المحتوى الرئيسى

عاطف الغمري يكتب : .. المؤامرة.. نظرية أم حقيقة؟!

05/03 13:33

من وقت لاخر، تثار اراء، تشكك في وجود نظرية المؤامرة، وتنفي ان تكون لها صله بالواقع، وبانها نظريه تستخدم من جانب دول لتبرير اخطاء ترتكبها، وتلقي بمسؤوليتها علي اخرين.

حتي ان مصرياً يحمل الجنسيه الاميركيه، وسبق ان عمل موظفاً بالبيت الابيض، استضافه برنامج تليفزيوني في مصر، قال ان الحديث عن وجود المؤامره، ضد هذه الدوله او تلك، ليس صحيحاً، فهذا كلام يتحدث عن نظريات، لم يحدث ان وضعت موضع التنفيذ.

واذا كان كلامه صحيحاً، هو او من يشككون في وجود ما يسمي نظريه المؤامره، فماذا سيقولون عما سبق ان اعلنه الرئيس الاميركي جيرالد فورد رسميا عام 1975، من رفضه لاسلوب المؤامرات في السياسة الخارجية، ومطالبته بايقافها. وهي المؤامرات التي شملت عمليات تنفذها المخابرات المركزيه، لتدبير انقلابات، او اغتيال زعماء، او اشعال حروب اهليه او اقليميه.

وهي العمليات التي عرفت باسم الباب الخلفي للسياسه الخارجيه، والتي كشفت عنها وثائق اميركيه منها، محاولات اغتيال لومومبا، والتي نفذتها فيما بعد المخابرات البلجيكيه. وايضاً محاوله الاطاحه بعبد الناصر، والتي كشفها رجل المخابرات الاميركيه السابق الكولونيل باتريك لانج، عن اتصال المخابرات الاميركيه بالاخوان المسلمين في القاهره، والاتفاق معهم علي خطه للاطاحه بعبد الناصر، والتي تحولت بعد ذلك الي مؤامره لاغتياله، من جانب جهاز المخابرات الخارجيه البريطاني MI6 ، حين كلف رئيس وزراء بريطانيا، رجل مخابراته في مصر جورج يانج، بالاتفاق مع الجهاز الخاص للاخوان لتنفيذ خطه اغتيال عبد الناصر عام 1954. وهو ما كشفته وثائق هذا الجهاز البريطاني، بعد رفع الحظر القانوني عنها، لمرور 30 عاما عليها.

كما نشرت في الولايات المتحده كتب ودراسات عن المؤامره، لمسؤولين سابقين، وكيفيه انتقالها من الاطار النظري الي ارض الواقع.. وكثير منها تحدث عنه في كتبهم ضباط سابقون بالمخابرات الاميركيه بعد تقاعدهم، منها مؤامرات للاطاحه بحكومات ديمقراطيه منتخبه، مثلما حدث في جواتيمالا عام 1954.

وايضاً ما نشر من وثائق حكوميه واقوال لشهود عيان، اثبتوا ان لي هارف اوزوالد الذي اتهم باغتيال الرئيس جون كنيدي ليس هو القاتل الحقيقي. بل كانت هناك مؤامره شاركت فيها اطراف في الدوله الاميركيه ذاتها.

وان الوكالات المتعدده للمخابرات في الولايات المتحده، وعددها 16 وكاله، بالاضافه الي مخابرات حلفائها، بما فيها الموساد، قد اخترقت منظمات ارهابيه، لدفعها نحو ارتكاب اعمال تخدم في النهايه هذه الاجهزه.

والراي العام الاميركي ذاته، لا ينكر وجود المؤامره، وهو ما اكدته استطلاعات للراي، تحدث عن احد هذه الاستطلاعات والذي اجري عام 2006، عالما السياسه اريك اوليفر، وتوماس وود. وقالا ان 52% من الاميركيين يؤمنون بنظريه المؤامره.

ايضاً كان عالم السياسه كريج روبرتس المحاضر باربع جامعات اميركيه، وله عديد من المؤلفات التي صدر بعضها عبر جامعتي هارفارد، واكسفود، قد تحدث عن نظريه المؤامره. وقال ان هذا المصطلح لم يعد يعني مجرد شرح للمؤامره، بل يعني وجودا حقيقياً لها. وان المفهوم الشائع لنظريه المؤامره، يشير الي نظام عالمي، تمتلك فيه نخبه سريه قويه، اجنده عالميه لتنفيذ المؤامره علي مستوي العالم.

والحقيقه ان المؤامره، في كثير من الحالات، تظل حبيسه اطارها النظري، الي ان يلجا الطرف المستهدف منها، الي تصرفات يستخدمها اصحاب المؤامره، كمبررات قانونيه واخلاقيه، لتنفيذ خطتهم. او ما يسمي في علم السياسه بالثغره. بمعني ان هذه الظروف، تخلق ثغره في جدار الحمايه، والدفاع، والامن، للطرف المستهدف، تنفذ منها القوي الخارجيه، لتوجيه الضربه المقرره، بحيث تكون مقنعه ومقبوله من العالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل