الإفتاء تكشف حقيقة تسمية العرب لأبنائهم بـ«محمد» قبل مولد النبي

قالت دار الافتاء، ان محمد هو اشهر اسماء النبي -صلي الله عليه وسلم-، وقد سمي بعض العرب ابنائهم بهذا الاسم لمّا سمعوا من الكهان ومن احبار اليهود ان نبيًّا سيبعث في هذا الزمان اسمه محمد، فرجوا ان يكون منهم، ولكن لم يدَّع واحد من هؤلاء النبوه قط.

واضافت الافتاء في اجابتها عن سؤال «هل تسمي احد باسم محمد قبل النبي –صلي الله عليه واله وسلم-؟ قد اختلف العماء في تعداد من تسمي من ابناء الجاهليه بهذا الاسم، فذهب الامام السهيلي صاحب الروض الي انهم ثلاثه، فقال في "الروض الأنف" (2/ 96، ط دار إحياء التراث العربي- بيروت): [لَا يُعْرَفُ فِي الْعَرَبِ مَنْ تَسَمّي بِهَذَا الِاسْمِ قَبْلَهُ - صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الّا ثَلَاثَهٌ طَمِعَ ابَاؤُهُمْ حِينَ سَمِعُوا بِذِكْرِ مُحَمّدٍ -صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِقُرْبِ زَمَانِهِ وَاَنّهُ يُبْعَثُ فِي الْحِجَازِ اَنْ يَكُونَ وَلَدًا لَهُمْ.

وتابعت: ذَكَرَهُمْ ابْنُ فَوْرَكٍ فِي كِتَابِ الْفُصُولِ، وَهُمْ: مُحَمّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، جَدّ جَدّ الْفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ، وَالْاخَرُ: مُحَمّدُ بْنُ اُحَيْحَهَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جُمَحِيّ بْنِ كُلْفَهَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْاَوْسِ، وَالْاخَرُ: مُحَمّدُ بْنُ حُمْرَانَ بْنِ

رَبِيعَهَ، وَكَانَ ابَاءُ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَهِ قَدْ وَفَدُوا عَلَي بَعْضِ الْمُلُوكِ، وَكَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ الْاَوّلِ، فَاَخْبَرَهُمْ بِمَبْعَثِ النّبِيّ -صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِاسْمِهِ، وَكَانَ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ خَلّفَ امْرَاَتَهُ حَامِلًا، فَنَذَرَ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ انْ وُلِدَ لَهُ ذَكَرٌ اَنْ يُسَمّيَهُ مُحَمّدًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ].

واستطردت: وقد تعقب الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 556 ط/ دار المعرفه-بيروت) السهيلي في ذلك، فقال: [وَسَبَقَ السُّهَيْلِيَّ اِلَي هَذَا الْقَوْلِ اَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالَوَيْهِ فِي كِتَابِ لَيْسَ وَهُوَ حَصْرٌ مَرْدُودٌ].

واشارت الي انهذهب القاضي عياض الي ان تعدادهم سته لا سابع لهم، فقال في "الشفا بتعريف حقوق المصطفي" (1/ 446ط دار الفيحاء-عمان): [وَكَذَلِكَ: «مُحَمَّدٌ» اَيْضًا لَمْ يُسَمَّ بِهِ اَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ وَلَا غَيْرُهُمْ، اِلَي اَنْ شَاعَ قُبَيْلَ وُجُودِهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِيلَادُهُ اَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ.. فَسَمَّي قوم قَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ اَبْنَاءَهُمْ بِذَلِكَ رَجَاءَ اَنْ يكون احدهم هو و﴿اللَّهُ اَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الانعام: 124]، وَهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ اُحَيْحَهَ بْنِ الْجُلَاحِ الْاَوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَهَ الانصاري، ومحمد بَرَاءٍ الْبَكْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ الْجُعْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيٍّ السُّلَمِيُّ لَا سَابِعَ لَهُمْ، وَيُقَالُ: اَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ مُحَمَّدًا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ، وَالْيَمَنُ تَقُولُ: بَلْ مُحَمَّدُ بْنُ الْيَحْمَدِ مِنَ الْاَزْدِ].