الهناجر يحتضن افتتاح مؤتمر القوى الناعمة لمواجهة الإرهاب

احتضن مسرح الهناجر بالاوبرا حفل افتتاح مؤتمر "القوي الناعمه.. الفن والفكر والابداع في مواجهه التطرف والارهاب" ، مساء اليوم السبت، والتي تستمر فاعلياته علي مدار يومين.

وفي كلمته قال الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة الفَــن والفكــــر والابـــداع .. ثَلاث كلمات تَبدو بسيطه .. ولَكنها تَحمل بداخلها كل عناصر الحياه الثقافيه ، ثَلاث كَلمات نرددها كَثِيرا في جميع المحافلِ الثقافيه ، ونعتقد انها معبره عن مجمل مظاهر الحراك الثقافي وحسب ، ولكنها في واقع الامر هي اسلحه الخير والحقِ والعدلِ والجمالِ  والمحبه والسلام ، انها اسلحه القوي الناعمه ، التي نَشحذها الان في وجه التَطرف والعنف والارهاب الاسود.

واضاف عبد الواحد اذا كان رِجال القوات المسلحة الابطال ورجال الشرطه الشجعان ، يحملون َالسلاح ويقدِمون ارواحهم ودماءهم من اجلِ هذه الارض الطيبه لحمايه الشعب المصريِ المسالمِ ، فانَهم يؤدون واجِبهم علي اكملِ وجه ، ولكنَهم لن ينتَصروا بمفردهم علي خفَافيشِ الظلاَم وعملياتهم الخسيسه التي تطعن الابرياء في الظهر ويفرون مثل الجرزان يختبئون في كهوف الجبال واوكارِ الغدرِ والخيانه  علي حد قوله.

فعلي المثقف والمفكرِ والمبدع والفنانِ ان يضطلع ــ ايضاً ــ بِدوره الحقيقي في هذه المعركه التي تخوضها مصر ضد قوي الشرِ الماجوره فالمعارك الضاريهُ ، والمواجهه الشرسه التي تخوضها مصر الان ــ من الجهات الاربعه وبالداخلِ ــ قد تعتقل مجرما عميلا او تقتل ارهابيا باع ضميره ، ولكنها لن تُغير فكْره ولن تَجعله يلقي سلاح الغدر والخيانه الذي يرفعه في وجه ابناء وطنه ، ولن تثْنيه عن استبدالِ الرصاصِ والقَنابِل بالحوارِ البنّاء.

 ومن جانبه اكد د . سيد خاطر رئيس المؤتمر ان وزارة الثقافة وحدها لا تستطيع ان تعمل بمعزل عن باقي الوزرات والمحافظات ، فكل الجهود التي تبذلها وستبذلها ستذهب سدي اذا لم تلق وزاره الثقافه مسانده من مؤسسات اعلاميه وتعليميه ورياضيه ، وكذلك المحافظات والتي من المفترض ان توفر اماكن لاقامه واعاشه الفنانين الذين يريدون عرض ابداعاتهم في تلك محافظات.

فكل المؤسسات لابد وان تعمل في سمفونيه واحده ولا تكون بينها نغمه نشاز ، مشيرا ان البيت الفني للمسرح انتج 16 عرضا مسرحيا خلال العام لم يعلن عنه في وسائل الاعلام بسبب التكلفه ، مطالبا بان يتم التعاون بين الجميع، حتي تصل الثقافه الي اخر نقطه في مصر ، فالثقافه هي الجزء الاهم من الحرب علي الارهاب والفكر المتطرف.

اعقب ذلك كلمات الحضور ، حيث قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعه القاهره ان هذا المؤتمر بالغ الاهميه لان مصر تميزت طوال تاريخها بقوتها الناعمه في الفكر والفن والثقافه ، مشيرا الي ان جامعه القاهره كانت تحت خط نار الارهاب ، لكن قيمه جامعه القاهره كقيمه ومعني استطاعت التغلب علي هذا العنف.

واكد نصار ان جامعه القاهره كانت تستعين بالقوة الناعمة لمحاربه هذا الارهاب، مشيرا الي تعاون الجامعه مع وزاره الثقافه متمثله في البيت الفني للمسرح وعرض مسرحيات علي مسرح جامعه القاهره، وهو المسرح الذي شهد 26 خطبه من خطب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، كما غنت عليه سيده الغناء العربي ام كلثوم ، ودعا نصار في نهايه كلمته بنزول الفنانين الي الجامعات كقوه ضاربه ضد العنف والارهاب.

اما الكاتب ثروت الخرباوي فاكد ان ظاهره العنف والارهاب كانت واضحه ولكننا لم ندركها علي حقيقتها، ففي الفن والادب نقرا المستقبل ونستشرفه ، مشيرا اننا في تلك اللحظه الراهنه لابد وان نتحرك ونطلق الطاقات الجباره لوزاره الثقافه التي تحركت ، لمحاربه الارهاب، وتبني مواهب جديده، مشيرا الي تجربه الرئيس جمال عبد الناصر في السينما والمسرح، في فتره وجود مؤسسه السينما في الستينيات التي استطاعت ان تنتج اهم وابدع الافلام السينمائيه

واكد الشيخ احمد ترك ، علي ما ذكره وزير الثقافه مضيفا ان القوي الناعمه لا تنحصر فقط في الكلمات الثلاث الفن والفكر والابداع ، وانما تشمل ايضا الدين والاعلام ومنظمات المجتمع المدني ، ولابد ان تتناغم تلك المنظومه وتكون علي قلب رجل واحد ، وتلك الخطابات المختلفه وعلي راسها الخطاب الديني لابد وان تتصالح مع الثقافه ، فالدين لا يتعارض مع الفن والابداع وانما يتعارض مع الابتذال الذي يتخاصم ايضا مع الهويه المصريه ، فالارهابيين يحتاجون الي ارتواء روحي عبر الدين الوسطي، وارتواء فكري من خلال الفن والثقافه، واختتم كلمته اننا الان في حرب مفتوحه واخطرها الحرب علي الهويه.

ومن جانبه قال الاب بطرس دانيال اننا نريد حربا لتحرير النفوس قبل حرب تحرير الارض، مستشهدا بقول افلاطون علموا اولادكم القوه الناعمه واغلقوا السجون ، علموا الناس الفنون ستقضون علي الارهاب، واشار الي تجربه سليم سحاب في تعليم اطفال الشوارع الموسيقي والغناء، فخرج اطفال فنانين بدلا من ان يحاربوا الشرطه ويستخدمون العنف والبلطجه ، اصبحوا فاعلين في المجتمع.