المحتوى الرئيسى

ألمانيا ترمم آثارا للدولة الأموية بالأردن

05/03 11:01

تمت اعاده افتتاح قصر المشتي الذي يطلق عليه قصر الشتاء بالاردن بعد ان كان يرقد وسط الاطلال لعده قرون، ويضم هذا الاثر التاريخي مجمع القصر والحصن، وهو مترامي الاطراف ومشيد من الحجر الجيري الشاحب، ويقع علي المشارف الصحراويه للعاصمه عمان.

ويرجع تاريخ اعمال التشييد الاصليه بالاحجار والقرميد الي الفتره الاولي من الدولة الاموية سنه 750 ميلاديه، ويعد القصر جوهره القصور العديده المتنوعه التي اقيمت بالصحراء وبناها الخلفاء المسلمون، وتزدان بها المنطقة الشرقية من الاردن.

وكانت اعاده افتتاح القصر ايذانا باستكمال المشروع الذي استغرق تنفيذه اربعه اعوام بتكلفه تبلغ 1.3 مليون يورو، وجاء بمبادره من جامعة برلين الفنيه ومؤسسه الابحاث والحكومه الالمانيتين، ويهدف الي بعث حياه جديده في مجمع القصر غير المسقوف.

ويعتقد ان الخليفة الأموي الوليد بن يزيد استخدم القصر الكبير منتجعا يخلو فيه بنفسه بعيدا عن الضغوط السياسيه والمكائد التي تحاك داخل الدوله في دمشق بالقرن الثامن الميلادي.

وعام 1903، في الوقت الذي استسلم فيه القصر لحاله مترديه تحتاج الي ترميم، وللتخريب وعوامل التعريه، قدم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الواجهه المزخرفه للقصر المهيب هديه للقيصر الالماني ويليام الثاني كبادره علي حسن النوايا، وعلامه علي التقدير لمساندته السياسيه.

وبعد مرور اكثر من قرن علي هذه الواقعه، عاد علماء الاثار وخبراء الترميم والبيئه الالمان الي المنطقه "لاعاده" جزء من معلمها التاريخي والثقافي الخصب، عن طريق ترميم المجمع الذي يقع علي مساحه كيلومتر مربع واحد ليتحول الي معلم ينطق بالفخامه والحرفيه بشكل لم تشهد البلاد مثله عبر مئات الاعوام.

وعلي الرغم من ان القصر لا يزال بدون سقف، فان الموقع اصبح الان يتسم بالاناقه والنظافه وخال من الانقاض، كما تم اعاده بناء الاسوار.

ويقول رئيس مؤسسه التراث الثقافي التي تدير المتحف ان واجهه قصر المشتي يشاهدها كل عام اكثر من 1.5 مليون زائر، وقد اعيد تجميعها داخل قسم الفنون الاسلاميه بمتحف برلين، ولكن لا يعلم سوي عدد قليل للغايه عن القصر الاصلي بالاردن الذي انتزعت منه هذه الواجهه.

ويعتبر هيرمان بارزينجر ان مسؤوليه المؤسسه تكمن في الحفاظ علي احد اهم نماذج الفن والمعمار الاسلامي، ليس فقط من اجل العالم ولكن من اجل الاردنيين بشكل خاص.

ولاكثر من اربعه اعوام، قام فريق الماني مكون من عشرين من علماء الاثار والفنانين والمؤرخين والفنيين بالعمل علي وضع فهرس لجدران الممرات ذات الاسقف المقوسه واحلالها، واعاده بناء الجدار الغربي للمجمع.

واستخدم الخبراء اساليب فنيه تقليديه لانتاج واحلال اكثر من 1.5 مليون قطعه من القرميد، واستخدامها الي جانب الاحجار الاصليه التي كانت ملقاه باكوام من الانقاض قريبه من الموقع خلال سنوات طوال بعد ان تصدعت من جراء عمليات التخريب والكوارث الطبيعيه والتاكل بفعل الزمن.

وبسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتتال الداخلي، وهي كوارث المت بالدوله الامويه في مراحلها المتاخره، لم يتم استكمال تشييد القصر، وضرب زلزال قصر المشتي بالقرن الثامن مما اثر علي اساسه ودمر 50% من الموقع.

والقصر كان مهيبا في الماضي حتي بدء المبادره الالمانيه، وكان بقايا اثار منسيه تقريبا من العصر الاسلامي المبكر، وغالبا ما كان يتعرض للاهمال بسبب وجود مجموعه من القصور الاكثر ضخامه واكتمالا تقع بالصحراء ويرجع تاريخها لنفس الفتره، كما انها اكثر سهوله في الدخول اليها.

وقام خبراء الترميم والفنانون باستخدام رسومات التصميم الاصلي للقصر القديم والذي تم الكشف عنها عام 2009، وبعنايه اعادوا بناء الاسوار الخارجيه للقصر والفناء لاستكمال القصر بنفس الشكل الذي كان يريده المعماريون الاصليون.

وادي العمل الي اعاده تقييم لما يعتقد انه اكبر مشروع اخير للامويين، قبل انهيار سلالتهم وصعود العباسيين اواخر القرن الثامن الميلادي.

واوضحت مديره المشروع واستاذه علم الاثار بجامعه برلين باربارا بيرليتش انه لاكثر من قرن كان الناس يتخيلون ان قصر المشتي تقليدي يحتوي علي مداخل ذات قباب، بينما هو في الحقيقه اكثر تعقيدا واكثر اقترابا من التصميمات المعماريه للعباسيين والتي اصبحت رائجه فيما بعد.

وعمل الفنانون بجهد جهيد ليعيدوا من جديد الزخارف المنقوشه والمحفوره علي واجهات القصر المتداعي، وذلك استرشادا بالتصميمات المعقده والمحلاه باشكال الزهور التي كانت تزين في الماضي مداخل القصر والاسوار التي يبلغ ارتفاعها خمسه امتار.

وعلي الرغم من ان الجزء المستقطع من الواجهه الرائعه والتي قدمت هديه للقيصر ويليام لا تزال موجوده داخل متحف برجامون ببرلين، حيث من المقرر ان تصبح اساسا لجناح الفن الاسلامي الجديد بحلول نهايه العقد الحالي، فان الخبراء الالمان قدموا رسوما تخطيطيه تمثله.

وهذه الرسوم للجزء المفقود معروضه علي لوحه علقت بجوار الاجزاء الباقيه، حتي يستطيع الزوار ان يتخيلوا منظر الواجهه السابق بالكامل. والدخول الي الموقع بالمجان، غير انه لا يوجد مركز للزوار.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل