المحتوى الرئيسى

"دجيري ماهي".. لمسة حياة للأشياء المهملة

05/02 13:58

بلهجه واثقه ونبره تستبطن بركانا من الحماس، استهل الايفواري دجيري ماهي، ذو الستين عاما حديثه، قائلا ان اهدافه الرئيسيه تتمحور حول تدوير الاشياء المستخدمه ومساعده الاشخاص المتضررين نفسيا، وهذا ما يجعله سفيرا لـ "مفهوم الفن الجديد".

"ماهي" يقوم بإعادة تدوير جميع الاشياء الملقاه في القمامه. بحس فني مرهف يعيد اليها بريقها الذي تاكل بفعل الزمن. والعمليه نفسها يطبقها علي الاشخاص الذين يزورونه طلبا للتخلص من همومهم ومن الامهم النفسيه، فهو قادر علي بعث الامل في نفوسهم من جديد، وتخليصهم من ثقل احزانهم والامهم.

قطع من الحديد المطاوع والدمي المصنوعه من القماش تصطف بانتظام بالحديقه الخلفيه لمنزل الفنان الايفواري الواقع باحد احياء بنغرفيل شرق ابيدجان، والتي كانت عاصمه المستعمره الفرنسيه السابقه بين 1900 و1934. فهذا الحي هو الذي اختاره ماهي ليحتضن حياته الجديده اثر قرار عودته من سويسرا منذ اكثر من ثلاثين عاما.

وتحدث "ماهي" عن مسيرته التي انطلقت في سويسرا، هذا البلد الذي "تبناه" علي حد تعبيره، وتعلم فيه فن التدوير او "اعاده الحياه الي الاشياء المهمله" كما يحلو له تسميه هذا النشاط الذي يهواه ويستمتع بالقيام به.

فبالنسبه له، وفي تعبير مجازي، فان كل شيء يمكن ان يبعث الي الحياه من جديد بفضل الفن، وحتي الارواح البشريه في حاجه الي من ينفض عنها غبار احباطها.

"انا متخصص في علم النفس والعلاج الوظيفي" ويتابع الفنان التشكيلي "فلقد درست علم النفس والعلاج عن طريق الفن، وهذا التخصص يمكن من مساعده الاشخاص الذين يعانون من صعوبات، وذلك عبر ادخالهم الي عالم الابداع الفني" مضيفا انه "يتصدي الي جميع اشكال الانحراف مثل استهلاك المخدرات والادمان علي الكحول، اضافه الي حالات الاكتئاب وغيره".

وعن اسباب كثره انتشار مثل هذه الحالات، قال ماهي "نعيش، اليوم، في مجتمع تغشاه التعاسه بشكل شبه عام، وهو ما لا يمكن للكائنات الحساسه تحمله، ولذلك، فهم في حاجه الي المرافقه والاحاطه والدعم من اجل ولاده جديده، واستعاده طعم الحياه".

وفي ورشته الصغيره، يستقبل ماهي بعض عشاق مجاله، حيث ياتون لالقاء نظره علي فنه واعماله. كما يزوره المرضي من الباحثين عن العلاج.

وتوضيحا لخصوصيه عمله، قال ماهي "ادعو المرضي، في بعض الاحيان، الي الرسم او ابتكار بعض الاشياء، او اعاده الحياه الي الاشياء المهمله" لافتا الي ان "العلاج النفسي الكلاسيكي يستخدم نفس طريقه العلاج بالفن، مع اختلاف بسيط، وهو ان التقنيه الاخيره تضع المريض في وضع حقيقي، بما ان الاخير مدعو الي التحرك والتفكير في مواجهه شيء من الواقع وليس مجردا".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل