"المبايعة" في دول العالم.. مبدأ انتقال السلطة عبر "السمع والطاعة"

الانتقال السلمي للسلطه يعرف بـ"المبايعه" في بعض الدول العربية، لنقل الحكم من الملك الي ولي العهد ووريث العرش، بعد وفاه الحاكم او تنازله، وفقا لقوانين واعراف او قرارات ملكيه، وهو طريق متبع ايضا في الانظمه الملكيه، سواء كانت دستوريه او مطلقه، والذي تتبعه 33 دوله حول العالم، الا ان كل واحده منهم تختلف في هذا الاختيار.

وعلي الرغم من انتشار النظام الديمقراطي في الدول الاوربيه، فان معظمها مازال يتبع الملكيه، ومن بينها "بريطانيا، والدنمارك، والسويد، والنرويج، وكندا، وبلجيكا"، التي تتشابه فيما بينها في انتقال السلطه لوريث العرش، وفقًا لقوانين ثابته.

يصبح الطفل الاول للملك في هذه الدول هو ولي العهد والاحق في ان يصبح الملك المستقبلي للبلاد بشكل تلقائي دون النظر الي جنسه، ولا تفقد الانثي حقها بولايه العهد بمولد اخيها، بينما تظل اسبانيا هي البلد الاوروبي الوحيد الذي لم يغير القانون وما زال يحتفظ بالطابع القديم في اسبقيه الذكور علي الاناث، في تولي الحكم وولايه العهد.

تتبع السعوديه نظام "المبايعه" حيث يصبح ولي العهد هو الملك الجديد، حيث تتم مبايعته من قبل هيئه المبايعه، التي يراسها الامير مشعل بن عبد العزيز ال سعود، ونص امر تاسيسها بانها تتكون من أبناء الملك عبد العزيز او احفاده في بعض الحالات التي يحددها النظام، اضافه الي 2 يعينهما الملك، احدهما من ابنائه والاخر من ابناء ولي العهد.

تتبع المبايعه الماده الخامسه من نظام الحكم التي كان يتم وفقها اختيار الملك وولي العهد، والتي تنص علي ان "نظام الحكم في المملكه العربيه السعوديه ملكي، ويكون الحكم في ابناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ال سعود وابناء الابناء، يبايع الاصلح منهم للحكم علي كتاب الله تعالي وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم".

ويتم اختيار ولي العهد القادم تبعًا للماده السابعه من نظام هيئه البيعه علي انه "يختار الملك بعد مبايعته، وبعد التشاور مع اعضاء الهيئه، واحدا، او 2، او 3، ممن يراه لولايه العهد ويعرض هذا الاختيار علي الهيئه، وفي حاله عدم موافقه الملك علي من رشحته الهيئه، فعلي الهيئه التصويت علي من رشحته وواحد يختاره الملك، وتتم تسميه الحاصل من بينهما علي اكثر من الاصوات وليا للعهد"، بينما اوضحت الماده التاسعه علي ان اختياره يتم في مده لا تزيد عن 30 يوما من تولي الملك الحكم.

تتبع الاردن النظام النيابي الملكي الوراثي، ونظمت الماده الـ 28 من الدستور الاردني عمليه انتقال الحكم، علي ان ينتقل فقط بين ابناء اسره الملك عبد الله الأول بن الحسين الذكور، وانتقال الحكم من الملك الي اكبر ابنائه سنًا، واذا توفي اكبر الابناء قبل ان ينتقل اليه الملك كانت الولايه الي اكبر ابنائه ولو كان للمتوفي اخوه، علي انه يجوز للملك ان يختار من احد اخوته الذكور ولياً للعهد وفي هذه الحاله تنتقل ولايه الملك من صاحب العرش اليه، الا ان بتعديل ادخل علي الدستور عام 1965 اتيح للملك اختيار احد اخوته لولايه العهد علي ان تنتقل ولايه العهد عند تولي الامير الحكم الي اكبر ابنائه.

ويشترط فيمن يتولي الملك ان يكون مسلمًا عاقلًا ومولودًا من زوجه شرعيه ومن ابوين مسلمين، ولا يعتلي العرش احد ممن استثنوا باراده ملكيه من الوراثه بسبب عدم لياقتهم، علي ان يبلغ الملك سن الرشد متي اتم ثماني عشره سنه قمريه من عمره، فاذا انتقل العرش الي من هو دون هذه السن يمارس صلاحيات الملك الوصي او مجلس الوصايه.

تتبع النظام الملكي الوراثي، حيث ينتقل الحكم الي الابن الذكر الاكبر سنًا من ذريه الملك، الا انه يتيح للملك اثناء حياته تعيين ابن اخر من ابنائه غير الولد الاكبر سنًا وليًا للعهد، وفي حاله لم يكن للملك ابن ذكر فولايه العهد تنتقل الي اقرب اقرباء الملك من جهه الذكور.

يقام حفل الولاء والبيعه رسميًا في المغرب، كل عام في 30 يوليو، لتجديد الولاء والبيعه للعاهل المغربي. في اكبر عيد وطني مدني في المغرب، بمكان يُسمي المشور، قرب القصر الملكي، حيث يعتبر تجديدا من لدن المغاربه للبيعه التي في عنقهم ازاء الملك باعتبارها عقدا سياسيا ودينيا شاملا وعقدا سياسيا واجتماعيا وروحيا ودينيا وربانيا وسماويا متكاملا.

تتبع نظام حكم وراثي في عائله ال ثاني، حيث نصت الماده الثامنه من الدستور علي ان يتولي الحكم الابناء الذكور من ذريه حمد بن خليفه ال ثاني، ويكون اختيار ولي العهد من بين ابناء الامير بدون تحديد ترتيبه من بين الابناء، اما اذا لم يكن للامير ابناء ذكور فان ولايه العهد تنتقل الي من يسميه الامير وتكون الوراثه بعد ذلك في ذريه ولي العهد، ويشترط في ولي العهد المختار ان يكون مسلما ومن ام قطريه مسلمه.

واذا كانت سن ولي العهد عند المناداه به اميرا للبلاد اقل من ثمانيه عشر عاماً ميلاديه، يتولي اداره دفه الحكم مجلس وصايه يختاره مجلس العائله الحاكمه، ويشكل مجلس الوصايه من رئيس وعدد من الاعضاء لا يقل عن ثلاثه ولا يزيد علي خمسه، ويكون الرئيس واغلبيه الاعضاء من العائله الحاكمه.

تتبع عمان نظـام حكم سلطاني وراثي، حيث ينص الدستور في مادته الخامسه من بابه الاول، علي ان يتولي الحكم الابناء الذكور من ذريـه السيد تركي بن سعيد بن سلطـان، ويشترط فيمن يختار لولايه الحكم من بـينهم ان يكون مسلما رشيدا عـاقلا وابنا شرعيا لابوين عمانيين مسلمين.

الا انها تتميز بعدم وجود ولي للعهد، حيث يتم اختيار من يتولي الحكم بعد وفاه السلطان، من خلال مجلس العائله الحاكمه الذي يقوم خلال ثلاثه ايام من شغور المنصب السلطاني بتحديد من ينتقل اليه الحكم من ذريه تركي بن سعيد بن سلطان، واذا لم يتفق مجلس العائله علي اختيار من يتولي الحكم يقوم مجلس الدفاع بتنصيب من اشار اليه السلطان المتوفي في رسالته الي مجلس العائله، وفقًا للماده السادسه من الدستور.

يقوم نظام الحكم في مملكه البحرين علي الدستوريه الوراثيه، فينص الدستور البحريني في مادته الاولي للباب الاول، "ينتقل من الشيخ عيسي بن سلمان ال خليفه الي اكبر ابنائه الشيخ حمد بن عيسي ال خليفه وينتقل بعده لاكبر ابنائه"، وهكذا طبقه بعد طبقه من الاب للابن الاكبر، الا اذا عين الملك في حياته ابنا اخر من ابنائه غير الابن الاكبر، اي ان ولي العهد يكون دومًا هو ابن الملك.