المحتوى الرئيسى

5كوارث بالنهر ولايزال النيل يجري

05/02 21:22

النيل يصرخ من الفوسفات والزيت والسدود.. والمصريون: لا حياه لمن تنادي

خبراء: الفوسفات قد يسبب كارثه بيئيه.. رئيس «السموم» بقصر العيني: سيؤثر علي الثروه السمكيه والحيوانيه

اربعه اعوام كانت كفيله بان يحل الخراب علي نهر النيل، فالنهر الذي عرفت مصر الحياه بجواره ضربته 5 كوارث كانت بدياتها تهدد جريانه عبر بناء سد في اثيوبيا واخري تهدد حياته بالزيت والفوسفات.

 "ثمه نهران كافران ونهران مؤمنان، اما المؤمنان فالنيل والفرات، واما الكافران فدجله والبليخ"، هكذا قال ابن الأثير في كتاب النهايه بغريب الحديث، لكن يبدو ان المصريين لهم وجهة نظر اخري فالنهر المؤمن من وجهه نظره بات في نظرهم كافرًا، وحلت المصائب واحده تلو الاخري ليصرخ النهر "انقذوني"، وعلي الجانب الاخر لا حياه لمن تنادي.

البدايه مع اعلان اثيوبيا بناء سد جديد ليهدد بذلك جريان مياه النيل، بل وحصه مصر منه، ورغم محاولات الانظمه التي توالت خلال السنوات الماضيه لحل الازمه الا انها اصبحت واقعًا لا يمكن الهرب منه.

وسد النهضه ليس الكارثه الوحيده بل كان لغرق ناقله نهريه سبتمبر 2010 في منطقه اسوان جنوب مصر، تسربت علي اثرها اكثر من مائه طن من زيت الغاز "الديزل او السولار" النفطيه، تسببت في تلوث مياه الشرب في هذه المنطقه، اغلق حينها المسئولون محطات مياه الشرب بشكل مؤقت لتطهيرها وتحليل المياه للتاكد من سلامتها، ليس هذا فحسب ففي اكتوبر 2012، ظهرت بقعه زيت بطول 6 كيلو بمياه النيل منطقه ادفو، وفي نوفمبر من نفس العام ظهرت بقعه اخري للزيت بالقرب من فرعي النيل بمدينتي بنها وطوخ، وايضًا بمحافظه الجيزه بمدينه الصف، فيما تمددت البقعه التي ظهرت في اسوان الي مشارف القاهره.

وعام 2013 انقلبت سياره محمله بالمياه البتروليه في مياه النيل ما ادي الي تسرب بقعه زيت بمدينه ايتاي البارود بمحافظه البحيره، واخيرًا وليس اخرًا، غرق خلال الايام الماضيه مركب تحمل 500 طن من الفوسفات في مياه النيل، الامر الذي اصاب المصريين بالهول ليفكروا جديًا في مقاطعه النهر.

 وكشفت الدكتوره رشا الخولي، عميد كليه الهندسه بجامعه هليوبوليس للتنميه المستدامه والمتخصصه بمجال هندسه المياه، من خطوره تداعيات حادث غرق 500 طن من الفوسفات الخام بمجري النيل بمحافظه قنا بعد اصطدام الصندل المحمل بها باعمده كوبري دندره العلوي، شريطه سرعه استجابه الاجهزه المعنيه بانتشال الكتل الصلبه لخام الفوسفات خلال 24 – 48 ساعه علي الاكثر، وتطهير المجري المائي من خلال تكريك الطمي في موقع الغرق لحمايه البيئه والاسماك والحشائش بمحيط المنطقه.

وشددت الخولي، في تصريحات لها، علي ان طبيعه الخام الغارق ووجوده في حاله احجار صلبه غير سريعه الذوبان هي التي قللت من خطوره الحادث، مشيره الي انه لو كانت الحموله من الفوسفات في هيئه "مسحوق بودره" لوجب اعلان حاله التاهب القصوي لفتره طويله.

واضافت انه من الخطوره ابقاء خام الفوسفات حتي لا يمتد التلوث الي مساحه اوسع نتيجه ذوبان خام الفوسفات الذي يؤدي حال تسربه لمحطات المياه الي تهديد المواطنين بامراض عديده اهمها تراكم الاملاح الضاره بالجسم.

وللرد علي تلك المخاطر، قال الدكتور عادل عدوي، وزير الصحه، ان هناك فريقًا من اداره صحه البيئه بمديريه الصحه بقنا واداره قنا الصحيه، سيقوم بعمل مسح صحي بيئي لمكان الحادث واخذ عينات من موقع غرق الصندل ومن ماخذ محطات تنقيه مياه الشرب بكل من "الترامسه، والمراشده، والوقف، ودشنا، والوقف الجديده" بشكل مستمر لمده اسبوع وارسالها الي المعمل الاقليمي بمحافظه قنا والمعامل المركزيه بالقاهره، وذلك لبيان وجود عنصر الفوسفات من عدمه.

واضاف العدوي، ان الحد الاقصي المسموح به لعنصر الفوسفات في الماء هو ٢ ملليجرام لكل لتر ماء، وانه في حين لم يستدل علي وجود اي نسبه لعنصر الفوسفات في عينات المياه الماخوذه من المراكز السابق ذكرها، حيث كانت نسبه عنصر الفوسفات في عينه المراشده ٢.٠ ملليجرام لكل لتر ونسبه الفوسفات في العينه الماخوذه من موقع غرق القارب٠.٠٥ ملليجرام لكل لتر وهي اقل من النسبه المسموح بها بـ ١.٩٥ ملليجرام لكل لتر".

مخاطر ازمه الفوسفات وتاثيرها علي الثورات البشريه والسمكيه والزراعيه

رصدت "المصريون" المخاطر التي من الممكن ان تؤدي الي نتائج كارثيه بعد وقوع 500 طن فوسفات في المياه، حيث قالت الدكتوره نشوي شرف الدين، استشاري علاج السموم والاطفال بالمركز القومي للسموم الاكلينيكيه والبيئيه، ان وجود ماده املاح الفوسفات في مياه النيل يمثل خطرًا كبيرًا علي الاطفال والاشخاص المصابين بمشاكل في "الكلي والكبد"، حيث ان استمرار تناول هذه المياه سيؤدي الي الصفراء والتسمم الكبدي، مؤكده ان هناك ثلاثه اعراض تظهر علي الشخص الذي يتناول "المياه الفوسفاتيه" اولا تهيج في المريء والمعده ويحدث بعد مرور 72 ساعه من شرب المياه، ثانيًا تسمم في الكبد والكلي وتاكل في عظام الفك، اي انه في هذه الحاله يكون مفعوله تراكميًا ويظهر من 3 الي 5 اشهر.

واضافت نشوي، في تصريح خاص لـ "المصريون"، ان الشيء المطمئن ان الفوسفات الموجود حاليًا في مياه النيل عباره عن كتل صخريه كبيره من معدن الفوسفات الذي يتكون اساسًا من "ثلاثي الكالسيوم" وهي ماده عديمه او قليله الذوبان في الماء جدًا، محذره وزاره الصحه والبيئه من التهاون في التعامل مع هذه الكتل خاصه انها اذا لم يتم تغليفها وانتشالها في اسرع وقت ستؤدي الي كارثه حقيقه بكل المقاييس.

وفي سياق متصل، قال محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري لحمايه الحق في الدواء، ان هذه الواقعه تعد كارثه صحيه علي المواطنين المصريين؛ نتيجه للاضرار الصحيه المترتبه علي ما تخلفه صناعه الاسمده الفوسفاتيه او صرف سائل ملوث بالفوسفات والفلوريدا والمعادن الثقيله في مياه الشرب.

واضاف فؤاد ان الفوسفوريك ماده اكاله تتسبب في تهيج الجلد والعيون بالملامسه وحدوث تقرحات بالاغشيه والانسجه، كما انه يؤدي الي التسمم في حاله البلع او الاستنشاق، مشيرًا الي انه لم يتم التاكد من كونها ماده متسرطنه علميًّا، علي حد قوله.

رئيس "السموم" بقصر العيني: للمعادن الثقيله اضرار صحيه خطيره

قال الدكتور نبيل عبد المقصود، استاذ علاج السموم وامراض البيئه بكليه طب قصر العيني ورئيس الجمعيه المصريه لعلاج السموم البيئيه، ان غرق الصندل المحمل بمركب الفوسفات بمحافظه قنا سيترتب عليه اثار ضاره صحيًا علي الثروه السمكيه والزراعيه والانسان، ولكن المتضرر في المقام الاول سيكون الاسماك التي تتواجد داخل المياه التي وقعت بها حادثه غرق السفينه، وسياتي الضرر علي الانسان عن طريق مياه الشرب، وذلك اذا لم يتم معالجتها بشكل جيد او بطريقه صحيحه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل