حسن أبوالسعود.. صاحب موسيقى "العار" الذي خدعته "السمنة"

"يُشع فن، بهجه، فرح، اخوه وصداقه فهو ابن بلد مصري"، هكذا وصف الموسيقار عمار الشريعى، عاشق الاكورديون الموسيقار حسن ابوالسعود.

اتسم حسن بسمات ابن البلد، وبخفه ظل غير عاديه، ولم يجعل جسده الضخم عائق امام احلامه، بل اتخذ منها وسيله للسخريه حتي من نفسه، فيذكر دائما حكايات طريفه يتعرض لها بسبب سمنته المفرطه، ومن هذه المواقف اصطحابه دائما لمروحه بلاستيكيه صغيره، يستخدمها في نفس الوقت لينثر المياه البارده علي وجهه تلطيفا للجو.

في حوار له مع عمار الشريعي في  برنامج "سهره شريعي" الذي اذيع علي قناه "دريم"، تحدث حسن عن بداياته، وعن والده الفنان علي ابو السعود، والذي وصفه الشريعي بانه ظاهره، موضحا انه اول واحسن عازف كلارينيت، واول من ادخل الربع تون الشرقي في اي اله غربيه علي الاطلاق.

ويقول حسن "والدي علمني الموسيقي وكنت اهرب منه واميل للعب كره القدم، وفي البدايه تعلمت الايقاع، ثم العزف علي اله الاكورديون"، مشيرا الي انه حصل علي الثانويه العامه من دوله ليبيا حيث كان يعمل والده هناك كمستشار لمؤسسه الاذاعه والتليفزيون هناك، وكان مجموعه 52%، والتحق بعدها بكليه التجاره قسم اداره اعمال في جامعه بني غازي.

بدا حسن يهوي الفن، يتسرب عبر مسامه الي جسده، فاصبح نصف وزنه موهبه عبقريه، في عالم التاليف الموسيقي والتلحين، ووافقه والده علي رغبته في الاستقلال عنه، لياتي وحده الي مصر وعائلته في ليبيا بحكم عمل والده، وبدا يدخل الي عالم ملك عليه جوانحه، فانضم للعمل كعازف اكورديون في فرق عدد من الراقصات، حتي وكما يقول ترقي بالعمل مع راقصه مصر الاولي انذاك نجوي فؤاد، ثم العمل مع راقصه مهمه وهي ناهد صبري، والتي حسب تعبيره كانت تمتلك فرقه موسيقيه مرعبه.

كسرعه ووميض البرق، بدا حسن يُعرف في الوسط ودون مساعده من والده، وعمل مع الموسيقار رياض السنباطي، والذي كان يهابه، ويقول حسن عن هذه الفتره "كان رعب اني اشتغل مع الموسيقار رياض السنباطي، ومعروف عنه انه لا يميل للالات الغربيه، لكن امام شطارتي انا وعمار، عملي صولو في اغنيه لسعاد محمد، واداني شلن مازلت احتفظ به حتي الان، وقال لي ذات مره حلو اوي لدرجه موعت نفسي".

اثناء عمله كعازف، وبالصدفه كان يعمل في فوازير ثلاثي اضواء المسرح، واثناء الاستراحه، قرر يعزف تيمه ما، فسمعها الفنان الضيف احمد وعندما علم انها من تاليفه، طالبه بان يحفظها جيدا لانه سيحتاجه لوضع موسيقي اولي تجاربه الاخراجيه في المسرح في مسرحيه "كل واحد وله عفريت"، وسيقوم ببطولتها الثلاثي، فكانت بدايته في التاليف الموسيقي.

مثّل نجاح الموسيقي التصويريه والمقدمه الافتتاحيه التي وضعها لفيلم "وخدعتني امراه" اول عمل سينمائي له، نقطه تحول في حياه حسن ابو السعود، وظل الفيلم لمده 40 اسبوع في دور العرض السينمائيه.

اختاره الكاتب محمود ابو زيد، ليضع موسيقي فيلمه الجديد "العار"، ولكن المخرج علي عبدالخالق اعترض علي اختياره ورغب في اعطاء الفيلم للموسيقار جمال سلامه، لكن ابو زيد اصر علي اختياره، وطلب من المخرج ان يمنحه فرصه، وسيكون له حريه في فعل ما يريد "اذا معجبتكش يا دار ما دخلك شر".

وكان هذا الموقف من اكثر المواقف التي مثلت تحدي في حياه حسن، لانه يتعامل مع مخرج مُتضرر من وجوده، فاصر علي تقديم عمل يرضيه فيحصل علي الصفح، واجتهد ليقدم موسيقي بسيطه وجديده، وحصل عنه علي اول جائزه في حياته، وهي احسن موسيقي تصويريه عن فيلم "العار".

كان اول الحان حسن في عالم الغناء، اعماله مع الفنان احمد عدويه، واغنيه "صابرين يا دنيا صابرين" لوليد توفيق، والتي كانت من كلمات والحان حسن، ورغم نجاحه في وضع مقطوعات موسيقيه راقصه، نجح في وضع الحانا كلاسيكيه رائعه لعدد كبير من نجوم المرحله التي ظهر فيها، حتي حقق حلم اللقاء مع مطربه المُفضل هاني شاكر، فتعاونا معا في "في عز ما كنت خاين، انا بتاخد منك، سبتيني ليه، لسه بتسالي".

كما قدم مع ايهاب توفيق اغنيه "وعدي الليل علي مهله"، وقدم راغب علامه علي الساحه الفنيه في مصر، بعدما تعرف عليه في باريس، حيث كانا يعملان في نفس الملهي الليلي، فاعجب حسن بصوته، واخلاقه، وطلب من الاعلامي وجدي الحكيم تقديمه في اضواء المدينه، ولحن له اغنيه "اسف حبيبتي"، "نقطه ضعفي الوحيده" و"عشت ليكي".

كما تعاون قبل رحيله مع الفنان تامر حسني "حبيبي وانت بعيد"، ومع بهاء سلطان في "ياللي ماشي"، واغاني اخري.