المحتوى الرئيسى

النزوح السوري إلى لبنان..واقع مرير وآمال متواصلة

04/29 13:11

اربعه اعوام مضت علي بدايه نزوح السوريين الي لبنان... والعام الخامس بدا، ومعه حكايات ازمه سوريه تتواصل فصولها. لبنان –البلد الجار- يعايش الواقع، يتفاعل ويؤرشف ليوميات غير اعتياديه.

يستقبل "بلد الارز" اكثر من مليون نازح سوري. مقارنهً بمساحته الجغرافيه وعدد سكانه، يصحُّ وصفه بـ "بلد النزوح الاكبر". ارقام الوافدين اليه غير محدده؛ المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تتحدث عما يزيد عن مليون ومائه الف مُسجلين لديها. ولكن الرقم "اكبر" كما يؤكد المتابعون مستندين الي ان اعداداً كبيره من النازحين غير مسجله، وتدخل الارقام في بورصه المزايدات:البعض يتحدث عما يفوق المليونين، واخرون يقولون المليون ونصف المليون، كلها تبقي ترجيحات، الاكيد ان البعد الجغرافي فعل فعله، اضافه الي الاستجابه المتاخره للدوله اللبنانيه مع الازمه العابره للحدود.

وزير الشؤون الاجتماعيه اللبناني رشيد درباس يرسم في حديث لـ DWعربيه صوره الواقع اللبناني في ظل النزوح السوري، فيقول: "الحكومه اتخذت اجراءات لتنظيم ووقف تدفق النازحين. نجحنا في وقف التدفق، لكننا لم ننجح لغايه اليوم في ايجاد حلول لتداعيات النزوح علي المجتمع اللبناني المضيف".

مجلس الوزراء اللبناني اوكل الملف بدايه لوزاره الشؤون الاجتماعيه لكن "حين نتحدث عما يزيد عن المليون نازح –يقول الوزير- فالقضيه تصبح اكبر من وزاره لتغدو قضيه وطنيه، بالتالي علي الدول العربيه والمجتمع الدولي تحمل المسؤوليه(...)".

لبنان بلا رئيس للجمهوريه لغايه اليوم. مجلس النواب ممدد له. الحكومه،حكومهُ امر واقع. لم تعد هناك مؤسسات في لبنان تسير وفق النمط الطبيعي. يقول الوزير درباس ان "الاقتصاد اللبناني يسجل خساره 20 مليار دولار. النمو انخفض بشكل كبير. البني التحتيه استُهلكت، والمساعدات الدوليه شحيحه (...)".

الوزير درباس يؤكد لـ DW انه سيطرح ملف النزوح كـ "قضيه وطنيه" علي جدول اعمال مجلس الوزراء، فـ"المساله ليست مساله نزوح بقدر ما هي قضيه كل لبناني، وعلي كل الوزارات تحمل المسؤوليه لابعاد شبح الفوضي الامنيه(...)".

منذ ان بدا توافد النازحين السوريين الي لبنان، ثار في "بلد الارز" الجدال حول التسميه الفُضلي لهم: هل هم "نازحون" ام "لاجئون"؟

لم يوقع لبنان اتفاقيه العام 1951 الخاصه باللاجئين، وهو بالتالي بلد عبور لا لجوء. وعليه يترتب ان"اعطاء الجنسيه اللبنانيه للنازحين السوريين غير وارد، ووجودهم مؤقت"، يؤكد اكثر من مسؤول لبناني، وذلك "لا يُلغي احترام بيروت للمواثيق الدوليه الراعيه لحقوق الانسان، بما خصّ الايواء مثلا، لكنّ ملفَ العمل ملفٌ شائك".

توضح مسؤوله لبنانيه في احدي الوزارات المعنيه بالنازحين لـ DW ، وهي فضلت عدم الاشاره الي هويتها، ان "السوري يعمل في لبنان منذ ما قبل الأزمة السورية. وكان ملف العمل في البدايه غير منظم، لكنه اليوم اصبح خاضعا للقوانين، فيحق للسوري العمل بما لا يُشكل منافسه للبنانيين".

في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2015 بدا في لبنان تنظيم دخول السوريين. وبات علي كل سوري ايضاح سبب سعيه لدخول البلاد، اذا كان للعمل، او بغرض السياحه او اللجوء، وغير ذلك. الاجراءات هذه قلّصت عدد السوريين الوافدين الي النصف، وبات ممنوعا دخولُ النازحين الا ضمن حالات انسانيه فقط.

وزير الشؤون الاجتماعيه يؤكد لـ DW نجاح هذه الاجراءات ويكشف عن "خرق بسيط". حاولنا استيضاح الموضوع فقالت مسؤوله في الوزاره ان "نحو 5600 سوري دخلوا الي لبنان بصفه غير صفه نازح، ليتبين لنا انهم قصدوا المفوضيه العليا للاجئين للتسجيل كنازحين. المفوضيه العليا سجلتهم، ونحن الان نتابع الموضوع لفصلهم وابراز احتيالهم علي الدوله اللبنانيه".

امام حالات مشابهه لا يُرحل لبنان الوافدين اليه، وتوضح المسؤوله في وزاره الشؤون، ان "وزاره الداخليه والامن العام يقومان باللازم لتسويه اوضاع المخالفين".

في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2015 بدا في لبنان تنظيم دخول السوريين. وبات علي كل سوري ايضاح سبب سعيه لدخول البلاد

منذ ان بدات الازمه السوريه، وبدا توافد النازحين الي لبنان، ثار في "بلد الارز" الجدال حول التسميه الفُضلي لهم: هل هم "نازحون" ام "لاجئون"؟ في الواقع كلمه "لجوء" تثير حفيظه غالبيه اللبنانيين الذين يعودون بالذاكره الي اللجوء الفلسطيني في لبنان، و"مخيمات اللجوء السيئه الذكر"، كما يصفها البعض.

جهود كثيره تقوم بها جمعيات المجتمع المدني لتعزيز ثقافه الحوار بين اللبنانيين والسوريين، و"المساله تبقي نسبيه"، علي ما يقول المحامي وسيم منصوري. وهو يؤكد ان "احترام الحياه الانسانيه شرط اول لثقافه ذات نزعه انسانيه".

بعض اللبنانيين باتت تربطه بالسوريين علاقات صداقه حديثه. البعض الاخر تربطه بهم علاقات نسب وقرابه، الحوار وقبول الاخر حاضر في الحالتين، وهذا لا ينفي وجود تشنجات في حالات اخري يعيدها منصوري الي موروثات تاريخيه "مثل ايام التواجد العسكري السوري في لبنان، والارتكابات بحق اللبنانيين انذاك (...)".

بين المُرحب بالسوريين في لبنان، والرافض لوجودهم، ثمه مبادرات تتخذ اوجه مختلفه، منها الفني-التثقيفي، لتقريب المسافات. ففي الاونه الاخيره شهدت بيروت معرضا للصور الفوتوغرافيه حمل عنوان "500 كاميرا لـ 500 طفل في تجمعات النازحين السوريين". المعرض كان تجربه جديده لـ "جمعيه مهرجان الصوره -ذاكره"، بالتعاون مع منظمه اليونيسف، وهو بمبادره من المصور اللبناني رمزي حيدر المقتنع "باهميه الصور وضرورتها في الارشفه والتاريخ"، كما يقول. 140 صوره بعيون الطفوله ارشفها حيدر في كتاب حمل عنوان "لحظه2"، كما ظهرت الصور في معرض شكّل مناسبه للتلاقي اللبناني-السوري من خلال المشاركه الواسعه فيه.

"اليونيسف" دعمت معرض جمعيه "ذاكره". وهي احدي المنظمات الدوليه الناشطه، مثلها مثل منظمه الصحه العالميه، والمجلس النرويجي للاجئين، وبرنامج الاغذيه العالمي وغيرها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل