المحتوى الرئيسى

سينما العمال لا صوت يعلو فوق صوت الإنسان

05/01 14:51

«سينما العمال لها مواصفات خاصه فهي لا تعزف علي الحكايه بمقدار اهتمامها بالمحتوي الانساني في العلاقه بين العامل والماكينه والقوانين النقابيه المسيطره ليس مجريات حياه العمال فقط، ولكن تاريخ الشعوب ايضا.. ولقد كانت السينما العالميه بمثابه الراصد للعديد من الماسي العماليه التي تحولت الي افلام. والسينما العربية كان الانسان هو بطلها الحقيقي ومن خلاله طرحت القضايا العماليه».

فيلم «الأزمنة الحديثة» احد افلام شارلي شابلن المهمه. استغرق العمل به ثلاث سنوات «1933-1936» ينطوي «الازمنه الحديثه» في قالبه الكوميدي الساخر والمؤثر، علي الكثير من الدلالات والمعاني العميقه والقيم الانسانيه، يعتبر هجاء مراً للاله وجبروتها وسيطره الراسماليين علي حياه وراحه العمال، من خلال «شارلي» الذي يعمل في مصنع قطارات ومهمته هي شدّ الصامولات في شريط متحرك تفوق سرعته سرعه العامل «شارلي» وزملائه. يراقب صاحب المصنع سير العمل بواسطه كاميرات مثبته في مكتبه الفخم. يتم اقتراح ماكينه من شانها ان تطعم العمال اثناء العمل لكي ياكلوا وهم يعملون بدلا من تضييع الوقت في استراحات. في البدايه تعمل الاله علي ما يرام الا انها سرعان ما تعطب وينتهي الحال بـ«شارلي» الي تناول صامولات حديديه مع الطعام.. وتستمر احداث الفيلم رغم الزمن الذي تطغي فيه الاله وسلطه رإس إلمال.. اما فيلم «البحث عن الذهب» فاخرجه «شارلي شابلن» تدور احداث الفيلم في صحاري الاسكا الجليديه؛ جماعات من الباحثين عن الذهب تنتشر في شعاب الجبل.. و«شارلي» واحد منهم.. يعقد صداقه مع مكتشف اغني مناجم الذهب في المنطقه؛ ويصحبه معه الي حيث منجم الذهب. وفي الطريق تهب عاصفه ثلجيه عاتيه تحبسهما في كوخ مهجور اياما. غير ان هذه البساطه المباشره لا تنفي ما في الفيلم من عمق.

فيلم «المدمره بوتمكين» اهم ما يؤرخ للثوره العماليه

ويعد فيلم «المدمره بوتمكين» الماخوذ عن قصه اهم ما يؤرخ للثوره العماليه في مدينه «سان بطرسبيرج» عام 1905, وتبدا احداثه في احتجاج عمإل ألسفينه المدمره بوتمكين علي الاوضاع المزريه، الامر الذي يجعلهم عرضه للعقاب من الضباط، حينها يثور العمال ضد الضباط ويسيطرون علي السفينه، وعند عودتهم يستقبلهم ثلاثه الاف من اهل سان بطرسبيرج بالتحيه والترحاب. واثناء ذهابهم للقيصر الروسي لاخباره باحتجاجهم. لنظرتهم له حينها علي انه الاب الحاني علي الشعب الروسي، الا انهم تفاجاوا بقرار الملك باطلاق الرصاص عليهم بواسطه الجنود القوقازيين, ما تسبب في مقتل 1000 مدني وجرح 2000 اخرين في مشهد دموي مهيب علي مدرجات الاوديسا. الفيلم يعتبر من كلاسيكيات السينما، وقد اختير عام 1958 كافضل فيلم في تاريخ السينما في معرض عالمي في بروكسل. واحد مشاهده المسماه المذبحه علي درجات الاوديسه تعتبر من اشهر المشاهد السينمائيه والفيلم هو اعظم الافلام المحرضه للثوره في العالم! لدرجه منعه لمده وصلت الي 30 سنه في الدول الاوروبيه والعالميه! من ضمن المانعين فرنسا اليابان وايطاليا.

انطونيو بانديراس الزعيم الروحي لعمال المنجم الثلاثه والثلاثين

والسينما العالميه استقبلت مؤخرا فيلم «الثلاثه والثلاثون»، المهتم بتناول معاناه عمال منجم الذهب والنحاس الذي حوصروا علي عمق سبعمائه متر تحت الارض لمده تسعه وستين يوما في صيف 2010 في صحراء اتاكاما في الشيلي. وعمليه انقاذهم، واخراجهم الي برّ الامان من خلال كبسوله علي شكل قفص ينزل الي اعماق الارض ثمّ يصعد من جديد لاخراج كل عامل علي حده في عمليه انقاذ مثيره تابعها الملايين عبر شاشات التلفزيون. الممثل الاسباني انطونيو بانديراس والممثله الفرنسيه جولييت بينوش نجما هذا العمل. وجسد انطونيو بانديراس في الفيلم شخصيه ماريو سيبولفيدا الذي اصبح الزعيم الروحي لعمال المنجم الثلاثه والثلاثين. ورغم ان عمال المنجم اصبحوا ابطالا ومن المشاهير، الا انهم لم يحققوا مكاسب ماديه بعد الضجه الاعلاميه التي اثيرت حولهم.. تناول الفيلم التفاصيل تحت الارض مثل تزودهم بالمواد الغذائيه القليله وتناولهم المياه الملوثه من اجل البقاء علي قيد الحياه. المخرجه المكسيكيه باتريسيا ريجن استمرت استغرقت سنتين في اجراء مقابلات مع عمال المناجم وعائلاتهم ورجال الانقاذ والمسئولين الحكوميين والصحفيين الذين غطوا احداث هذه القصه.

فيلم «شغيل الحب» يقترب من الواقع المر الذي يعيشه الاف العمال

اما فيلم «شغيل الحب» فيقترب من الواقع المر الذي يعيشه الاف العمال بمدينه «كالكوتا» الهنديه المُهددين بالبطاله بسبب الركود الاقتصادي وسيطره النظام الراسمالي علي حياتهم وقوت يومهم، من خلال الزوجه التي تقضي ساعات نهارها في العمل بكد مُضن في مصنع لخياطه الحقائب، بينما يعمل زوجها في طباعه الصحف ليلا، فلا يري احدهما الاخر الا في الاجازات؛ ويستعرض الفيلم حياه الالاف من العمال الفقراء في الهند الذين تضطرهم صعوبات الحياه ومصاعبها، مُقابل اجور زهيده، تجعل منه علي الدوام خاضعا للحاجه. اما المخرج السينمائي البريطاني كين لوتش  فانه يعزف معك انشوده نضال انسانيه من خلال «الريح التي تهز الشعير» The wind that shakes the barley الذي يعيد تسليط الضوء علي بدايات الثوره الايرلنديه في عشرينات القرن العشرين والتي بنيت علي كفاح العمال، الطريف ان  كين لوتش كان من اشد محاربي حكومه تاتشر التي يقول عنها «ان لديها حسا حقيقيا للصراع الطبقي، وانها ماركسيه بالمعني المقلوب، اقتنعت بان الراسماليه لن تستطيع البقاء دون سحق الطبقه العامله؛ اما فيلمه «الملاحون» The navigators 2001، فكان مصور الماساه خصخصه قطاع صيانه السكك الحديديه وما ترتب عليه من تقسيم العمال علي شركات الخدمه من الباطن sous-traitance ووفاه احد العمال بعد ان دهسه قطار اثناء اشتغال فرقته اضطرارا في الليل !!!... وكذلك تجربه النضال النقابي لعاملات النظافه في احد الفنادق الكبري بلوس انجلوس في فيلم «الخبز والورود» Bread and roses» 2000.

وفي فيلمه «الارض والحريه» 1995 اراد كين لوتش من خلال هذا الفيلم اعاده الاعتبار للمنظمه الثوريه «حزب العمال للتوحيد الماركسي POUM»، ربط النضال السياسي ضد الفاشيه بالنضال من اجل التحرر الاجتماعي للعمال والفلاحين.

اما الفيلم الوثائقي الاماراتي «بطل المخيم» فيدور حول عمال ناطحات السحاب في دبي وما يعانيه الكثير منهم من طقس الصحراء القاسي، حتي يتمكنوا من ارسال الاموال الي الوطن، والي اطفالهم الذين ينتظرون رسوم المدرسه، او بناتهم اللواتي ينتظرن جهاز الزواج. ويروي «بطل المخيم» قصه هؤلاء العمال من خلال مسابقه الغناء السنوي التي تقام سنوياً في مخيمات العمال في دبي. وتوفر اليهم المسابقه التي تسمي باللغة آلةنديه «كامب كا شامب» فتره قليله من الراحه، وفرصه لكسب جوائز نقديه.

وحصلت ماريون كوتيار علي جائزه افضل ممثله عن دورها في الفيلم البلجيكي «يومان وليله واحده»، عن عامله مصنع عليها اقناع زملائها العمال بدعمها حتي لا تفقد عملها يبدا الفيلم بمشكله حقيقيه ووجوديه تعيشها ساندرا (ماريون كوتيار)، حيث نعرف انها تحاول التماسك بينما هي علي وشك الانهيار، فقد خرجت حديثاً من حاله اكتئاب حاده، وهي حاليا علي وشك ان تسرح من وظيفتها، بسبب الازمه الاقتصاديه ولان زملاءها في العمل قد طلبوا من رئيسهم علاوه 1000 يورو، فقد قرر الرئيس انه في حاله دفع العلاوه لابد من تسريح احد الموظفين وكانت ساندرا هي الضحيه لغيابها عن العمل فتره بسبب الاكتئاب.

اما الفيلم المغربي «بولنوار» فسيره مغاربه عاشوا في باطن الارض، وعنوان الفيلم مستمد من اسم قريه منجميه تقع بمحافظه مدينه خريبكه، والمعروفه بهضبه الفوسفات. في هذا الفيلم المقتبس عن روايه للكاتب المغربي والباحث في علم الاجتماع عثمان اشقرا، يستعيد هذا العمل لمخرجه حميد الزوغي، التاريخ والذاكره والمجتمع، باستعراضه التحولات التي عرفتها المنطقه من النشاط الفلاحي البسيط الي النشاط المعدني، بعد الاحتلال الفرنسي للمغرب وبدايه استغلال خيراته خاصه بعد اكتشاف الفوسفات. وركز الفيلم علي ما شهدته المنطقه في الفتره الممتده ما بين 1920 و1950، والمتمثله خاصه في استيلاء المعمر علي اراضي الفلاحين، الذين سيجدون انفسهم يشتغلون في باطن الارض ومنهم من مات في الانفاق في ظل شروط استغلال بشع كان الهدف منه الرفع من طاقه الانتاج الي حدها الاقصي. وفي ظل تواتر، الاحداث التراجيديه والماساويه، بدا يتشكل وعي نقابي، ساهم فيه بعض الشيوعيين الفرنسيين، واعتمد المخرج في هذا الفيلم الذي تمتد قصته، علي العديد من الوجوه من ابناء المنطقه.

ويعد كريستوف كيشلوفسكي من اعظم المخرجين تاثيراً في العالم، واهتمت اول افلام كيشلوفسكي الوثائقه بالتركيز علي الحياة اليوميه لسكان المدن، العمال، والجنود. وعلي الرغم من عدم كونه مخرجاً سياسياً، فانه سرعان ما وجد محاولاته لتصوير الحياه البولنديه تدفع به للصدام مع السلطات. ويُعد فيلمه التليفزيوني «عمال 71»، الذي يدور حول مناقشات العمال عن الاضرابات الجماهيريه عام 1970 احد اشكال هذا الصدام حيث لم يُعرض سوي تحت الرقابه الجذريه؛ وفيلم العمال هو اول فيلم غير وثائقي لكيشلوفسكي وقدمه للتليفزيون عام 1975 وفاز عنه بالجائزه الاولي في مهرجان مانهايم الدولي، وقد عمل كيشلوفسكي في هذا الفيلم «العمال» ثم في فيلمه التالي «الندبه» علي الاستعانه بطاقم عمل كبير وفيلم «العمال» يدور حول اضرابات العمال الفنيين الذي يعملون في مرحله الانتاج وفي «الندبه» اظهر فيه كيشلوفسكي اضطرابات بلده صغيره بسبب مشروع صناعي سيئ التخطيط. وتم تصوير هذين الفيلمين علي نمط الافلام الوثائقية مستخدماً العديد من الممثلين غير المحترفين.

فيلم «العامل» منع ست مرات وحذفت اجزاء منه بناء علي طلب السفاره البريطانيه

وعلي الجانب الاخر في السينما العربيه نجد ان من اوائل الافلام التي قدمت صوره ايجابيه للعمل والعمال فيلم «الورشه» عام 1940 الذي اخرجه استفان روستي، لم ينجح الفيلم وقتها لغرابه قصته التي تنتحل فيها عزيزه امير دور عامل.. اما حسين صدقي فقدم اول انتاج سينمائي له عام  1943 فيلم «العامل» اخراج احمد كامل مرسي معالجا مشاكل العمال في الوقت الذي لم تكن فيه نقابات حقيقيه للعمال، ومطالبا بقوانين وتشريعات لرفع الظلم الواقع عليهم، ومنع الفيلم ست مرات لجراته وحذف اجزاء منه، بناء علي طلب السفاره البريطانيه. وعندما عرض في الاسكندريه اضرب عمالها. اما فيلم العزيمه فيلم مصري من انتاج عام 1939، فاعتمد علي الاشاره علي نظره المجتمع احيانا للعامل البسيط. وجاء فيلم «المظاهر» 1945 وهو كالمعتاد قصه تقليديه عن الميكانيكي الفقير، والثري الطامع في اموال حبيبته، وينتهي بان يصبح  الميكانيكي مديرًا لمصنعها.. «لو كنت غني» فيلم مصري تم انتاجه عام 1942، وهو اول افلام الكاتب الكبير ابوالسعود الابياري، ومن اخراج هنري بركات، وبطوله بشاره واكيم واحسان الجزايرلي وعبدالفتاح القصري يركز علي اهميه العمل الشريف. ويوسف وهبي في فيلم «ابن الحداد» يدور عن مهندس طه ابن عامل بسيط يعمل بالحداده وعندما عاد ابنه الوحيد من اوروبا عمل بمجال ابيه حتي اصبح غنيا ويمتلك اكبر مصنع حديد وتزوج من ابنه احد الاغنياء التي تختلف معه في تقاليده وعاداته وتطور الاحداث حتي يفاجئها زوجها باشهار افلاسه وديونه فلا تتخلي عنه وتذهب معه لتعيش في الحاره وتتعلم الطهي والغسيل وكل واجباتها كام وزوجه وعندما يري الزوج زوجه مخلصه له يخبرها بحقيقه الامر وانه لم يفلس وليس عليه اي ديون فهذا كان درسا منه لها لكي تنجح في بيتها.

«باب الحديد» و«عوده الابن الضال» رؤيه يوسف شاهين السينمائيه عن العمال

وفي فيلم «الاسطي حسن» عام 1952 بطوله فريد شوقي وهدي سلطان وزوزو ماضي،  كتب له السيناريو والحوار نجيب محفوظ والسيد بدير، ومن اخراج صلاح ابوسيف، الفيلم انتج قبيل قيام الثوره، وانتهي الفيلم بعباره «القناعه كنز لا يفني» وقيل ان الفيلم رمزت فيه المراه الثريه الي (الدوله) التي عملت علي استنفاد قدره العامل (حسن) وانهاك قدراته في تنفيذ رغباتها دون التقاط انفاسه، وعندما يعجز عن تحقيق مطالبها يتم الالقاء به علي قارعه الطريق، وجاء مشهد المراه الثريه عندما صدمت ابنه بسيارتها فكسرت قدمه ليؤكد ان الضرر لحق بابنه ايضا، نتيجه تصرفاته غير المسئوله. وفيلم «باب الحديد» من انتاج 1958، من اخراج يوسف شاهين، اشار بشكل غير مباشر الي النقابات العماليه من خلال شخصيه فريد شوقي. ثم كان فيلم «عوده الابن الضال» للمخرج يوسف شاهين من انتاج 1976 وقصه صلاح جاهين ويوسف شاهين يعتبر الفيلم ذا طابع ملحمي حيث افضي فيه وتدور احداثه حول علي الذي ترك عائلته وذهب يحقق احلامه في مصر ولكنه وقع فريسه في يد من يستغل احلامه في مشاريع وهميه فيدخل السجن، وعندما يخرج منه يجد اخاه «طلبه» قد اخذ في يده موازين السلطه ويتحكم في عمال المصنع. ولكن «علي» بعد مروره بهذه التجربه المريره لا يستطيع تقديم العون لعمال المصنع برغم اعتمادهم عليه ووعوده لهم.

واكثر الافلام شهره عن قيمه العمل هي فيلم «الايدي الناعمه» وحظي باهتمام كبير من الثوره للتاكيد علي اهميه العامل المصري ودوره في النهضه.

وفيلم «النظاره السوداء» يركز علي العزف اهميه النقابات العماليه ومحاوله مديري المصانع لافساد العلاقه بين القيادات العماليه المتمثله في المهندس الذي قام بدوره «احمد مظهر» والعمال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل