المحتوى الرئيسى

الحلم الأمريكى.. ملكية حصرية للرجل الأبيض

04/29 19:14

يبدو ان العنصريه تضرب في جذور المجتمع الامريكي بشكل كبير، حتي في الوقت الذي يجلس فيه رئيس اسود علي عرش البيت الأبيض.

الماساه تمتد لـ4 قرون مضت، عندما استجلبت عصابات البيض افارقه مختطفين من قارتهم، لاستخدامهم كعبيد في بناء "الحلم الأمريكي"، ومنذ هذا الوقت والعنصريه لا تفارق الرجل الابيض.

وعلي الرغم من مرور اكثر من 150 عاماً علي قانون "تحرير العبيد" الذي اعلنه الرئيس الأمريكي الاسبق ابراهام لينكولن، واكثر من 50 عاماً علي الحركه الاحتجاجيه الشهيره التي قادها القس "مارتن لوثر كينج" ضد التفرقة العنصرية بحق اصحاب البشره السوداء، ما زال السود في اميركا يضطهدون ويعاملون بطريقه سيئه لا تليق بالبشر، ويقتلون علي يد افراد الشرطه والامن لابسط الاسباب، ودون ان يلقي القتله اي محاسبه تذكر. بل وتتم تبرئه القتله واخلاء سبيلهم لان اغلبهم ينتمي للبيض في الولايات المتحده الامريكيه.

امريكا تعود تدريجياً لقبحها الذي طالما حاولت ستره، فقد تحولت شوارع امريكا مؤخرًا الي ما يشبه ساحه حرب، اثر مواجهات بين الشرطه والمتظاهرين في مدينه بالتيمور بولايه ميريلاند الامريكيه، صباح امس الثلاثاء، بعد ان اجتاحت الفوضي العارمه المدينه احتجاجا علي مقتل الشاب الاسود من الاصول الافريقيه، فريدي جراي، متاثرًا بكسور في فقرات ظهره اثناء اعتقاله في 12 ابريل الجاري، بتهمه حيازه سكين.

الاحتجاجات الغاضبه اجتاحت المدينه، ولم تترك النيران شيئا الا والتهمته، ومع نزول الشرطه قام المحتجون برشق قواتها بالحجاره في مواجهات عنف اصيب فيها نحو 15 ضابطا، بينما اعلنت الشرطه الامريكيه اعتقال قرابه الـ200 شخص، وفرض حظر تجول في المدينه.

وفاه جراي، اعادت الي الاذهان الازمه التي اندلعت العام الماضي بعد مقتل رجال سود في فيرجسون، وميزوري، ونيويورك سيتي.

ما شهدته المدن الامريكيه خلال السنوات الماضيه، نسخه طبق الاصل مما حدث في اواخر الستينيات في عهد الرئيس جونسون، عندما انفجر الغضب الاسود بعد زياده النبره العنصريه، ما اضطر الرئيس الامريكي لان يدفع بالجيش الفيدرالي الي الشوارع، في مدن ديترويت، وشيكاغو، ونيويورك.

الازمه التي تواجه امريكا هذه السنوات تكمن في عجز حكومات واشنطن المتتابعه عن التعامل مع العنصريه ذات الجذور التاريخيه، والنفسيه، والعقائديه المتشعبه في مجتمع اولاد العم سام.

وامام زياده الشغب في المدينه، اعلن لاري هوجان حاكم ولايه ميريلاند حاله الطوارئ والتعبئه في صفوف الحرس الوطني، بالاضافه الي استدعاء تعزيزات تصل الي 5 الاف من عناصر الشرطه التابعه للولايه، كما تم اغلاق المدارس وكذا الشركات، بينما توقفت محطات القطارات عن العمل.

من جانبها، دانت وزيره العدل الاميركيه لوريتا لينش، بعد ساعات من ادائها اليمين، احداث العنف التي تفجرت في بالتيمور، وقالت ان وزاره العدل ستقدم اي مساعده مطلوبه. وقالت لينش "انني ادين اعمال العنف الحمقاء من بعض الافراد في بالتيمور، التي نتج عنها الحاق الاذي بضباط باجهزه فرض القانون، وتدمير ممتلكات، وانتهاك السلام في بالتيمور". واضافت "ساضع كل موارد وزاره العدل لدعم الجهود لحمايه اولئك الذين يتعرضون للتهديد، والتحقيق في المخالفات، وتامين نهايه للعنف".

بينما اجري الرئيس الامريكي باراك اوباما، اتصالا هاتفيًا بعمده مدينه بالتيمور ستيفاني بلاك، حيث اطلعته علي اخر مستجدات اعمال الشغب التي تجتاح المدينه الواقعه بولايه ميريلاند الامريكيه. وقال البيت الابيض في بيان له، ان اوباما تعهد خلال الاتصال بتقديم كل المساعدات اللازمه لمجابهه اعمال الشغب التي اندلعت عقب تشييع جثمان الشاب الاسود.

عالميا، لم تترك روسيا الامر. فقد اكد مفوض الخارجيه الروسيه لشؤون حقوق الانسان قسطنطين دولجوف ان الاحداث في بالتيمور جاءت كدليل علي عمق التمييز العنصري في الولايات المتحده.

دولجوف اشار علي حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ان نحو 1450 حادث قتل توصف بانها "غير متعمد" علي يد رجال الشرطه تم تسجيلها في الولايات المتحده منذ مارس عام 2013، بحسب نشطاء حقوقيين امريكيين.

واضاف ان "غالبيه الضحايا هم من ذوي البشره السوداء وهم عزل في معظم الحالات"، مشيرًا الي ان "مثول رجال الامن المذنبين امام العداله امر نادر للغايه، اما الاحكام الصادره في مثل هذه القضايا خفيفه جدًا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل