المحتوى الرئيسى

ورثة إبراهيم على أرض النيل في متحف بوده ببرلين

04/29 13:23

كان النبي ابراهيم من اوائل الاشخاص المعروفين الذين وضعوا الشرائع الدينيه الداعيه لوحدانيه الاله، ودعواته كانت حجر الاساس للديانات السماويه الثلاث - اليهوديه والمسيحيه والاسلام، فهو سن طريقاً مختلفاً عن معتقد تعدد الآلهه الذي كان منتشراً في عصره. ولعل النقش الذي وضع علي بدايه المعرض ويحمل كلمه "الله" باللغات اليونانيه والعبريه والعربيه، هو اول ما يلفت انتباه الزائرين لهذا المتحف، الذي يحاول من خلال معروضاته ان يقدم التعايش للديانات المختلفه، التي سادت ارض مصر منذ العصور القديمه وحتي العصور المتوسطه، وهي الفتره التي يقدمها المتحف لزواره.

لذلك، فان بدايه المعروضات هي ابراز الاساس المشترك للديانات الثلاث، وهي الكلمة إلمكتوبه التي حفظتها الكتب المقدسه، اذ يبرز المتحف التنوع في الخطوط وفنون الكتابه والاشكال الخاصه بتلك الكتب، وهي القراَن والانجيل والتلمود (الذي يشمل التوراه واجزاء دينيه يهوديه اخري هي الوصايا والنبوءات).

يحتوي المعرض علي 250 قطعه اثريه تم جمعها وعرضها بالتعاون مع العديد من المتاحف، اذ تم جمع القطع الاثريه من المتحف المصري ومتحف بيرغامون في برلين، بالاضافه الي اقتراض بعض القطع الاثريه من متاحف عالميه اخري، مثل متحف اللوفر في باريس والمتحف البريطاني. وتم ترتيب المعروضات حسب موضوعاتها المختلفه لكي تعكس الحياه الدينيه واليوميه التي سادت أرض النيل، حيث ازدهرت المنطقه لقرون عديده باديانها وثقافاتها المختلفه، لا سيما مدينه الاسكندريه، التي اعتبرت بوتقه انصهار اللغات والثقافات المختلفه.

وتقول فريدريكه سيفريد، مديره المتحف المصري في برلين: "وضعت القطع الاثريه المتنوعه، وهي عباره عن قطع خزفيه ومعدنيه ومنحوتات خشبيه وحجريه ومنسوجات وجواهر، في غرف مظلمه بشكل تام وسلطت الاضواء عليها بشكل مدروس كي تبدو اكثر وضوحاً ولتبرز التفاصيل المعروضه".

اما في داخل قبو المتحف المطلم، فقد عُرضت نقوش دينيه مختلفه بشكل مضيء، بالاضافه الي تماثيل ومجسمات وتصاوير تابعه لمساجد وكنائس وكنس يهوديه.ولعل من ابرز معروضات المتحف حامل مياه حجري كان جزءاَ من شبكه مياه قديمه، تم عرضه بطريقه فنيه ومحاط بنصوص دينيه اسلاميه ومسيحيه ويهوديه اخذت من الكتب المقدسه، تبين اهميه المياه في تلك الاديان.

قطعه اثريه معروضه في متحف بوده في برلين

من ايزيس وحتي مريم العذراء

وبالرغم من ان ساحات العرض ليست واسعه، الا ان المتحف يتطلب من زائريه الوقت الكافي للتمعن في معروضاته وفهمها. لذلك، يجد الزائر نفسه في تحد كبير لفهم حياه الناس اليوميه والدينيه من خلال المعروضات، التي تحاول بتنوعها ان تعكس واقع الحياه في القدم. ويشير المعرض بوضوح الي التنوع الثقافي الذي عاشته ارص مصر من خلال التقاء الاديان والثقاقات علي ارضها، وبان التنوع الذي عاشته ارض النيل هو اكبر مما يتصوره الناس، وكيف تاثرت تلك الاديان ببعضها البعض.

ويمكن تتبع ذلك جيداً في الرسومات المختلفه والمنحوتات. من جانبها، تقدم مديره المتحف سيفريد مثالاً علي تاثر الاديان ببعضها البعض، الا وهي صور "الالهه الام الشرقيه"، فبحسب مديره المتحف المصري "فان هذه التصاوير تظهر الام ايزيس (الفرعونيه) وهي ترضع ابنها حورس، ثم انتقلت تصاوير الام المرضعه (عبر الزمن) لتظهر ضمن التقاليد المسيحيه الدينيه المبكره لمريم الذعراء وهي ترضع ابنها عيسي اليسوع.

التعايش السلمي بين اليوم والامس

وفي نهايه الجوله، يظهر الموضوع الاخير للزائرين، وهو معالجه الديانات الثلاث لموضوع الموت، اذ يعرض المتحف مجموعه من شواهد القبور المنتميه للديانات السماويه الثلاث، وهو ما توضحه فريدريكه سيفريد بالقول: "هذا الموضوع لم يعرض سابقاً في اي معرض مماثل ... كما ان الموت ليس نهايه الرحله بالنسبه للديانات الثلاثه، بل هو بدايه لمستقبل جديد، لذلك لا ننهي الموضوع بشكل حزين بل بصور تمثيليه للجنه، والتي تاتي في جميع الديانات السماوية علي صوره حديقه".

قطعه اثريه علي شكل سمكه معروضه في متحف بوده

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل