المحتوى الرئيسى

في إيران.. اختلاف الآراء الفقهية يشعل معارك بين المحافظين والإصلاحيين - ساسة بوست

05/03 13:09

منذ 1 دقيقه، 3 مايو,2015

“ان واجب الشرطه ليس تطبيق الاسلام، وانما وظيفتها تطبيق القانون”.

“واذا كان الامر غير ذلك، فاننا نورط انفسنا في مشكله فكريه بدون مبرر، ونورِّط الشعب ايضًا”، لم تمر ساعات علي كلمات الرئيس روحاني هذه التي قالها بمؤتمر مدراء الشرطه الايرانيه يوم 25 ابريل الماضي، الا وقد ثار عليه عدد كبير من قيادات التيار المحافظ وعدد من المرجعيات الدينيه الايرانيه.

وتاتي تصريحات روحاني هذه في ظل الجدل الدائر في ايران حول تفسير “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، حيث يحاول المحافظون تطبيق هذا الحكم الفقهي من خلال جماعات اهليه او من خلال الشرطه، مما يواجهه البعض بالرفض.

ويقول روحاني في خطابه المثير للجدل، “انه ما من وصيه في الاسلام تحدد ما اذا علي الشخص ان يصلي بشكل بطيء او سريع”. وسال: «هل يمكن للشرطي التدخل في هذا الامر؟ هل يمكنه ان ياتي الي البنك ويقول لرئيس البنك: «اغلق الابواب لانه الظهر وقد حان وقت الصلاه؟» واذا كان شخص يصلي، هل يمكن للشرطي ان يذهب اليه ويساله: «لماذا تصلي سريعًا؟» هذا امر لا علاقه للشرطه به».

فبعد ساعات قليله من هذا الخطاب، خرج امام الجمعه في طهران، احمد خاتمي للرد علي روحاني قائلًا: “ان رساله الحكومه الدينيه ومهمتها ايضًا هي اعداد الطريق للجنه”، في حين قال امام الجمعه بمدينه مشهد: انه يجب الوقوف بكل قوه امام من يريدون ان يقفوا حائلًا امام ذهاب الناس الي الجنه.

لم يقتصر الرد علي بعض المراجع والقيادات السياسيه، بل قال مرشد الثوره الايرانيه، علي خامنئي في خطاب له امام جمع من قيادات الشرطه الايرانيه، فيما اعتبرته الصحافه الايرانيه تلميحًا له حول خطاب روحاني الاخير: “ان جميع اعمالنا هي لله، وحين يجد الله نيه القرب منه سيكون عملكم سهلًا، لان عملنا هو خدمه المجتمع والجمهوريه الاسلاميه ونصره الاسلام”.

في حين قال رئيس مجلس الخبراء الايراني محمد يزدي في بدايه هذا الشهر، بدون اشاره مباشره لكلام روحاني: “يجب علينا تطبيق الاسلام، ولا نستطيع ان نقول لا للاسلام، اذا قلنا لا للاسلام، فان الاسلام سيقول لنا لا”.

لم ينتظر البرلمان الايراني كثيرًا للرد علي الرئيس المنتمي للتيار الاصلاحي، ففي اليوم التالي من الخطاب، خرج عضو اللجنه الثقافيه في البرلمان الايراني، حجة الإسلام سيد علي طاهري، في نهايه جلسه البرلمان، ردًّا علي خطاب روحاني الاخير: “ان اعضاء اللجنه يجدون ان مثل هذه الخطابات تسبب الانحراف، حيث ان اي شخص في اي مكان من الواجب عليه تطبيق الاسلام، ونحن نؤكد ان القول بان تطبيق الاسلام ليس احد وظائف الشرطه، يعد مقدمه لانحراف كبير، وبهذه الكلمات يستطيع اي شخص ان يتنصل من واجباته تجاه الاسلام، وستكون واجبات الشخص مقتصره علي بعض الاعمال الاداريه، مما لا يتماشي مع تعليمات الامام الخميني وكذلك الامام خامنئي، وفي حقيقه الدين نحن كلفنا جميعًا بان نطبِّق الاسلام وننفِّذ اوامره”، “اليوم اعضاء اللجنه كلهم معترضون بشده علي خطاب رئيس الجمهوريه، وسوف يتم اتخاذ اجراءات في هذا الصدد في وقت لاحق”.

وفي نهايه ابريل، ارسل 121 نائبًا ايرانيًّا رساله الي رئيس الجمهوريه، قالوا فيها: “من هو الشخص او من هم الاشخاص الملزمون بتطبيق الاسلام، هل هم رجال الدين فقط او المراجع العظمي؟”.

كما تساءل النواب في الخطاب المرسل: “اليس هذا معناه فصل الدين عن السياسه؟، هل سنعتمد قوانين غير اسلاميه؟، اليس هذا معناه تعطيل فروض اسلاميه مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟”.

علي الجهه الاخري، يقف الاصلاحيون في صف روحاني، منتقدين سياسات رجال الدين ومطالبين بحريه اكثر تسمح لهم بانتقاد الولي الفقيه، وهذا ما عبر عنه، سيد شهاب الدين شاوشي، نائب محافظ طهران، حيث قال: “البعض من قصار النظر اخذوا انطباعًا مشوهًا عن كلام رئيس الجمهوريه امام قيادات الشرطه، ولم يقيسوا الموضوع او يطالعوه بشكل عميق، ولم يفهموا غرض رئيس الجمهوريه من ذاك الكلام، لقد فهم الناس كلام الرئيس بشكل متفاوت ومختلف”.

ويكمل شاوشي: “ان 90% من الشباب قد بَعُدَ عن الاسلام بسببب سلوكنا السياسي”، ويواصل شاوشي قائلًا: “ان احترام الفقهاء العظام هو واجب علينا، لكن اليوم الراي الفقهي النافذ في دولتنا الدينيه يعود للمرشد الاعلي، مع ان هناك استنباطات كثيره من جانب الفقهاء لكلام رئيس الجمهوريه الاخير”.

النائب علي مطهري – المصدر وكاله ارنا الايرانيه

لم يكن شاوشي وحده هو الصوت المعارض لاستئثار المرشد الاعلي للثوره الايرانيه بالقرار وحده، فقد سبقه النائب الايراني علي مطهري (ابن ايه الله مرتضي مطهري، الذي يُعتبر من الشخصيّات الرئيسيّه التي اسّست الجمهوريّه الاسلاميّه)، حيث اثار مطهري الراي العام الايراني في مارس الماضي، من خلال تحريضه علي معارضه مرشد الثوره الايرانيه اذا استدعي الامر، حيث قال في حواره مع مجله مثلث الايرانيه: “اذا كان هناك من يحمل رايًا مخالفًا لقائد الثورة الإسلامية، يجب عليه ان يعبر عنه، ليس معني ان المرشد الاعلي له راي، ان يصمت الاخرون”، اثار هذا الكلام حفيظه التيار المحافظ، مما دفع احمد علم الهدي، امام الجمعه في مشهد الرد علي مطهري ان يقول: “ان مواجهه المرشد الاعلي ومعارضته تشبه معارضه النبي محمد، حتي ولو كان الشخص مسلمًا وشيعيًّا ويؤمن بالنبوه”.

نحو مزيد من الحريه والديمقراطيه:

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل