عشق المصريين.. لأسيادهم!

ما سر عشق المصريين للالقاب، والمسميات، في الماضي وفي الحاضر.. هل يحن المصري الي عصور الابهه والعظمه.. ولذلك فان المصري كان يتعمد السكن والاقامه حول قصور الحكام ومقر الحكم.. ووجدنا ذلك في الذين سكنوا اسفل قلعة صلاح الدين، عندما كانت مقراً للحكم.. فلما انتقل مقر الحاكم الي قصر عابدين سكنوا في كل شوارع حي عابدين.. وايضا حول مقر سكن الحكام من قصر القبه الي جاردن سيتي، و«الدواوين والانشاء» اي منطقه المنيره والفلكي ومنصور ومحمد محمود..

<< ولكن القضيه اعمق من ذلك، فالمصري كان يتشبه بالحكام ومن في حكمهم.. لذلك اطلق علي اسمائه اسماء تحمل عصر الابهه والعظمه.. فنجد من يعشق اسماء الاماره مثل امير. الامير. اميره. الاميره.. وايضا اميري! تماما كما وجدنا اسماء وزير. الوزير. وزيري. وكذلك اسماء: باشا. الباشا. البك والبيه. وايضا: الوكيل والمفتش..

ومن عشق اسماء رجال العسكريه من الغفير. الشاويش. البكباشي. اللواء، اي من الغفير الي المامور. فهل ذلك يجيء امتداداً لعشق المصريين قديما لعائلات تحمل اسماء: السلحدار. الخازندار. الدويدار.. الي الالفي والشوربجي فهل الالفي هو من بيع بالف شوال في الحبوب او هو من كان يقود 1000 من الجنود. اما الشوربجي فهو صاحب الشوربه والمسئول عن تقديمها للسلطان!!

<< واذا كانت بعض العائلات تتمسك باسمائها القديمه رغم ان بعضها تمثل حرفاً تسيء الي حامليها الان مثل: الحيوان. والجحش. والحمار. والحرامي.. ومنها اسماء حيوانات لها مميزات اخري مثل الديب وتعلب وتصغيره وتعيلب والفار. ودعونا من نمر والاسد ونميري. وفهد. الي عائلات تتمسك باسمائها القديمه لانها تنتسب الي مناطق جاءوا منها الي مصر مثل عائلات الكريتلي او الجريدلي. والمالطي. والقبرصلي. والغزاوي. وكردي او الكردي. والاناضولي. او حتي الشامي والتركي والنجدي والتونسي والمغربي..

الا ان ما لفت نظري عشق المصري الي الطبيعه، ومنتجات الطبيعه.. فنجد المصري يطلق علي بناته اسماء مثل: ياسمين. ورده. فله. عنبه. تفاحه. رمانه. حتي ولو كانت مجرد قمحه، او كمون او فلفل وتصغيره. فليفل.. وشطه.. وجزر.. ونصل الي: كرمبه!! وقوطه وكرات.

<< ويشدني اكثر عشق سكان السواحل لاسماك البحر وما يخرج من البحر مثل: البوري. بلطيه. شباره. قرموط. صياديه. بياضه. كابوريا. جرانه. بساريه. وفسيخ!!

واذا كان المصري زمان ينتسب الي المناطق التي ولد فيها ولذلك وجدنا عائلات تحمل اسماء: الاسكندراني. الاسواني. الدمنهوري. الطنطاوي. الدمياطي. المنصوري. الفرماوي «نسبه الي منطقه الفرما اي اصل منطقه بورسعيد القديمه» ومنهم من ينتسب الي المهنه التي عمل بها مثل البنا. الحداد. الخشاب. اللبان. وحتي الطرابيشي والجزار واللفات اي بائع اللفت اي الطرشي.

الا ان اللافت للنظر الان ان المصري- بسبب عشقه للسلطه والسلطان يطلق صفه المستشار علي كل من هب ودب. رغم ان المستشار درجه تطلق في الاساس علي من يعمل بالقضاء وبالذات بعد وصوله الي درجه هذه الوظيفه.. ولكن الان تعدي ذلك وامتدت من القضاء الي المستشار الاقتصادي. والتجاري. والعسكري. والفني. والصحفي. والاعلامي.. ونخشي ان نجد يوما من يحمل صفه المستشار في الصرف الصحي، اي المجاري!!

<< وامتدت المهزله الاسميه الي رجال الدين.. فنجد من «يتمحك» بهم فوجدنا عائلات: الشيخ. الفقي. الملا و«الملالي».. بل وجدنا ايضا الامام!! والمؤذن.. والخطيب.. ورحم الله عصراً كان للمجاورين منطقه يسكنون فيها بجوار الجامع الازهر.. اي الذين يدرسون فيه او من عشاق آل البيت.. حتي وجدنا ايضا «قرافه» المجاورين. ورحم الله عصر «الجرايه» التي كانت تصرف للدارسين بالازهر او للمجاورين فيه وكانت الجرايه عباره عن خبز وادام اي غاموس مع نفحه من مال تصرف لهم من اموال الاوقاف الموقوفه علي خدمه هذا الجامع، او ذاك..