المحتوى الرئيسى

سيناريو الانتشار الحوثى فى الأراضى اليمنية

05/01 11:42

قبل عام 2011 كانت حركه الحوثي محصوره ببعض مديريات محافظة صعدة، حيث خاضت ست حروب مع الدوله لم تتجاوز حدود المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل الحرب، ثم كانت مشاركه الحركه في الثورة الشبابيه، ثم استيلاءها عليها.

واثناء انشغال الرئيس السابق علي صالح بمواجهه هذه الثوره، احكمت حركه الحوثي سيطرتها علي محافظه صعده، وبدات بارسال مسلحين الي محافظة الجوف لمحاوله السيطره علي بعض المديريات والمعسكرات بعد خروج الكثير من الجنود منها، ولكن قبائل الجوف وقفت امامهم بقوه وافشلت خططهم الراميه الي نهب المعسكرات والسيطره علي تلك المناطق. واثناء تلك الاحداث بدا الحوثيون يفرضون حصاراً شاملاً علي منطقه «دماج» غرب صعده، في محاوله لاخراج السلفيين منها حتي تصبح محافظه صعده بكاملها اشبه بدوله مكتمله النفوذ للحوثيين، وهو الامر الذي تحقق لهم بعد معارك طاحنه انتهت بمبادره رئاسيه تقضي بخروج اهل دماج من صعده الي صنعاء.

وبعد ذهاب التخوف من سلفيي دماج، بدات الاطماع تتجه الي مدينه حاشد مسقط راس اقوي القبائل اليمنية المواليه لحزب الاصلاح وللثوره الشبابيه السلميه، وانتهت بخروج ال الاحمر من المنطقه وسيطره الحوثيين عليها، مع عقد تحالفات مع بعض القبائل المحسوبه علي حزب المؤتمر الشعبي العام. وفي تلك الاثناء استطاع الحوثيون اخضاع منطقه (كثاف) -والتي تتبع جغرافيا محافظه صعده- تحت سيطرتهم العسكريه بعد انسحاب القبائل من المعركه بفعل خيانات حدثت من الداخل.

وتسيطر جماعه الحوثي علي عدد من المحافظات والمدن اليمنيه جزئياً، في حين تشهد بعض المحافظات سيطره سياسيه وعسكريه لهم، وذلك علي النحو التالي: العاصمه صنعاء - سيطره كامله، امانه العاصمه - سيطره كامله، اب - سيطره جزئيه سياسياً وامنياً، تعز - يسيطر الحوثيون علي بعض الاجهزه الامنيه منذ فبراير الماضي، حجه - سيطره غير كامله علي مركز المحافظه، مارب - تخضع لسيطره ابناء القبائل، الجوف - يسيطر الحوثيون علي بعض المديريات، البيضاء - سيطره غير كامله وتشهد عمليات كر وفر، المحويت - يسيطر عليها الحوثيون سياسيا وعسكريا ولم تشهد ايه احداث، ريمه - سيطره كامله للحوثيين، عدن - محاولات اغلبها تفشل للسيطره عليها عسكريا، لحج - سيطره جزئيه للحوثيين، ابين - وجود عسكري محدود للحوثيين في بعض المناطق، وكثير منها موال للرئيس منصور هادي، شبوه - وجود عسكري جزئي في عاصمه المحافظه (عتق) وثاني المدن (بيجان)، الضالع - وجود للحوثيين في المديريات الشماليه ولم يتمكنوا من السيطره علي عاصمه المحافظه لشده مقاومه انصار الحراك الجنوبي، حضرموت - العاصمه (الكلا) تحت سيطره القاعده وبها قوات عسكريه مواليه لعلي صالح، المهره وسوقطره - مواليتان للرئيس هادي وفي حاله هدوء.

لم يعد تورط ايران بدعم الحوثيين وتدخلها في الشان الداخلي اليمني بحاجه الي ادله دامغه، والحقائق التي تقع علي الارض يوما وراء اخر تثبت حجم الدعم المالي والعسكري والاعلامي الذي تتلقاه ميليشيات الحوثي لدعم مسيره التوسع في ارجاء الاراضي اليمنيه. وقد طالبت الدوله اليمنيه اكثر من مره طهران بكف التدخل في الشان الداخلي اليمني، وكان الرئيس اليمني هادي قد اكد وجود دلائل كثيره تثبت تدخل ايران في شئون اليمن عن طريق دعمها للحوثيين.

وتشير رهانات النظام الايراني علي الحوثيين في اليمن باعتبارها منطقه استراتيجيه، يمكن بعد السيطره عليها قلب موازين القوه في المنطقه. ذلك ان لليمن ما يقارب من 2000 كم علي الحدود مع السعوديه العدو اللدود لايران. وبامكان النظام الايراني اذا اخضع اليمن للحوثيين ان يزعزع امن السعوديه وسائر دول الخليج العربيه من جهه، ومن جهه اخري تفرض ايران سيطرتها علي باب المندب باعتباره موقعاً استراتيجياً علي المياه الاقليميه بالمنطقه، لذلك خصصت ايران طاقات هائله للساحه اليمنيه. ومما لاشك فيه ان نجاح حزب الله -العميل الايراني في لبنان- في السيطره علي لبنان ثم سوريا، كذلك الاحزاب الشيعيه في العراق، شجع علي تطبيق هذا النمط باستخدام الحوثيين في اليمن لاخضاعها للهيمنه الايرانيه. وقد جاء في احدي الكراسات الداخليه لقوه فيلق القدس، ان ما يحدث في اليمن هو ثوره تشبه الثورة الإسلامية في إيران، وان (انصار الله) قوه سياسيه ودينيه تؤمن بقياده المرشد الايراني، وان بدر الدين الحوثي -والد عبدالملك الحوثي القائد الحالي للحوثيين- كان قد بايع المرشد السابق الخوميني، كما بايع عبدالملك المرشد الحالي خامينئي مرشداً لهم.

ويتمحور الدعم الايراني للحوثيين حول ثلاثه جوانب: (الاعلامي، المالي، العسكري)، علي النحو التالي:

ا- علي الصعيد الاعلامي: قامت طهران بتجهيز جميع الامكانيات الفنيه والتقنيه لاطلاق قناتين فضائيتين تابعتين للحوثيين من بيروت.. الاولي قناه المسيره الناطقه باسم الحوثيين رسمياً، والثانيه قناه الساحات التي يديرها عضو من حزب الله في لبنان ويراس مجلس ادارتها الشيخ سلطان السامعي، احد اعضاء البرلمان الموالين للحوثيين. وتضخ ايران مئات الالوف من الدولارات شهريا لدعم خارطه برامجيه للقناتين وفق ملامح ورؤي ايرانيه واضحه. كما تقدم ايران كافه الدعم الاعلامي عن طرق قنوات: العالم، الميادين، المنار.. وغيرها من القنوات الفضائيه التابعه لها، عبر تغطيات واسعه للشان الحوثي في اليمن، بالاضافه لاستقبالها مئات الاعلاميين والصحفيين وتدريبهم واعدادهم، ومن ثم توزيعهم علي المحافظات كموظفين تابعين للقناتين المذكورتين انفاً.

ب- علي الصعيد العسكري: اكدت السلطات اليمنيه اكثر من مره ان ايران تدعم الحوثيين بالسلاح عبر ادخاله من بعض المنافذ بطريقه سريه بواسطه مهربين كبار ونافذين في الدوله، وايصاله الي الايادي الحوثيه. وقد سبق الاشاره الي السفن التي استخدمتها ايران في نقل اسلحه ثقيله وخفيفه شملت راجمات صواريخ وصواريخ ارض/ارض، ارض/جو، ومضاده للدبابات، هذا فضلاً عن قيام ايران بدعم الحوثيين عبر استقبال مئات المجندين الحوثيين للتدريب العسكري في اريتريا، وقد استاجرت ايران احدي الجزر التابعه لاريتريا لتدريب الحوثيين. كما حصلت حركه الحوثي علي كميات كبيره من الاسلحه الخاصه بالجيش اثناء الحروب الست مع الجيش في صعده، فضلاً عن ان سيطرتها علي محافظه صعده بالكامل جعلت الالويه العسكريه تحت سيطرتها، حيث سلمت قيادات الجيش في صعده كميات كبيره من الاسلحه والذخائر لجماعه الحوثي مقابل حصولهم علي مبالغ ماليه كبيره. كما ان اكبر دعم عسكري حصل عليه الحوثيون كان اثناء سقوط مدينه عمران في ايديهم. وقد قام فيلق القدس المسئول عن العمليات الخارجيه في الحرس الثوري الإيراني بنقل 50 طن اسلحه ايرانيه الي الحوثيين من مطار طهران الي صنعاء في شهر مارس الماضي تحت غطاء مساعدات من الهلال الاحمر الايراني. كما تم القبض علي عناصر من الحرس الثوري الايراني وحزب الله في المعارك الاخيره في اليمن.

جـ- علي الصعيد المالي: حصلت حركه الحوثيين علي ملايين الدولارات من ايران عبر تحويلات بنكيه وحقائب دبلوماسيه الي سفاره ايران في اليمن، ما ساعد الحوثيين علي دفع مرتبات العناصر التابعه لها، بل وايضا شراء ولاء ضباط وجنود من الجيش، ورؤساء قبائل، وتمويل انشطه ومشاريع حركه الحوثي. كما حصلت هذه الحركه علي مصادر دعم اضافيه من عائدات تهريب بعض الممنوعات من اليمن للخارج.. مثل المشتقات النفطيه والمخدرات والحشيش والسلاح والقات عبر الحدود السعوديه والمنافذ الاخري التي تسيطر عليها، بالاضافه الي المبالغ التي تفرضها كضرائب علي المناطق الواقعه تحت حكمها، وذلك تحت ذرائع الخـُمس، والزكاه، ودعم المجاهدين. كما ان امتلاك الحوثيين عدداً من المباني والمراكز في عدد من المحافظات - كصنعاء وذمار - حيث تحصل منها علي موارد ماليه تسهم في دعم الحركه. هذا فضلا عن سيطره الحوثيين علي محافظتي صعده وعمران، وبذلك يتحكمون في ملايين الدولارات التي تصل الي المحافظين كميزانيه سنويه تخضع للتصريف والاشراف الحوثي المباشر، بالاضافه للضرائب التي تفرضها الحركه ايضا علي بائعي القات وتجار المناطق التي تسيطر عليها.

وكل تلك المصادر الثلاثه، ضمنت لجماعه الحوثي استمرار كافه انشطتها واعمالها الارهابيه، وحملتها العسكريه التوسعيه التي تخوضها في عده محافظات يمنيه.

تدور الدعايه السياسيه وطريقه الحرب النفسيه التي ينتهجها الحوثيون حول ثلاثه ابعاد علي النحو التالي:

1- استدعاء التاريخ: وذلك بانعاش ذاكره اليمنيين بمحطات الخلاف مع السعوديه واخرها تلك الحرب المحدوده بين الجيش السعودي والحوثيين عام 2009، وقبلها النزاعات الحدوديه حول نجران وجيزان وعسير، وتبدل نمط تحالفات الرياض ما بين مسانده الشمال الامامي في حربه ضد الجنوب الماركسي في ستينات القرن الماضي، الي مسانده الجنوب ضد علي صالح في حرب 1994. وتدخل مصر في هذا الاستدعاء من خلال الحديث عن الثمن الذي دفعته لتدخلها في اليمن في سبيل نصره الثوره والاخذ بيد المجتمع المدني في عهد عبدالناصر. وينطوي هذا الاستدعاء علي تحذير وانذار للقاهره والرياض، لكنه يغفل موازين القوه الحاليه بين الحوثيين وحليفهم علي صالح، وبين التحالف العشري العربي القائم اليوم، والذي يقصف مواقعهم العسكريه في شتي ربوع اليمن اعتراضاً علي قفز الحوثي علي ثوره الشعب اليمني، وتحالفه مع قوي الثوره المضاده، ورهن مصالح اليمن لخدمه ايران.

2- توظيف الطائفيه: رغم ان هذه الحرب سياسيه، فان الحوثيين وايران من ورائهم يريدون ان يحولوها الي حرب طائفيه بين دول تتبع المذهب السني، علي راسها السعوديه ومصر، ودول اخري تتبع المذهب الشيعي علي راسها ايران ويدور في فلكها لبنان وسوريا والعراق وحوثيو اليمن، ولقد كانت تظاهرات اتباع ايران في هذه البلاد، تسهل مهمه الحوثيين في تسويق الحرب علي انها طائفيه للتعميه علي اسبابها ودوافعها السياسيه، واملاً في تاجيج عواطف الشيعه في ربوع العالمين العربي والاسلامي. هذا رغم ان الزيديه التي يعتنقها الحوثيون تختلف في مسائل جوهريه عن التشيع الصفوي وكذلك العلوي، لكن الحوثيين ربطوا انفسهم بايران الشيعيه لتوحد المصالح بينهما.

3- رفع لافته السياده الوطنيه: حيث بدا الحوثيون يبثون دعايه قويه تستهدف التاثير في نفوس اليمنيين واذهانهم بان هناك مشروعاً سعودياً - مصرياً لاحتلال بلادهم، او علي الاقل سعي يرمي الي كسر ارادتهم واذلالهم، او الحط من كبريائهم والاستهانه بعمقهم الحضاري. ومن ثم فان الحوثي وانصاره هم من يقفون الان في الصف الامامي للدفاع عن سياده اليمن وسلامه ترابه الوطني، وان علي الشعب اليمني ان ينضم اليهم في هذه المعركه، وينحي الخلافات الداخليه جانبا الان. ولذلك ظهر كثيرون في مختلف اجهزه الاعلام يتحدثون في هذا الاتجاه، محاولين جذب بقيه الشعب اليمني اليهم، او علي الاقل قطاع مهم منه، تتم تعبئته كي يتماسك في وجه الضربات الجويه، توطئه لتسليحه وانخراطه في صفوف القتال حال شن قوات التحالف العربي حرباً بريه.

تثير سلسله الانتصارات العسكريه التي حققتها جماعه الحوثي في السنوات الاخيره الكثير من الريبه، حول سرعه تطور القدره القتاليه والامكانات العسكريه والبشريه التي تمتلكها حتي تحقق ذلك التقدم الواضح علي ارض الواقع. لكن الحقيقه الصادمه ان حركه الحوثي ليست بتلك القوه الضاربه عسكرياً وبشرياً حتي تستطيع القتال في اكثر من جبهه بوقت واحد، وتسقط لواء عسكرياً بكامل عدته وعتاده - وهو اللواء 310 مدرع - لصالح الحوثيين، وهو ما يفسر هذه المعضله بين الافتراض والواقع.

ولعل المتتبع لواقع حركه الحوثيين خلال العامين الماضيين، يجد انها استغلت رخاوه وعجز الدوله اليمنيه، وعجز القرار السياسي، وليس القوه العسكريه، فضلا عن خيانه اعداد من القاده وضباط الوحدات العسكريه الذين اشتراهم الحوثيون باموال ايرانيه لتسليم وحداتهم دون قتال. لذلك فان وجود قائد عسكري وطني في اليمن قوي وقادر علي اتخاذ القرار السليم، يمكن ان يتخذ القرار الصائب لمحاصره واخماد هذه الحركه بابسط التكاليف، لكن هذا الامر غائب حتي الان.

وعلي الرغم من ان حركه الحوثي تعتبر حركه مدمره علي الدوله، ولم تشكل حزبا سياسيا، ولا مؤسسه دعويه، كما ان ليس لها اي بعد شرعي او قانوني لماهيتها، ومع ذلك نجدها تبسط سيطرتها الشموليه بقوه السلاح، وتنازع الدوله في سيادتها، وتجد رضوخاً كبيراً من قبل الدوله، وتتعامل معها بلغه الضد وكانها دوله اخري مستقله، الامر الذي شجع الحوثي علي الدفع بكل قدراته للوصول الي ابعد مدي في الاراضي اليمنيه. كما ان الانقسام السياسي الذي يشهده اليمن بين القوي السياسيه منذ عام 2011، جعل بعض هذه القوي يستقوي بالحوثيين كوسيله ارهاب وتخويف للوصول الي بعض المارب.

وهذا الامر لم يكن غائبا عن المواطن اليمني، فالكثيرون يعرفون مدي استخدام الرئيس السابق علي صالح لحركه الحوثيين كوسيله لي ذراع خصومه السياسيين، حيث كشفت المصادر عن تلقي مسلحي الحوثي دعماً مالياً وبشرياً وعسكرياً كبيراً من علي صالح، وهذا الدعم الكبير هو الذي ساهم في اسقاط مدينه حاشد مسقط راس اولاد الشيخ عبدالله الاحمر، الذين وقفوا مع الثوره الشبابيه بمعيه اللواء علي محسن الاحمر. وتؤكد المصادر ان قيادات عسكريه وقبليه شاركت مع حركه الحوثي ضد قوات الجيش في محافظة عمران، حيث ساهم بعض القاده بفتح الابواب لمسلحي الحوثي للدخول في المدينه والسيطره عليها دون قتال، فيما ساهم اخرون بمعاونه الحوثي في الوصول الي مقر قائد اللواء 310 مدرع وقتله مع عدد من الضباط والجنود الذين كانوا معه.

كما ان حركه الحوثي عملت بذكاء علي استغلال كل الخلافات بين القوي السياسيه، ودعمت واحتوت كثيراً من القيادات الشابه المحسوبه علي الحزب الاشتراكي والناصري وحزب المؤتمر الشعبي العام، بالاضافه الي توغلها في العمق القبلي واستغلال الصراعات القبليه لصالحها، واستقطاب البسطاء من رجال القبائل ودعمهم لنشر الفكر الحوثي في مناطقهم، وتقديم الدعم الكافي لبسط سيطرتهم عليها، بحجه ان ابناء المناطق يثورون علي الظلم والطغيان الذي لحق بهم من مشايخهم والجهات الرسميه.

ومن خلال كل ما سبق، نستطيع ان نصل الي حقيقه واحده هي: «ان حركه الحوثيين ليست بتلك القوه الجباره التي لا يغلب جيشها، بل الواقع يقول انها لا تملك قوه ذاتيه بقدر ما تلعب علي الظروف».

منذ انطلاق عمليه «عاصفه الحزم» التي يشنها تحالف عربي بقياده المملكه العربيه السعوديه ضد جماعة الحوثيين المسلحه في اليمن، باتت القوه العسكريه للرياض محط انظار العالم، لاسيما ان كثيرين يعولون عليها في انهاء الازمه.

وتلعب المملكه العربيه السعوديه دوراً رئيسياً في منطقه الشرق الاوسط، باعتبارها واحده من بين قواتها العسكريه الاكثر عصريه وقوه، حسب مؤسسه «جلوبال فاير باور»، احدي اهم المؤسسات البحثيه الامريكيه المتخصصه في تقديم قواعد بيانات تحليليه عن القوي العسكريه في العالم. حيث يعد جيش الرياض الاقوي في منطقه الخليج العربي، والثالث من حيث القوه عربياً، ويحمل المرتبه 28 ضمن قائمه تضم 126 دوله، وفقا لنشره هذه المؤسسه بتاريخ 26 مارس الماضي.

ووفق الموقع يبلغ عدد سكان السعوديه 27 مليوناً و345 الف نسمه، منهم 13 مليوناً و967 الفاً و609 اشخاص مؤهلون للخدمه العسكريه. ويبلغ عدد من يبلغون سن الخدمه العسكريه سنويا 505 الاف و868 شخصاً، اما عدد الافراد العاملين علي الجبهات الحدوديه، فهو 233 الفاً و500 شخص، الي جانب 25 الفا اخرين من قوات الاحتياط العامله.

وبالنسبه لانظمه التسليح البريه، يملك الجيش السعودي 1210 دبابات، 5472 عربه قتال مدرعه، 524 مدفعاً ذاتي الحركه، 432 مدفعا مجرورا، 322 راجمه صواريخ متعدده القذائف. وبالنسبه للقوات الجويه، فانها تضم 155 مقاتله اعتراضيه، 236 مقاتله هجوميه، 187 طائره نقل، 168 طائره تدريب، 182 مروحيه عامه، 18 مروحيه هجوميه. اما القوات البحريه فتضم 55 قطعه بحريه، من بينها 7 فرقاطات. وتبلغ ميزانيه الدفاع 56.725 مليار دولار.

لعل قرار شن «عاصفه الحزم» يعتبر القرار الثاني بعد قرار شن حرب اكتوبر 1973 من حيث المبادره العربيه، والذي يعيد للعرب اعتبارهم وهيبتهم في النظام الدولي، وخاصه في الدائره الاقليميه منه. حيث تعددت وتنوعت اخيراً الضربات والهجمات والتهديدات الامنيه والوجوديه للامه العربيه، سواء في بعدها القطري ضد كل دوله عربيه علي حده، او في بعدها القومي الاوسع، الامر الذي اسفر عن سقوط وتفكيك دول عربيه رئيسيه مثل سوريا والعراق ولبنان وليبيا، وتقسيم دول اخري مثل السودان. وكان الدور سياتي علي باقي الدول العربيه خاصه الخليجيه ومصر. لذلك جاءت «عاصفه الحزم» لتوقف هذا المد الانهزامي، وتشعر وتؤكد لاعداء الامه العربيه ان حبال الصبر وان طالت فان لها نهايه، وان لهذه الامه سيوفاً ودروعاً تحميها، واذا تطلب الامر تفعيل القوي العسكريه للامه العربيه، فهي قادره علي ذلك.

فلم يكن من الممكن ابدا بعد ان كشف نظام حكم الملالي في ايران عن حقيقه اهدافه المتمثله في بسطه الهيمنه الايرانيه علي كل بلدان الوطن العربي، وبعد ان اعلن صراحه علي لسان كبار مسئوليه ان اربع عواصم عربيه (لبنان ودمشق وبغداد وصنعاء) صارت تحت السيطره الايرانيه، وان ايران تتحول حاليا لتستعيد امجاد الامبراطوريه الفارسيه وعاصمتها بغداد، لم يكن ابدا ان ينتظر العالم العربي ان تعلن طهران ايضاً عن بسط هيمنتها علي عواصم عربيه اخري مثل الرياض والقاهره وابوظبي والبحرين وعمان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل