المحتوى الرئيسى

"فرخندة".. معلمة دين أحرقها المشعوذون

05/03 12:47

جدد بدء محاكمه 49 شخصا افغانيا بتهمه رجم وقتل امراه في كابول منذ قرابه شهرين ; موجه غضب واستياء شديده تجاوزت العاصمه الافغانيه كابول لتصل اصدائها الي العالم كله ولاسيما الاسلامي .

ويحاكم القضاء الافغاني هذه الايام اشخاصا قاموا برجم "فرخنده" ذات الثمانيه وعشرين عاما وحرقها حتي الموت بمشاركه افراد من الشرطه لم يحاولوا حمايتها واكتفوا فقط بمشاهده دمائها التي تسيل وألسنة اللهب التي تتصاعد من جسدها المشتعل اثر اتهامها بحرق المصحف رغم شهاده البعض وتاكيدهم بانها لم تفعل ذلك.

وقالت "بي بي سي" التي اهتمت بتغطيه المحاكمه اعلاميا امس ، ان هناك  19 من افراد الشرطه يمثلون ايضا امام المحكمه بتهمه التخلي عن واجبهم في منع الاعتداء علي الضحيه.

واضافت ان المتهمين اعترفوا امام المحكمه بانهم اندفعوا في هجومهم علي فرخنده بعد سماعهم اتهامها بحرق القران، ولكن احد المحققين افاد بانه لا توجد ادله علي فعلها ذلك ، وطلب القاضي في الجلسه حضور مدير شرطه كابول ورئيس فريق التحقيق التابع لوزاره الداخليه.

واشارت "بي بي سي" الي ان المتهمين كانوا يرتدون بدلات سوداء اعطيت لهم في السجن. وقال اثنان منهم انهما ارغما علي التوقيع علي الاعترافات.

واكد مراسل بي بي سي في كابول، ديفيد لوين، ان مقتل فرخنده اثار موجه واسعه من الاستياء، علي الرغم من المراه غالبا ما تتعرض للاساءه في افغانستان.

قالت الصحف الافغانيه والعالميه المتضامنه مع "فرخنده" انها كانت تدرس لتصبح معلمه دين تحفظ القران ومهتمه بدراسه الدين الإسلامي ، وقد مرت هي واسرتها يومًا علي مسجد "شاه دو شامشيرا" الملحق بضريح يعتبره الافغانيون ملجا من يبحث عن حل لمشاكله حيث يستقر فيه بعض الناس استقر الذين يقومون بحمايته و يبيعون احجبه وتمائم يزعمون انها تساعد في حل المشكلات مثل عدم الانجاب وتحسين الصحه واعاده الغائب .

وذكرت المواقع والصحف التي حققت في الواقعه ، ان زياره اسره فرخنده للمسجد كانت من اجل الصلاه فقط، لكنها شاهدت هناك نساء متسولات يعشن امام الضريح علي فائض الزائرين ويعانين من البرد الشديد ، فقررت فرخنده العوده اليهن بعد اسبوع بملابس شتويه تقيهن البرد، وهنا راع فرخنده ما راته من متاجره باسم الدين وبيع للخرافات ونشبت مشاجره بينها وبين احد “حماه الضريح” بعدما نهرته عن ممارساته لتكون الساعه الاخيره في حياتها.

قبل ان تعرف الاسره نبا وفاه ابنتها استدعتها الشرطه واخبرتهم بان ابنتهم متهمه بحرق نسخه من القران وانها تخضع للتحقيقات ومن الافضل لهم ان يدّعوا انها مريضه عقليا، وهو ما لم تصدقه الاسره عن ابنتهم التي وصفوها بانها “ملتزمه دينيا”.

وبحسب موقع "ساسه بوست" ، فقد جاءت الشرطه تحمي النيران وهي تشتعل بجسد فرخنده تحت احد الكباري حتي خمدت ثم بدؤوا بالبحث عن جثتها، ساعتان سجلتهما كاميرات الهواتف من الضرب بالاحجار الخرسانيه والسحل علي اسطح المنازل وحشد المزيد للمشاركه وكل يجود بما لديه من غضب فيقذفها بحجر يهشم راسها او يركلها حتي تاكد الجميع من ان انفاسها قد انقطعت. لا، لم يتوقفوا عند هذا الحد؛ احتفلوا بمقتلها وبدؤوا بالقفز جميعا فوق جسدها ثم دهسه تحت عجلات السيارات وجره علي ضفاف نهر كابول واشعال النيران فيها وجمع الخشب والقماش المتاح عليها لمزيد من اللهب ومزيد من الفرحه وهم يهللون.. الله اكبر الله اكبر.

و يقع مسجد شاه دو شامشيرا – والذي اغلق ابوابه منذ الحادث – في حي كثيف السكان بالعاصمه الافغانيه وعلي مقربه من بنايات رسميه، مثل القصر الرئاسي ووزاره الداخليه والشؤون الخارجيه, وفي الفيديو المنتشر عن مقتل فرخنده ظهر بعض رجال الشرطه لا يحاولون فعل شيء فيتواجدون بساحه القتل حتي سحلها وحرقها تمامًا، ثم يبدا دور رجال الشرطه في نقل الجثه لكن قائد الشرطه يقول ان جنوده لم يصلوا الا بعد موتها وهو ما يكذبه ظهورهم بالفعل.

يوم 22 مارس قامت النساء – علي غير المعروف – بحمل نعش فرخنده الي المقابر ودفنها وانطلقت المظاهرات تجوب كابول ومدنًا افغانيه تطالب بالعداله وهم يرتدون اقنعه عليها وجه فرخنده ومنهم من طلي وجهه بالاحمر ليشبهها في صورها قبل لحظات من الموت، تلك المظاهرات التي لم تتوقف في كابول بل امتدت الي عدد من الدول من بينها الولايات المتحده واستراليا وبريطانيا.

تضاربت تصريحات اسره فرخنده علي مواقع الاعلام؛ فبدايه صرحوا بانها مريضه عقليا منذ طفولتها وانها تتردد علي الاضرحه طلبا للعلاج, لكن بعد ذلك نفت الاسره ذلك وقالت ان هذا كان طلب الشرطه الذي اذعن له الاب للافراج عنها او تجنبا لخروج الامر عن نطاق السيطره خاصه وانه تم تهديدهم بمغادره كابول او القتل.

سقط الجاني الاول في واقعه فرخنده بيد الشرطه بعدما نشر صور الواقعه علي حسابه الالكتروني بموقع فيسبوك وتبناها وتباهي بفعلته وكتب “لقد قتلناها وستدخل جهنم”، ثم اعتقل ثلاثه اخرون مع عناصر الشرطه التي ثبت وجودها بساحه القتل وتخاذلت عن الدفاع عنها في روايه قيلت بانهم تواطؤوا مع الشيخ القائد لـ”حماه الضريح” وانهم لا يستطيعون التعدي علي رغباته غير ان عناصر الشرطه الافغانيه ليسوا بالمتعلمين واغلب من يعمل في صفوف رجال الامن هم اناس لم يجدوا اي مورد رزق اخر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل