المحتوى الرئيسى

أبيض وأسود (العنصرية -1) | المصري اليوم

04/30 05:51

قرب خط النهايه قذفني الفيتوري بطلقه محيره لا اعرف ان كانت نابعه من الياس ام الحكمه!

كان الناشر اللبناني سعيد محمديه قد زاره بعد اصابته بالجلطه والشلل ليعرض عليه مخطوطه الكتاب الذي يتناول سيرته ومعاركه في الشعر والحياه، فقال له الفيتوري بصوت منطفئ: اكتب ما تشاء، فالامر لايعنيني. كل شئ قد انتهي، الان.. استوي السواد والبياض.

فهل استوي السواد والبياض فعلا؟

وبينما اتامل الموقف من جوانبه المتعدده، اشتعلت بالتيمور بالاجابه القديمه القبيحه التي كرهنا سيرتها، لقد انفجرت المدينه الامريكيه رافعه رايات العصيان ضد العنصريه و«عدم المساواه».

قلت لنفسي: لعل الفيتوري كان غاضبا علي الزمن، ويحتج بلغته العاصفه علي قيود العجز والمرض، واظن ان عبارته التي تساوي بين الابيض والاسود كانت مخادعه، لاتعبر عن قناعه المناضل العربي الاشهر من اجل حريه السود.. المحارب الذي كتب مفاخرا ورددت وراءه افريقيا كلها:

«انا زنجي.. انا زنجي/ قلها لا تجبن/ قلها في وجه البشريه: انا زنجي/ وابي زنجي الجد/ وامي زنجيه/ انا اسود/ اسود لكني حر امتلك الحريه/ ارضي افريقيه»

علي شاشه التليفزيون كان المتظاهرون يرفعون قبضتهم في الهواء ويرفعون شعارا موحدا: Black Lives Matter

(B.L.M) تعني «قضيه حياه السود»، وهي حركه تاسست في يوليو 2013 بعد حكم نهائي بتبرئه الشرطي «جورج زيمرمان» من تهمه قتل مراهق اسود يدعي «ترايفون مارتن» في عام 2012، وبدات الحركه بـ«هاشتاج» اطلقته الناشطه العماليه السوداء «اليشيا جارزا»، وانضمت لها كل من «باتريسي كالورز»، و«اوبال توميتي»، وطالبت الحركه بمحاسبه عادله لرجال الشرطه والحد من استخدامهم للسلاح، لكن صوت الحرك ظل ضعيفا حتي احداث الشغب التي اندلعت في مدينه فيرجسون بولايه ميزوري احتجاج علي مقتل مراهق اسود اخر يدعي مايكل براون برصاص شرطي ابيض، وزادت المظاهرات عنفا لان الشرطه رفضت الاعلان عن اسم القاتل حرصا علي حياته من الانتقام، وبعد ايام اضطرت الي اصدار بيان اعلنت فيه ان الضابط هو «دارين ويلسون»، وانه استوقف براون للاشتباه في ارتكابه جريمه سرقه، وقد ادي هذا البيان لاثاره فوضي عارمه واحداث حرق ونهب للمتاجر، وهو المشهد الذي تكرر قبل ايام في بالتيمور عقب مقتل الشاب الاسود فريدي جراي.

لم يستو السواد والبياض اذن يا فيتوري، وصل الافارقه الي رئاسه البيت الابيض، لكن سؤالك الاستنكاري لايزال يتردد علي السنه الزنوج في ولايات الشرق الامريكي:

«الان وجهي اسود ولئن وجهك ابيض سميتني عبدا؟/ ووطئت انسانيتي/ وحقرت روحانيتي/ فصنعت لي قيدا»

وكان اليشيا ورفيقاتها ينشدون من اشعارك ايضا:

«ان عدلاً علي هذه الارض/ ليس هو العدل/ ما بقي السوط يستنطق الناس/ فليركل الميتون مقابرهم/ ولتقم ايه العدلِ»

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل