العزيز محمود.

صحافيون قتلوا خلال المعارك بين القوات الامنيه وداعش

وشدد العجيلي علي ان المخاطر لم تنته عند المناطق التي هرب منها الصحافيون بعد سيطره تنظيم داعش عليها، انما ادت معارك التحرير، التي تخوضها القوات العراقية بكل تشكيلاتها وقوات التحالف الدولي بقياده الولايات المتحده الاميركيه ضد التنظيم المتطرف، الي مقتل واصابه 34 مراسلا ومصورا صحافيا في ساحات المعارك.

ففي تشرين الاول ( اكتوبر) من العام 2014 قتل المصور الصحافي عماد عامر لطوفي في تفجير عبوه ناسفه كانت تستهدف موكب قائد شرطه الانبار احمد صداك حين كان يرافقه ويقوم بتغطيه مواجهات مسلحه عنيفه مع تنظيم داعش. وتبث قناه الانبار وعدد من القنوات الاخري الافلام التي يصورها لطوفي، كونه المصور الحربي الوحيد الذي يصل الي مناطق النزاع.

وفي 23 كانون الثاني (يناير) من هذا العام قتل مراسل قناه "الغدير" الفضائيه علي الانصاري، خلال اشتباكات مسلحه وقعت بين قوات الامن العراقية وعناصر من "داعش" في محافظه ديالي اثناء تغطيته لعمليه عسكريه انطلقت لتحرير مناطق في قضاء المقداديه، حيث سقطت قذيفه هاون وسط تجمع للقوات ومراسلي ومصوري القنوات الفضائيه في ناحيه منصوريه الجبل شمال المقداديه، ما ادي الي مقتله.

وفي 9 اب (اغسطس) الماضي قتلت الصحافيه الكرديه دنيز فرات، اثر اصابتها بشظايا قذائف هاون اصابت قلبها في مخيم بالقرب من مدينه مخمور، اثناء تغطيتها لمعارك بين قوات البيشمركه الكرديه والتنظيمات المتطرفه، وتعمل دنيز لوكاله انباء "فرات" ووسائل اعلام اخري. وفي 13 أيار (مايو) 2014 قتل مراسل قناه "التغيير" في الانبار همام محمد، اثر سقوط قذيفه بقربه، اثناء تصويره لمعارك بين قوات الجيش العراقي وتنظيم داعش .. كما اطلق مسلحون في 14 حزيران الماضي الرصاص من اسلحه رشاشه تجاه فريق عمل قناه العهد الفضائيه في محافظه ديالي، اثناء تغطيتهم لعمليات عسكريه لتحرير منطقه العظيم، ما ادي الي مقتل المصور الصحافي خالد علي حماده.

وفي 20 كانون الاول ( ديسمبر) الماضي قتل الصحافي نوزاد محمد في محافظه السليمانيه في ناحيه خورمال، ويعمل محمد في عدد من وسائل الاعلام الكرديه وينشر تقارير عن قضايا الفساد الاداري والمالي. وفي 15 شباط (فبراير) من عام 2015 اعدم تنظيم داعش الاعلامي في صحيفه "الموصل اليوم"، احمد حسكو رميا بالرصاص في الجانب الايمن من مدينه الموصل، بعد فتوي صادره عن المحكمه الشرعيّه للتنظيم الذي اتهمه بـ"التخابر والتواصل مع وسائل اعلام حكوميه".

واضاف انه علي مدي الفتره الممتده من 3 ايار 2014 الي 3 ايار 2015 فقد لاحظ مرصد الحريات الصحافيه ان اغلب المراسلين الحربيين لا يلتزمون بشروط السلامه المهنيه اثناء التواجد في مناطق النزاع، ولم يرتدوا الستر الواقيه من الرصاص وخوذ حمايه الراس، اثناء قيامهم بعملهم الميداني، ما تسبب باصابه البعض منهم اثناء المعارك التي تقودها القوات العراقيه ضد تنظيم داعش. ولذلك فقد تعرض مراسل قناه "الحره" ميثم الشيباني ومصوره ميثم الخفاجي لاصابات جسديه اثناء تغطيتهم للمعارك الشرسه التي كانت تقودها القوات الامنيه في ناحيه جرف الصخر شمالي بابل، فيما اصيب حيدر نصيف مراسل قناه "افاق" ومصوره احمد خضير، اضافه الي اصابه مصور قناه "الفرات" علي رشيد.

كما تعرض مراسل قناه "العراقيه" حيدر شكور لاصابات بالغه خلال هذا الشهر عندما كان يرافق القوات الامنيه وقوات الجيش العراقي في عمليه تحرير قضاء بيجي، حيث اصيب اصابات بالغه في منطقه الظهر نتيجه تفجير استهدفه ومجموعه جنود من القوات الخاصه في وقت كان لا يرتدي الستره الواقيه من الرصاص وخوذه الراس. وفي 23 كانون الثاني (يناير) 2015 اصيب مراسل قناة العراقية مصطفي حميد والمصور قصي صاحب، بجروح جراء سقوط قذيفه هاون قربهما اثناء تواجدهما مع القوات الامنيه في ناحيه منصوريه الجبل شمال قضاء المقداديه في محافظه ديالي" .. كما اصيب المراسل ليث احمد بجروح جراء سقوط صاروخ من نوع (كاتيوشا) قربه، اثناء تغطيته للعمليات العسكريه التي تنفذها القوات الامنيه في منطقه مكيشيفه شمال مدينه سامراء.

واوضح العجيلي ان قناصا تمكن من اصابه مراسل قناه "العراقيه" علي جواد ومصوره علي مفتن في 26 كانون الاول (ديسمبر) الماضي اثناء مرافقتهما القوات الامنيه في محيط تكريت. وتعرض كذلك مراسل قناه الغدير احمد البديري لاصابه بشظايا في يده جراء سقوط صاروخ من نوع (كاتيوشا) قربه، اثناء تغطيته العمليات العسكريه في ناحيه العلم .. فيما نجا من الموت باعجوبه مصور قناه الاشراق احمد حاتم، الذي اصيب بجروح خطيره، اثناء مرافقته للقوات الامنيه العراقيه، في عمليه عسكريه في قضاء الاسحاقي.

واشار الي انّه في ظل الاوضاع الامنيه التي تشهدها البلاد، ونتيجه ازدياد الجهد الصحافي في التغطيه الاعلاميه للاحداث، يُتابع مرصد الحريات الصحفية بقلق عدم اهتمام عدد من الصحافيين بمستلزمات الوقايه الصحافيه اثناء تغطيه الاحداث في مناطق النزاع.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل