المحتوى الرئيسى

صناعة الإرهاب.. "دولة الخلافة" ورواج صناعة السلاح الأمريكي

04/30 10:24

ـ ارهاب يتخفي في ثياب الدين، ويخلطه بالسياسه

ـ الفكر التكفيري انتقل الي العالميه لاقامه "دولة الخلافة"

ـ ضعف الدوله الوطنيه، وغياب العدالة الإجتماعية والعدل السياسي، يساهم في تصاعد الارهاب

ـ ثورات الربيع العربي تحولت من رغبه في الحريه الي فوضي

ـ تقديرات الاستخبارات الأمريكية تفيد بان الحروب في الشرق الاوسط مستمره لسنوات

ـ واشنطن تنتظر الحصول علي طلبات من العرب لشراء السلاح، لمواجهه التنظيمات الارهابيه

القاهره ـ سبوتنيك ـ اشرف كمال

بلا شك، ان الاوضاع الداخليه في الدول العربية شكلت تربه خصبه للتطرف والارهاب، بذريعه مواجهه الديكتاتوريات، وتخفت التنظيمات المتطرفه خلف ستار من الدين، ورفعت شعارات لها تاثيرها ملموس في اوساط شعوب المنطقه، التي اختلط علي شريحه من مواطنيها، خاصه الشباب، مفهوم الفقه الديني بالسياسه، واصل ومعني "الجهاد"، الذي يتفق وصحيح الشريعه السمحه.

ارهاب يتخفي في ثياب الدين

واوضح الباحث في الاسلام السياسي، الخبير في شؤون الجماعات الاسلاميه، ماهر فرغلي، في حديث لـ"سبوتنيك"، ان  الارهاب لا وطن له ولا دين، والمشكله الاساسيه للارهاب انه ياتي مغلفاً بالدين السمح، وهنا يختلط الدين بالسياسيه، ودائماً ما تختلف احكام الدين مع السياسه، ومن الصعب ان يتم الربط بين ما هو ديني وما هو سياسي، وبالتالي فان اقامه حياه سياسيه علي اساس ديني غير سليم، ستؤدي حتماً لظهور اخطاء كثيره.

وبين ان الكيانات الارهابيه، التي تغلف عملها بثوب الدين، تضع الجميع امام تحديات كبيره، تتمثل في الخطاب الديني، والمفهوم الشرعي السليم للنصوص الدينيه، فضلاً عن التحدي الفكري، وان الفكر المتطرف، عندما تتبناه جماعات، يخلق خرائط تمركز لهذه الجماعات، وكذلك ينشئ اجيال جديده مختلفه في الفكر والمنهج، وهذا يشكل تحدياً امنياً في حد ذاته.

واعتبر فرغلي، بان "الفكر التكفيري" انتقل الي العالميه لاقامه "دوله الخلافه"، وانه، ولاول مره، يتم تنفيذ ذلك "الفكر" علي الارض، حيث باتت له "دوله حقيقيه" علي اراض في العراق وسوريا، ولها مؤسساتها هناك، بالاضافه لوجود "امارات اسلاميه"، في ادلب، حيث يسيطر تنظيم "جبهه النصره"، فضلاً عن تنظيم "بوكو حرام" في نيجيريا، و"الشباب" في الصومال، وان "الفكر الارهابي يتجاوز اليوم الاستراتيجيات القديمه".

واكد ان التنظيمات الارهابيه تنجح في المناطق التي تسيطر عليها الفوضي، وفي البيئات الفاشله، وان تنظيم "داعش" يستهدف الاقليات، سواء بالقتل اوالتهجير، وبالتالي استدراج القوي الخارجيه للتدخل، او اندلاع حروب اهليه في الداخل، وتعم الفوضي، التي تسمح للتنظيم بالتوسع وتحقيق اهدافه.

انهيار الدوله وغياب العداله الاجتماعيه

ويري المفكر الاسلامي المصري، الخبير في الجماعات الاسلاميه ناجح ابراهيم، ان من اسباب بروز التنظيمات المتشده، ضعف الدوله الوطنيه، وغياب العداله الاجتماعيه والعدل السياسي، وعدم التطور وانعدام الرعايه الانسانيه، التي خلقت تميز طبقي وتخلف تعليمي وثقافي وصناعي، وتراجع معدلات التنميه، مؤكداً بانه "مع ضعف الدوله نشات الجماعات والمليشيات".

واعتبر الباحث في الاسلام السياسي ماهر فرغلي، ان تنامي هذه "الصناعه" له اسبابه، والتي تاتي في مقدمتها الدكتاتوريات، وعدم تداول السلطه، والتقسيم غير العادل للثروات، فضلاً عن فشل ثورات "الربيع العربي".

ويري الخبير في الجماعات الاسلاميه محمد محمود ابو المعالي، في حديث لـ "سبوتنيك"، ان صناعه الارهاب، وتنامي ظهور الجماعات المتطرفه في المنطقة العربية، يعود الي تراكمات كبيره، بدات مع حاله الانحطاط الثقافي في العالم الاسلامي، والشروع في مسار الصدام بين الحضارات، خاصه الحضارتين الغربيه والاسلاميه.

واضاف، "الديكتاتوريه في المنطقه العربيه، والتدخل الخارجي، والارهاب، كل يخدم الاخر، فالجماعات المتطرفه تاتي بحجه محاربه الديكتاتوريه، والتدخل الخارجي ياتي بذريعه محاربه التطرف والقضاء علي الحركات الارهابيه، وفي بعض المناطق ياتي التدخل الاجنبي بحجه مواجهه الديكتاتوريه، فيظهر الارهاب والتطرف".

ولفت المفكر الاسلامي ناجح ابراهيم الي ان، ما يعرف بثورات الربيع العربي، تحولت من رغبه في الحريه الي فوضي، وكان هناك من يريد هدم مؤسسات الدوله، حتي تلك المهترئه، والتي كانت تخضع لتحقيق مصالح الانظمه الحاكمه، فانهارت المؤسسات والجيوش في اليمن وليبيا، وكان الخطا الاكبر، الذي ارتكبه الحاكم المدني الامريكي "بول بريمير" في العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين، بقيامه بحل الجيش وترك الدوله تنهار وتنقسم.

واضاف ان "الجماعات المتطرفه، نشات في غيبه الدوله، واصبحت اقوي منها"، واشار الي واقع الامور في العراق وليبيا، واليمن، ولبنان، وان العرب وجدوا انفسهم امام وضع جديد، حيث تواجه الدول خطر التقسيم، وتقوم جماعات مسلحه باحتلال مناطق، وتسيطر عليها وتمارس فكرها علي المواطنين.

السلاح الامريكي والفوضي في الشرق الاوسط

وذكرت صحيفه نيويورك تايمز الامريكيه في تقرير نشرته  في 18 ابريل/نيسان 2015 ، انه "علي خلفيه انزلاق الشرق الاوسط الي حروب بالوكاله (حروب تنشا عندما تستخدم القوي المتحاربه اطرافا اخري للقتال نيابه عنها)، ومواجهات طائفيه، ومحاربه للارهاب، وبدات دول عده في المنطقه، كانت قد كدست في مخازنها اسلحه امريكيه، في استخدامها وطلب غيرها".

ونتيجه لهذا، يُتوقع ان ينشط "مقاولي الصناعه العسكريه الامريكيه"، الذين يسعون الي ابرام صفقات في المنطقه، في العصر الذي انخفضت فيه ميزانيه البنتاغون، وبروز تهديد تطور سباق تسلح جديد وخطير في منطقه تغيرت فيها خارطه التحالفات من الاساس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل